اخترنا لكم : علي بن الحسين

روى عن أحمد بن أبي عبد الله. تفسير القمي: سورة النور، في تفسير قوله تعالى: (حَتّى تَسْتَأْنِسُوا وَ تُسَلِّمُوا عَلى أَهْلِها). &طبقته في الحديث& وقع بهذا العنوان في أسناد كثير من الروايات تبلغ مائة وأربعة وعشرين موردا. فقد روى عن أبي عبد الله(عليه السلام)، وعن ابن سنان، وابن أورمة، وأحمد بن أبي عبد الله، وأحمد بن إدريس، وأحمد بن محمد بن خالد، وجعفر بن بكر، وحماد بن عيسى، وسعد، وسعد بن عبد الله، وسيف بن عميرة، وعبد الله بن جعفر، وعلي بن أبي حمزة، وعلي بن حسان، وعلي بن موسى، وعمرو بن عثمان، ومحمد بن أبي حمزة، ومحمد بن أحمد بن علي، ومحمد بن أحمد بن علي بن الصلت، ومحمد بن الحسن، ومحمد بن زي...

محمد بن أبي زينب

معجم رجال الحدیث 15 : 256
T T T
مقلاص أبو الخطاب الأسدي: مولى، كوفي، وكان يبيع الأبراد، ذكره البرقي في أصحاب الصادق(عليه السلام) .
و قال الشيخ في رجاله، في أصحاب الصادق(عليه السلام) (٣٤٥): «محمد بن مقلاص الأسدي الكوفي أبو الخطاب: ملعون، غال، ويكنى مقلاص أبا زينب البزاز البراد».
وقال ابن الغضائري: «محمد بن أبي زينب أبو الخطاب الأجذع الزراد، مولى بني أسد: لعنه الله تعالى، أمره شهير، وأرى ترك ما يقول أصحابنا، حدثنا أبو الخطاب في حال استقامته».
وقال الشيخ في كتاب العدة في جملة كلامه، في (فصل في ذكر القرائن التي تدل على صحة أخبار الآحاد): «عملت الطائفة بما رواه أبو الخطاب محمد بن أبي زينب في حال استقامته، وتركوا ما رواه في حال تخليطه».
ثم إن الكشي عنون المترجم (١٣٥)، وقال: «محمد بن أبي زينب، اسمه مقلاص أبو الخطاب البراد الأجدع الأسدي، ويكنى أبا إسماعيل أيضا، ويكنى أيضا أبا الظبيان»، وذكر فيه روايات، وهي على طوائف، فمنها: ما هو راجع إلى أشخاص أخر يشتركون مع أبي الخطاب في الضلالة، وفساد العقيدة، وليس فيه ذكر لأبي الخطاب أصلا، ومنها ما ذكر فيه أبو الخطاب بشخصه.
ومنها ما ورد فيه الذم لعنوان عام يشترك فيه أبو الخطاب، وغيره.
أما الطائفة الأولى: فلا نذكرها في المقام، وإنما نذكر كل رواية منها في الموضع المناسب لها.
وأما الطائفة الثانية، فهي كما تلي:«حمدويه وإبراهيم ابنا نصير، قالا: حدثنا الحسين بن موسى، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن عيسى بن أبي منصور، قال: سمعت أبا عبد الله(عليه السلام) يقول: وذكر أبا الخطاب، فقال: اللهم العن أبا الخطاب، فإنه خوفني قائما وقاعدا، وعلى فراشي، اللهم أذقه حر الحديد».
«و بهذا الإسناد، عن إبراهيم، عن أبي أسامة، قال: قال رجل لأبيعبد الله(عليه السلام) : أؤخر المغرب حتى تستبين النجوم، فقال: خطابية، إن جبرئيل أنزلها على رسول الله(ص) حين سقط القرص».
«أبو علي خلف بن حامد، قال: حدثني الحسن بن طلحة، عن ابن فضال، عن يونس بن يعقوب، عن بريد العجلي، عن أبي عبد الله(عليه السلام)، قال: أنزل الله في القرآن سبعة بأسمائهم، فمحت قريش ستة وتركوا أبا لهب، وسألت عن قول الله عز وجل: (هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّياطِينُ تَنَزَّلُ عَلى كُلِّ أَفّاكٍ أَثِيمٍ)، قال: هم سبعة: المغيرة بن سعيد، وبنان، وصائد النهدي، والحارث الشامي، وعبد الله بن الحارث، وحمزة بن عمار الزبيري، وأبو الخطاب».
«حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، عن بشير الدهان، عن أبي عبد الله(عليه السلام)، قال: كتب أبو عبد الله(عليه السلام) إلى أبي الخطاب: بلغني أنك تزعم أن الزنا رجل، وأن الخمر رجل، وأن الصلاة رجل، والصيام رجل، والفواحش رجل، وليس هو كما تقول، إنا أصل الحق، وفروع الحق طاعة الله، وعدونا أصل الشر، وفروعهم الفواحش، وكيف يطاع من لا يعرف، وكيف يعرف من لا يطاع؟».
«أحمد بن علي القمي السلولي، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، عن صفوان، عن عنبسة بن مصعب، قال: قال لي أبو عبد الله(عليه السلام) : أي شيء سمعت من أبي الخطاب؟ قال: سمعته يقول: إنك وضعت يدك على صدره، وقلت له: عه، ولا تنس، وإنك تعلم الغيب، وإنك قلت له: هو عيبة علمنا، وموضع سرنا، أمين على أحيائنا وأمواتنا، قال: لا والله، ما مس شيء من جسدي جسده إلا يده، وأما قوله إني قلت: أعلم الغيب، فوالله الذي لا إله إلا هو ما أعلم الغيب، ولا آجرني الله في أمواتي ولا بارك لي في أحيائي إن كنت قلت له، قال: وقدامه جويرية سوداء تدرج، قال: لقد كان مني إلى أم هذه- أو إلى هذه- بخطة القلم، فأتتني هذه، فلو كنت أعلم الغيب، ما تأتيني، ولقد قاسمت مع عبد اللهبن الحسن حائطا بيني وبينه، فأصابه السهل والشرب وأصابني الجبل، فلو كنت أعلم الغيب لأصابني السهل والشرب وأصابه الجبل، وأما قوله إني قلت: هو عيبة علمنا، وموضع سرنا، أمين على أحيائنا وأمواتنا، فلا آجرني الله في أمواتي ولا بارك لي في أحيائي، إن قلت له شيئا من هذا قط».
«محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد بن يزيد، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن أبي نصر، عن علي بن عقبة، عن أبيه، قال: دخلت على أبي عبد الله(عليه السلام)، قال: فسلمت وجلست، فقال لي: كان في مجلسك هذا أبو الخطاب، ومعه سبعون رجلا كلهم إليه ينالهم منهم شيئا فرحمتهم، فقلت لهم: أ لا أخبركم بفضائل المسلم؟ فلا أحسب أصغرهم إلا قال: بلى جعلت فداك، قلت: من فضائل المسلم أن يقال له: فلان قارئ لكتاب الله عز وجل، وفلان ذو حظ من ورع، وفلان يجتهد في عبادته لربه، فهذه فضائل المسلم، ما لكم وللرئاسات، إنما للمسلمين [المسلمون رأس واحد، إياكم والرجال، فإن للرجال مهلكة، فإني سمعت أبي يقول: إن شيطانا يقال له (المذهب) يأتي في كل صورة، إلا أنه لا يأتي في صورة نبي، ولا وصي نبي، ولا أحسبه إلا وقد تراءى لصاحبكم فاحذروه، فقد بلغني أنهم قتلوا معه، فأبعدهم الله وأسخطهم، إنه لا يهلك على الله إلا هالك».
«حمدويه ومحمد، قالا: حدثنا الحميدي- هو محمد بن عبد الحميد العطار الكوفي-، عن يونس بن يعقوب، عن عبد الله بن بكير الرجاني، قال: ذكرت أبا الخطاب ومقتله عند أبي عبد الله(عليه السلام)، قال: فرققت عند ذلك فبكيت، فقال أ تأسى عليهم؟ فقلت: لا، وقد سمعتك تذكر أن عليا(عليه السلام) قتل أصحاب النهر، فأصبح أصحاب علي(عليه السلام) يبكون عليهم، فقال علي(عليه السلام) : أ تأسون عليهم؟ قالوا: لا، إنا ذكرنا الألفة التي كنا عليها، والبلية التي أوقعتهم، فلذلك رققنا عليهم، قال: لا بأس».
«محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن، عن معمر بن خلاد، قال: قال أبو الحسن(عليه السلام) : إن أبا الخطاب أفسد أهل الكوفة، فصاروا لا يصلون المغرب حتى يغيب الشفق، ولم يكن ذلك، وإنما ذاك للمسافر، وصاحب العلة، وقال: إن رجلا سأل أبا الحسن(عليه السلام)، فقال: كيف قال أبو عبد الله(عليه السلام)، في أبي الخطاب، ما قال، ثم جاءت البراءة منه؟ فقال له: كان لأبي عبد الله(عليه السلام) أن يستعمل وليس له أن يعزل؟».
«حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني حمدان بن أحمد، قال: حدثني معاوية بن حكيم، وحدثني محمد بن الحسن البراثي، وعثمان بن حامد، قالا: حدثنا محمد بن يزداد، قال: حدثنا معاوية بن حكيم، عن أبيه، عن جده، قال: بلغني عن أبي الخطاب أشياء، فدخلت على أبي عبد الله(عليه السلام)، فدخل أبو الخطاب وأنا عنده- أو دخلت وهو عنده- فلما أن بقيت أنا وهو في المجلس، قلت لأبي عبد الله(عليه السلام) : إن أبا الخطاب روى عنك (كذا) و(كذا) فقال: كذب، قال: فأقبلت أروي ما روى شيئا فشيئا مما سمعناه وأنكرناه (فما بقي شيء) إلا سألت عنه، فجعل يقول: كذب، وزحف أبو الخطاب، حتى ضرب بيده إلى لحية أبي عبد الله(عليه السلام)، فضربت يده، فقلت: خل يدك عن لحيته، فقال أبو الخطاب: يا أبا القاسم (لا) تقوم، قال أبو عبد الله(عليه السلام) : له حاجة، حتى قال ثلاث مرات، كل ذلك يقول أبو عبد الله(عليه السلام) : له حاجة، فخرج، فقال أبو عبد الله(عليه السلام) : إنما أراد أن يقول لك قد أخبرني ويكتمك، فأبلغ أصحابي (كذا) و(كذا)، قال: قلت: إني لا أحفظ هذا، فأقول ما حفظت وما لم أحفظ قلت أحسن ما يحضرني.
قال: نعم، المصلح ليس بكذاب.
قال أبو عمرو الكشي: هذا غلط ووهم في الحديث، إن شاء الله، لقد أتى معاوية بشيء منكر ولا تقبله العقول، وذلك لأن مثل أبي الخطاب لا يحدث نفسه بضرب يده إلى لحية أقل عبد لأبي عبد الله(عليه السلام) فكيف هو ص».
«حمدويه، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن العباس القصباني بن عامر الكوفي، عن المفضل، قال: سمعت أبا عبد الله يقول: اتق السفلة، واحذر السفلة، فإني نهيت أبا الخطاب فلم يقبل مني».
«حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن أبيه عمران بن علي، قال: سمعت أبا عبد الله(عليه السلام) يقول: لعن الله أبا الخطاب، ولعن من قتل معه، ولعن الله من بقي منهم، ولعن الله من دخل قلبه رحمة لهم».
«محمد بن مسعود، قال: حدثني جبرئيل بن أحمد، قال: حدثني محمد بن عيسى بن عبيد، قال: حدثني يونس بن عبد الرحمن، عن رجل، قال: قال أبو عبد الله(عليه السلام) : كان أبو الخطاب أحمق، فكنت أحدثه فكان لا يحفظ، وكان يزيد من عنده».
«حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، عن ابن مسكان، عن عيسى شلقان، قال: قلت لأبي الحسن(عليه السلام)، وهو يومئذ غلام قبل أوان بلوغه: جعلت فداك، ما هذا الذي نسمع من أبيك؟ إنه أمرنا بولاية أبي الخطاب، ثم أمرنا بالبراءة منه، قال: فقال أبو الحسن(عليه السلام) من تلقاء نفسه: إن الله خلق الأنبياء على النبوة فلا يكونون إلا أنبياء، وخلق المؤمنين على الإيمان فلا يكونون إلا مؤمنين، واستودع قوما إيمانا، فإن شاء أتمه لهم وإن شاء سلبهم إياه، وإن أبا الخطاب كان ممن أعاره الله الإيمان، فلما كذب على أبي، سلبه الله الإيمان، قال: فعرضت هذا الكلام على أبي عبد الله(عليه السلام)، قال: فقال: لو سألتنا عن ذلك ما كان ليكون عندنا غير ما قال».
«حمدويه، قال: حدثنا أيوب بن نوح، عن حنان بن سدير، عن أبي عبد الله(عليه السلام)، قال: كنت جالسا عند أبي عبد الله ع- وميسرعنده-، ونحن في سنة ثمان وثلاثين ومائة، فقال ميسر بياع الزطي: جعلت فداك، عجبت لقوم كانوا يأتون معنا إلى هذا الموضع، فانقطعت آثارهم، وفنيت آجالهم، قال: ومن هم؟ قلت: أبو الخطاب وأصحابه، وكان متكئا، فجلس فرفع إصبعه إلى السماء، ثم قال: على أبي الخطاب لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، فأشهد بالله أنه كافر، فاسق، مشرك، وأنه يحشر مع قرين في أشد العذاب غدوا وعشيا، ثم قال: أما والله إني لأنفس على أجساد أصيبت معه النار».
«حمدويه وإبراهيم، قالا: حدثنا العبيدي، عن ابن أبي عمير، عن المفضل بن يزيد، قال: قال أبو عبد الله ع- وذكر أصحاب أبي الخطاب والغلاة-، فقال لي: يا مفضل لا تقاعدوهم، ولا تؤاكلوهم، ولا تشاربوهم، ولا تصافحوهم، ولا توارثوهم».
«حمدويه، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن عبد الصمد بن بشير، عن مصادف، قال: لما لبى القوم الذين لبوا بالكوفة، دخلت على أبي عبد الله(عليه السلام)، فأخبرته بذلك، فخر ساجدا، ودق جؤجؤه بالأرض، وبكى وأقبل يلوذ بإصبعه، ويقول: بل عبد الله قن داخر مرارا كثيرة، ثم رفع رأسه ودموعه تسيل على لحيته، فندمت على إخباري إياه، فقلت: جعلت فداك، وما عليك أنت من ذا، فقال: يا مصادف، إن عيسى(عليه السلام) لو سكت عما قالت النصارى فيه، لكان حقا على الله أن يصم سمعه ويعمي بصره، ولو سكت عما قال في أبو الخطاب، لكان حقا على الله أن يصم سمعي ويعمي بصري».
«محمد بن مسعود، قال: حدثني عبد الله بن محمد بن خالد، عن علي بن حسان، عن بعض أصحابنا، رفعه إلى أبي عبد الله(عليه السلام)، قال: ذكر عنده، جعفر بن واقد، ونفر من أصحاب أبي الخطاب، فقيل: إنه صار إلي يتردد [إلى ببروذ، وقال فيهم: وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله، قال: هو الإمام، فقال أبوعبد الله(عليه السلام) : لا والله، لا يأويني وإياه سقف بيت أبدا، هم شر من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا، والله ما صغر عظمة الله تصغيرهم شيء قط، وإن عزيرا جال في صدره ما قالت اليهود، فمحا الله اسمه من النبوة، والله لو أن عيسى أقر بما قالت فيه النصارى، لأورثه الله صمما إلى يوم القيامة، والله لو أقررت بما يقول في أهل الكوفة، لأخذتني الأرض، وما أنا إلا عبد مملوك، لا أقدر على ضر شيء ولا نفع شيء».
«سعد، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، وأحمد بن الحسن بن فضال، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، ويعقوب بن يزيد، عن الحسن بن علي بن فضال، عن داود بن أبي يزيد العطار، عمن حدثه من أصحابنا، عن أبي عبد الله(عليه السلام)، قال في قول الله عز وجل: (هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّياطِينُ تَنَزَّلُ عَلى كُلِّ أَفّاكٍ أَثِيمٍ)، قال: هم سبعة: المغيرة بن سعيد، وبنان، وصائد النهدي، وحمزة بن عمارة الزيدي [البربري، والحارث الشامي، وعبد الله بن عمرو بن الحارث، وأبو الخطاب.
»و رواها الصدوق بسند صحيح، عن يعقوب بن يزيد مثله، إلا أن فيها: المغيرة بدون ذكر أبيه.
الخصال: باب السبعة تنزل الشياطين على سبعة من الغلاة، الحديث ١١١.
«سعد، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي يحيى بن سهيل بن زياد الواسطي، ومحمد بن عيسى بن عبيد، عن أخيه جعفر، وأبي يحيى الواسطي، قال: قال أبو الحسن الرضا(عليه السلام) : كان بنان يكذب على علي بن الحسين(عليه السلام)، فأذاقه الله حر الحديد، وكان مغيرة بن سعيد يكذب على أبي جعفر(عليه السلام)، فأذاقه الله حر الحديد، وكان محمد بن بشير يكذب على أبي الحسن موسى(عليه السلام)، فأذاقه الله حر الحديد، وكان أبو الخطاب يكذب على أبي عبد الله(عليه السلام)، فأذاقه الله حر الحديد، والذي يكذبعلي: محمد بن فرات، قال أبو يحيى: وكان محمد بن فرات من الكتاب، فقتله إبراهيم بن شكلة».
«سعد، قال: حدثني الأشعري عبد الله بن علي بن عامر، بإسناده (له)، عن أبي عبد الله(عليه السلام)، قال: قال: تراءى والله إبليس لأبي الخطاب على سور المدينة أو المسجد، فكأني أنظر إليه وهو يقول له: إيها نظفر الآن إيها نظفر الآن».
«سعد بن عبد الله، قال: حدثني محمد بن خالد الطيالسي، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن ابن سنان، قال: قال أبو عبد الله(عليه السلام) : إنا أهل بيت صادقون، لا نخلو من كذاب يكذب علينا، فيسقط صدقنا بكذبه علينا عند الناس، كان رسول الله(ص) أصدق البرية لهجة، وكان مسيلمة يكذب عليه، وكان أمير المؤمنين(عليه السلام) أصدق من برأ الله من بعد رسول الله(ص)، وكان الذي يكذب عليه (و يعمل في تكذيب صدقه بما يفتري عليه من الكذب)، عبد الله بن سبإ لعنه الله، وكان أبو عبد الله الحسين بن علي(عليه السلام) قد ابتلي بالمختار، ثم ذكر أبو عبد الله الحارث الشامي، وبنان، فقال: كانا يكذبان على علي بن الحسين(عليه السلام)، ثم ذكر المغيرة بن سعيد، وبزيعا، والسري، وأبا الخطاب، ومعمرا، وبشارا الأشعري، وحمزة اليزيدي، وصائدا النهدي، فقال: لعنهم الله، إنا لا نخلو من كذاب يكذب علينا، أو عاجز الرأي، كفانا الله مئونة كل كذاب، وأذاقهم الله حر الحديد».
«علي بن محمد القتيبي، قال: حدثنا الفضل بن شاذان، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن هارون بن خارجة، قال: كنت أنا ومراد أخي، عند أبي عبد الله(عليه السلام)، فقال له مراد: جعلت فداك، خسف المسجد، قال: ومم ذلك؟ قال: هؤلاء الذين قتلوا- يعني أصحاب أبي الخطاب-، قال: فأكب على الأرض مليا، ثم رفع رأسه، فقال: كلا زعم القوم أنهم لا يصلون».
و أما الطائفة الثانية فهي كما يلي:«طاهر بن عيسى، قال: حدثني جعفر بن محمد [أحمد، قال: حدثني الشجاعي، عن الحمادي، رفعه إلى أبي عبد الله(عليه السلام)، أنه قيل له: روي عنكم أن الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجال، فقال: ما كان الله عز وجل ليخاطب خلقه بما لا يعلمون».
«طاهر، قال: حدثني جعفر، قال: حدثنا الشجاعي، عن الحمادي، رفعه إلى أبي عبد الله(عليه السلام)، سئل عن التناسخ؟، قال: فمن نسخ الأول؟».
«و قالا (حمدويه وإبراهيم): حدثنا العبيدي، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله(عليه السلام)، وذكر الغلاة، وقال: إن فيهم من يكذب، حتى أن الشيطان ليحتاج إلى كذبه».
«محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن مرازم، قال: قال أبو عبد الله(عليه السلام) : قل للغالية: توبوا إلى الله فإنكم فساق، كفار، مشركون».
«حمدويه، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم الكرخي، عن أبي عبد الله(عليه السلام)، قال: إن ممن ينتحل هذا الأمر لمن هو شر من اليهود، والنصارى، والمجوس، والذين أشركوا».
«حمدويه، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن جعفر بن عثمان، عن أبي بصير، قال: قال لي أبو عبد الله(عليه السلام) : يا أبا محمد، ابرأ ممن يزعم أنا أرباب، قلت: برئ الله منه، فقال: ابرأ ممن زعم أنا أنبياء، قلت: برئ الله منه».
«حمدويه، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن ابن المغيرة، قال: كنت عند أبي الحسن(عليه السلام)، أنا ويحيى بن عبد الله بنالحسن، فقال يحيى: جعلت فداك، إنهم يزعمون أنك تعلم الغيب، فقال: سبحان الله، ضع يدك على رأسي، فوالله ما بقيت في جسدي شعرة، ولا في رأسي إلا قامت، قال: ثم قال: لا والله، ما هي إلا رواية عن رسول الله ص».
«حمدويه، قال: حدثنا يعقوب، عن ابن أبي عمير، عن شعيب، عن أبي بصير، قال: قلت لأبي عبد الله(عليه السلام) : إنهم يقولون، قال: وما يقولون؟ قلت: يقولون تعلم قطر المطر، وعدد النجوم، وورق الشجر، ووزن ما في البحر، وعدد التراب، فرفع يده إلى السماء وقال: سبحان الله سبحان الله، لا والله ما يعلم هذا إلا الله».
«حمدويه، قال: حدثنا محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، عن يحيى، عن المفضل بن عمر، قال: سمعت أبا عبد الله(عليه السلام) يقول: لو قام قائمنا بدأ بكذابي الشيعة فقتلهم».
«حمدويه وإبراهيم، قالا: حدثنا محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن أبي حمزة، قال أبو جعفر محمد بن عيسى: ولقد لقيت محمدا رفعه إلى أبي عبد الله(عليه السلام)، قال: جاء رجل إلى رسول الله(ص) فقال: السلام عليك يا ربي، فقال: ما لك لعنك الله، ربي وربك الله، أما والله لكنت ما علمتك لجبانا في الحرب، لئيما في السلم».
«خالد بن حماد، قال: حدثني الحسن بن طلحة، رفعه، عن محمد بن إسماعيل، عن علي بن يزيد الشامي، قال: قال أبو الحسن(عليه السلام) : قال أبو عبد الله(عليه السلام) : ما أنزل الله سبحانه آية في المنافقين، إلا وهي فيمن ينتحل التشيع».
«محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن الحسن بن مياح، عن عيسى، قال: قال أبو عبد الله(عليه السلام) : إياك ومخالطة السفلة، فإن السفلة لا يأوون إلى خير».
«محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد بن يحيى، عن محمد بن عيسى، عن زكريا، عن ابن مسكان، عن قاسم الصيرفي، قال: سمعت أبا عبد الله(عليه السلام) يقول: قوم يزعمون أني لهم إمام، والله ما أنا لهم بإمام، ما لهم لعنهم الله، كلما سترت سترا هتكوه هتك الله ستورهم».
أقول: كذا يقولون، إنما يعني كذا، أنا إمام من أطاعني.
«محمد بن مسعود، قال: حدثني عبد الله بن محمد بن خالد، قال: حدثني الحسن الوشاء، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله(عليه السلام)، قال: من قال بأننا أنبياء، فعليه لعنة الله، ومن شك في ذلك فعليه لعنة الله».
«محمد بن مسعود، قال: حدثني الحسين بن إشكيب، قال: حدثني محمد بن أورمة، عن محمد بن خالد البرقي، عن أبي طالب القمي، عن حنان بن سدير، عن أبيه، قال: قلت لأبي عبد الله(عليه السلام) : إن قوما يزعمون أنكم آلهة، يتلون علينا بذلك قرآنا (يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَ اعْمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ)، قال: يا سدير سمعي وبصري وشعري وبشري ولحمي ودمي من هؤلاء براء برئ الله منهم ورسوله، ما هؤلاء على ديني ودين آبائي، والله لا يجمعني وإياهم يوم القيامة، إلا وهو عليهم ساخط، قال: قلت: فما أنتم جعلت فداك؟ قال: خزان علم الله وتراجمة وحي الله، ونحن قوم معصومون، أمر الله بطاعتنا، ونهى عن معصيتنا، نحن الحجة البالغة على من دون السماء وفوق الأرض، قال الحسين بن إشكيب: وسمعت من أبي طالب، عن سدير، إن شاء الله».
«إبراهيم بن علي الكوفي، قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق الموصلي، عن يونس بن عبد الرحمن، عن العلاء بن رزين، عن المفضل بن عمر، قال: سمعت أبا عبد الله(عليه السلام) يقول: وإياك والسفلة، إنما شيعة جعفر بن محمد(عليه السلام) من عف بطنه وفرجه، واشتد جهاده، وعمل لخالقه، ورجا ثوابه، وخاف عقابه».
«محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد القمي، قال: حدثني محمد بن أحمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن موسى بن سلام، عن حبيب الخثعمي، عن ابن أبي يعفور، قال: كنت عند أبي عبد الله(عليه السلام)، فاستأذن عليه رجل حسن الهيئة، فقال: اتق السفلة، فما تقارب في الأرض حتى خرجت، فسألت عنه فوجدته غاليا».
«إبراهيم بن محمد بن العباس، قال: حدثني أحمد بن إدريس القمي، عن حمدان بن سليمان، عن محمد بن الحسين، عن ابن فضال، عن أبي المعزاء، عن عنبسة، قال: قال أبو عبد الله(عليه السلام) : لقد أمسينا وما أحد أعدى لنا ممن ينتحل مودتنا».
و تقدمفي ترجمة حفص بن ميمون في رواية معتبرة، قول أبي عبد الله(عليه السلام) : إني لأنفس على الأحياء أصيبت معه- يعني أبا الخطاب- النار، ثم ذكر ابن الأشيم، فقال: كان يأتيني فيدخل علي هو وصاحبه وحفص بن ميمون، ويسألوني، فأخبرهم بالحق، ثم يخرجون من عندي إلى أبي الخطاب، فيخبرهم بخلاف قولي، فيأخذون بقوله، ويذرون قولي.
و تقدم أيضافي ترجمة سالم بن مكرم أبي خديجة، أنه كان من أصحاب أبي الخطاب، وكان في المسجد يوم بعث عيسى بن موسى إلى أبي الخطاب، وكان عامل المنصور لما بلغه أنهم أظهروا الإباحات، ودعوا الناس إلى نبوة أبي الخطاب، (إلى أن قال): وبعث إليهم رجلا فقتلهم جميعا، لم يفلت منهم إلا رجل واحد، وهو أبو سلمة سالم بن مكرم.
و تقدم أيضافي ترجمة جعفر بن واقد، في رواية معتبرة، قول أبي جعفر الثاني(عليه السلام) : لعن الله أبا الخطاب، ولعن أصحابه، ولعن الشاكين في لعنه.
و سيأتي في ترجمة محمد بن بشير، رواية الكشي بإسناده، عن ابن أبي حمزة البطائني، قال: سمعت أبا الحسن موسى(عليه السلام) يقول: لعن الله محمد بنبشير، وأذاقه الله حر الحديد، (إلى أن قال): وإن أبا الخطاب كذب على أبي، فأذاقه الله حر الحديد، ويأتي أيضا في ترجمة محمد بن علي الصيرفي، قول الفضل بن شاذان: إن من الكذابين المشهورين أبا الخطاب.
و يأتي أيضافي ترجمة محمد بن فرات رواية الكشي بإسناده، عن علي بن إسماعيل الميثمي، وجعفر بن عيسى، عن أبي الحسن الرضا(عليه السلام)، أنه قال: آذاني محمد بن الفرات، آذاه الله، وأذاقه الله حر الحديد، آذاني لعنه الله ما آذى أبو الخطاب لعنه الله جعفر بن محمد(عليه السلام) بمثله.
و يأتي أيضافي ترجمة المغيرة بن سعيد، في رواية معتبرة، عن الكشي، عن يونس بن عبد الرحمن، قال: وافيت العراق، فوجدت بها قطعة من أصحاب أبي جعفر(عليه السلام)، ووجدت أصحاب أبي عبد الله(عليه السلام) متوافرين، فسمعت منهم، وأخذت كتبهم، فعرضتها من بعد على أبي الحسن الرضا(عليه السلام)، فأنكر منها أحاديث كثيرة أن يكون من أحاديث أبي عبد الله(عليه السلام)، وقال لي: إن أبا الخطاب كذب على أبي عبد الله(عليه السلام)، لعن الله أبا الخطاب.
و روايته بإسناده،عن عبد الرحمن بن كثير، قال: قال أبو عبد الله(عليه السلام) يوما لأصحابه: لعن الله المغيرة بن سعيد، (إلى أن قال): وها أنا ذا بين أظهركم لحم رسول الله(ص)، وجلد رسول الله(ص)، أبيت على فراشي خائفا، وجلا، مرعوبا، يأمنون وأفزع، وينامون على فرشهم، وأنا خائف ساهر وجل، أتقلقل بين الجبال والبراري، أبرأ إلى الله مما قال في الأجدع البراد عند بني أسد أبو الخطاب لعنه الله.
و روايته بسند معتبر،عن زرارة، قال: قال- يعني أبا عبد الله ع-: إن أهل الكوفة قد نزل فيهم كذاب (إلى أن قال): وأما أبو الخطاب فكذب علي، وقال: إني أمرته أن لا يصلي هو وأصحابه المغرب حتى يروا كوكبكذا.
و يأتي أيضافي ترجمة المفضل بن عمر حكاية نصر بن الصباح، عن ابن أبي عمير، بإسناده أن الشيعة حين أحدث أبو الخطاب ما أحدث، خرجوا إلى أبي عبد الله(عليه السلام)، فقالوا: أقم لنا رجلا نفزع إليه في أمر ديننا.
و يأتي أيضافي ترجمة يونس بن ظبيان، روايته المعتبرة، عن يونس، قال: سمعت رجلا من الطيارة يحدث أبا الحسن الرضا(عليه السلام)، (إلى أن قال): أما إن يونس مع أبي الخطاب في أشد العذاب مقرونان.
و روى الشيخ بإسناده عن إسحاق بن يعقوب، قال: سألت محمد بن عثمان العمري (رحمه الله) أن يوصل لي كتابا قد سألت فيه عن مسائل أشكلت علي، فورد التوقيع بخط مولانا صاحب [الدار الأمر(عليه السلام) : أما ما سألت عنه (إلى أن قال ع): وأما أبو الخطاب محمد بن أبي زينب الأجدع، ملعون وأصحابه ملعونون، فلا تجالس أهل مقالتهم، وأني منهم بريء، وآبائي(عليهم السلام) منهم برآء.
الغيبة: فصل في ظهور المعجزات الدالة على صحة إمامة الحجة(عليه السلام) في زمان الغيبة، الحديث ٩.
و رواه الصدوق بسند آخر، عن إسحاق بن يعقوب، مثله.
كمال الدين: الجزء ٢، الباب ٤٩، في ذكر التوقيعات الواردة عن القائم(عليه السلام)، الحديث ٤.
و روى الصدوق(قدس سره) بسنده الصحيح، عن محمد بن أبي عمير، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله(عليه السلام)، قال: قيل له: إن أبا الخطاب يذكر عنك أنك قلت له: إذا عرفت الحق فاعمل ما شئت، فقال: لعن الله أبا الخطاب، والله ما قلت له هكذا.
معاني الأخبار: باب ٤٣٠، نوادر المعاني، الحديث ٢٦.
و روى ابن شهرآشوب مرسلا، عن عيسى بن شلقان، قال: دخلت على أبي عبد الله(عليه السلام)، وأنا أريد أن أسأله عن أبي الخطاب، فقال مبتدئا من قبل أن أجلس: يا عيسى، ما يمنعك من لقاء ابني فتسأله عن جميع ما تريد، فقال عيسى: فذهبت إلى العبد الصالح(عليه السلام)، وهو قاعد وعلى شفتيه أثر المداد، فقال مبتدئا: يا عيسى إن الله تبارك وتعالى أخذ ميثاق النبيين على النبوة، فلم يتحولوا عنها أبدا، وأعار قوما الإيمان، ثم سلبه الله إياه، وإن أبا الخطاب من أعير الإيمان، ثم سلبه الله إياه، فقلت: (ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ).
المناقب: الجزء ٤، باب إمامة أبي إبراهيم موسى بن جعفر الكاظم(عليه السلام)، في (فصل في إنبائه(عليه السلام) بالمغيبات).
و روى الصدوق مرسلا، عن الصادق(عليه السلام)، أنه قال: ملعون ملعون من أخر المغرب طلبا لفضلها، وقيل له: إن أهل العراق يؤخرون المغرب حتى تشتبك النجوم، فقال: هذا من عمل عدو الله أبي الخطاب.
الفقيه: الجزء ١، باب مواقيت الصلاة، الحديث ٦٦٠.
و روى الشيخ بسند صحيح، عن سعيد بن جناح، عن بعض أصحابنا، عن الرضا(عليه السلام)، قال: إن أبا الخطاب قد كان أفسد عامة أهل الكوفة، وكانوا لا يصلون المغرب حتى يغيب الشفق.
التهذيب: الجزء ٢، باب أوقات الصلاة وعلامة كل وقت منها، الحديث ٩٩.
و روى بسند صحيح أيضا، عن ذريح، قال: قلت لأبي عبد الله(عليه السلام) : إن أناسا من أصحاب أبي الخطاب يمسون بالمغرب حتى تشتبك النجوم، قال: أبرأ إلى الله ممن فعل ذلك متعمدا.
التهذيب: الجزء ٢، باب أوقات الصلاة، الحديث ١٠٢.
و المتحصل من هذه الروايات، أن محمد بن أبي زينب كان رجلا ضالا مضلا، فاسد العقيدة، وأن بعض هذه الروايات وإن كانت ضعيفة السند، إلا أن في الصحيح منها كفاية، على أن دعوى التواتر فيها إجمالا غير بعيدة.
بقي هنا أمران: الأول: أن صريح كلام الشيخ في العدة، أن روايات محمد بن أبي زينب معمول بها، إذا علم أنها كانت حال استقامته، وعليه: فمحمد بن أبي زينب، كان ثقة حال استقامته.
ويدل عليه:رواية الكشي الصحيحة المتقدمة، عن أبي الحسن(عليه السلام)، وفيها: أن أبا الخطاب قد أمر الصادق(عليه السلام) بولايته، ثم أمر بالبراءة منه، وقال أبو الحسن(عليه السلام) : إن أبا الخطاب كان ممن أعاره الله الإيمان، فلما كذب على أبي، سلبه الله الإيمان.
و يستفاد من هذه الصحيحة أنه كان في زمان موردا للاعتناء بشأنه، ولم يكن يكذب حينئذ على الإمام(عليه السلام)، وقد كذب بعد ذلك، وقد تقدم مضمون ذلك عن المناقب.
ويدل على ذلك أيضا:ما رواه محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن علي بن عقبة، قال: كان أبو الخطاب قبل أن يفسد، وهو يحمل المسائل لأصحابنا، ويجيء بجواباتها، روى عن أبي عبد الله(عليه السلام)، قال: اشتروا، وإن كان غاليا، فإن الرزق ينزل مع الشراء.
الكافي: الجزء ٥، باب فضل التجارة ٥٣، الحديث ١٣،و ما رواه عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن زرارة، قال: حدثني أبو الخطاب في أحسن ما يكون حالا، قال: سألت أبا عبد الله(عليه السلام) (الحديث).
الروضة: الحديث ٤٧١.
الأمر الثاني: أنك قد عرفت أن اسم أبي الخطاب محمد، وأبوه مقلاص، وكنية أبيه أبو زينب، وقد عنونه العلامة (٧) من الباب (١)، من حرف الميم، من القسم الثاني، فقال: «محمد بن مقلاص بالقاف، الأسدي الكوفي الأجدع الزراد أبو الخطاب، لعنه الله غال ملعون ويكنى مقلاص أبا زينب الزراد».
و على ذلك، فقد قال في الفائدة الأولى (٣٥) في آخر كتابه: «أبو الخطاب ملعون، يقال له مقلاص، ومحمد بن أبي زينب».
ولا شك في أن هذا سهو من قلمه الشريف، فإن مقلاصا اسم أبي زينب، وهو والد أبي الخطاب، ثم إنه- قدس الله نفسه- بعد ما ذكره من العنوان- قال: «قال أبو جعفر بن بابويه: اسم أبي الخطاب زيد».
وهذا أيضا سهو من قلمه، فإن أبا الخطاب الذي اسمه زيد، هو جد محمد بن الحسين بن أبي الخطاب على ما ذكره الصدوق في المشيخة والنجاشي، وأما أبو الخطاب الملعون فاسمه محمد، وأين أحدهما من الآخر.