اخترنا لكم : صايد النهدي

تقدم في صائد النهدي.

محمد بن بحر الرهني

معجم رجال الحدیث 16 : 132
T T T
قال النجاشي: «محمد بن بحر الرهني [الدهني أبو الحسين الشيباني: ساكن نرماشين من أرض كرمان، قال بعض أصحابنا: إنه كان في مذهبه ارتفاع، وحديثه قريب من السلامة، ولا أدري من أين قيل ذلك.
له كتب، منها: كتاب البدع، كتاب البقاع، كتاب التقوى، كتاب الإتباع وترك المراء في القرآن، كتاب البرهان، كتاب الأول والعشرة، كتاب المتعة، كتاب القلائد، فيه كلام على مسائل الخلاف التي بيننا وبين المخالفين، قال لنا أبو العباس بن نوح: حدثنامحمد بن بحر، بسائر كتبه ورواياته».
وذكره أيضا: في ترجمة فارس بن سليمان أبو شجاع: «و قال شيخ من أصحابنا: كثير الأدب والحديث، صحب يحيى بن زكريا الترماشيري [النرماشيري، ومحمد بن بحر الرهني، وأخذ عنهما».
(إلى أن قال): وقال لي أبو العباس بن نوح: كاتبني أبو شجاع (انتهى).
وقال الشيخ (٥٩٩): «محمد بن بحر الرهني، من أهل سجستان، وكان من المتكلمين، وكان عالما بالأخبار فقيها، إلا أنه متهم بالغلو، وله نحو من خمسمائة مصنف ورسالة، وكتبه موجودة، أكثرها موجود ببلاد خراسان، فمن كتبه: كتاب الفرق بين الآل والأمة، وكتاب القلائد».
وقال في رجاله في باب من لم يرو عنهم(عليهم السلام) (١٠٦): «محمد بن بحر الرهني، يرمى بالتفويض».
وقال الكشي: في ترجمة زرارة بن أعين (٦٢): «قال أبو عمرو محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي: وحدثني أبو الحسين محمد بن بحر الكرمان الرهني [الدهني) الترماشيري [النرماشيري، قال: وكان من الغلاة الحنيفين [الحنقين» (الحديث)، إلى أن قال: «قال الكشي: محمد بن بحر هذا غال».
وتقدم في ترجمة زرارة بن أعين، عن ابن الغضائري: أن محمد بن بحر الشيباني أبا الحسين الترماشيري [النرماشيري ضعيف، في مذهبه ارتفاع.
روى (محمد بن بحر)، عن أحمد بن الحارث، وعبد الرحمن بن أبي أحمد الذهلي، ذكرها الصدوق في الفقيه: الجزء ٣، باب ما يقبل من الدعاوي بغير بينة، الحديث ٢١١، و٢١٢.
وترحم عليه، وذكر ما ذكره في كتابه من قول مفضلي الأنبياء والرسل والأئمة والحجج (صلوات الله عليهم أجمعين) على الملائكة.
العلل: الجزء ١، الباب ١٨، الحديث ١.
بقي الكلام في جهات: الأولى: الظاهر أن الرجل من الغلاة، وذلك بشهادة الكشي على ذلك، وقد عرفت أن الكشي عاصره وروى عنه وهو أعرف بحال معاصره، ويؤيده ما ذكره ابن الغضائري من قوله في مذهبه ارتفاع، وبعد ذلك، لا نعرف وجها لما ذكره النجاشي من قوله: قال بعض أصحابنا إنه كان في مذهبه ارتفاع وحديثه قريب من السلامة، ولا أدري من أين قيل ذلك، فإن الظاهر أنه يريد بذلك ما ذكره ابن الغضائري، والظاهر أن منشأ قوله هو ما ذكره الكشي.
فالمدرك معلوم، ولعل النجاشي لم يطلع على قول الكشي، أو أنه غفل عنه حينما كتب ذلك، والله العالم.
الثانية: أن الرجل وإن لم يثبت ضعفه، فإنا ذكرنا غير مرة أن الكتاب المنسوب إلى ابن الغضائري، لم تثبت نسبته إليه، إلا أن وثاقته أيضا غير ثابتة، وما ذكره النجاشي، من أن حديثه قريب من السلامة، يريد به أنه لا غلو في أحاديثه، فلم يثبت حسنه أيضا، إذا هو مجهول الحال.
الثالثة: أن ظاهر كلام النجاشي، هو رواية أبي العباس بن نوح، عن محمد بن بحر، بلا واسطة، وهذا وإن كان ممكنا في نفسه، إذ من الممكن أن يروي شيخ النجاشي عمن عاصره الكشي، إلا أنه لم يعهد رواية أبي العباس عمن في هذه الطبقة، فلا يبعد وجود الواسطة بين ابن نوح، ومحمد بن بحر، وهو فارس بن سليمان أبو شجاع الذي صحب وأخذ عن محمد بن بحر وكاتبه أبو العباس بن نوح، على ما عرفت.
وطريق الشيخ إليه مجهول.