اخترنا لكم : عبد الله بن الزبير

عبد الله بن الزبير الأسدي. روى عن أبي عبد الله(عليه السلام)، وروى عنه حفيده أحمد بن محمد. التهذيب: الجزء ١، باب المياه وأحكامها من الزيادات، الحديث ١٣٠٣ والإستبصار: الجزء ١، باب الماء يقع فيه شيء ينجسه ..، الحديث ٧٤. أقول: هذا متحد مع ما بعده.

محمد بن بشير

معجم رجال الحدیث 16 : 138
T T T
غال ملعون، من أصحاب الكاظم(عليه السلام)، رجال الشيخ (٣٨).
وقال الكشي (٣٥٠): «و هو نادر طريف من اعتقاده في موسى بن جعفر ع».
«قال أبو عمرو: قالوا: إن محمد بن بشير، لما مضى أبو الحسن(عليه السلام)، ووقف عليه الواقفة، جاء محمد بن بشير، وكان صاحب شعبذة ومخاريق معروفا بذلك، فادعى أنه يقول بالوقف على موسى بن جعفر(عليه السلام)، وأن موسى(عليه السلام) هو كان ظاهرا بين الخلق يرونه جميعا، يتراءى لأهل النور بالنور، ولأهل الكدورة بالكدورة، في مثل خلقهم بالإنسانية والبشرية اللحمانية، ثم حجب الخلق جميعا عن إدراكه، وهو قائم بينهم موجود كما كان، غير أنهم محجوبون عنه وعن إدراكه، كالذي كانوا يدركونه.
وكان محمد بن بشير، هذا من أهل الكوفة، من موالي بني أسد، وله أصحاب، قالوا: إن موسى بن جعفر(عليه السلام) لم يمت ولم يحبس، وإنه غاب واستتر وهو القائم المهدي(عليه السلام)، وإنه في وقت غيبته استخلف على الأمة محمد بن بشير، وجعله وصيه وأعطاه خاتمه وعلمه جميع ما يحتاج إليه رعيته من أمر دينهم ودنياهم، وفوض إليه جميع أمره وأقامه مقام نفسه، فمحمد بن بشير الإمام بعده».
«حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله القمي، قال: حدثني محمد بن عيسى بن عبيد، عن عثمان بن عيسى الكلابي، أنه سمع محمد بن بشير يقول: الظاهر من الإنسان آدم والباطن أزلي، وقال: إنه كان يقول بالاثنين، وإن هشام بن سالم ناظره عليه فأقر به ولم ينكره، وإن محمد بن بشير لما مات أوصى إلى ابنه سميع بن محمد، فهو الإمام، ومن أوصى إليه سميع فهو إمام مفترض الطاعة على الأمة إلى وقت خروج موسى بن جعفر(عليه السلام) وظهوره، فما يلزم الناس من حقوقه في أموالهم وغير ذلك مما يتقربون به إلى الله تعالى فالفرض عليه أداؤه إلى أوصياء محمد بن بشير إلى قيام القائم(عليه السلام) .
وزعموا أن علي بن موسى(عليه السلام) وكل من ادعى الإمامة من ولده وولد موسى(عليه السلام) مبطلون كاذبون غير طيبي الولادة، فنفوهم عن أنسابهم، وكفروهم لدعواهم الإمامة، وكفروا القائلين بإمامتهم، واستحلوا دماءهم وأموالهم، وزعموا أن الفرض عليهم من الله تعالى إقامة الصلوات الخمس وصوم شهر رمضان، وأنكروا الزكاة والحج وسائر الفرائض، وقالوا بإباحة المحارم والفروج والغلمان، واعتلوا في ذلك بقول الله تعالى (أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَ إِناثاً) ، وقالوا بالتناسخ والأئمة عندهم واحد واحد، إنما هم منتقلون من [قرن إلى قرن، بدن إلى بدن، والمواساة بينهم واجبة في كل ما ملكوه من مال أو خراج أو غير ذلك، وكلما أوصى به رجل في سبيل الله فهو لسميع بن محمد وأوصيائه من بعده، ومذاهبهم في التفويض مذاهب الغلاة من الواقفة، وهم أيضا قالوا بالحلال، وزعموا أن كل من انتسب إلى محمد فهم بيوت وظروف، وأن محمدا هو رب، حل في كل من انتسب إليه، وأنه لم يلد ولم يولد، وأنه محتجب في هذه الحجب، وزعمت هذه الفرقة والمخمسة والعلياوية وأصحاب أبي الخطاب أن كل من انتسب إلى أنه من آل محمد فهو مبطل في نسبته مفتر على الله كاذب، وأنهم الذين قال الله تعالى فيهم إنهم يهود ونصارى، في قوله: (وَ قالَتِ الْيَهُودُ وَ النَّصارى نَحْنُ أَبْناءُ اللّهِ وَ أَحِبّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ) ، محمد في مذهب الخطابية وعلي في مذهب العلياوية، فهم ممن خلق هذان، كاذبون فيما ادعوا من النسب إذ كان (محمد عندهم وعلي هو رب لا يلد ولا يولد ولا يستولد)، تعالى الله عما يصفون وعما يقولون علوا كبيرا.
وكان سبب قتل محمد بن بشير لعنه الله: لأنه كان معه شعبذة ومخاريق فكان يظهر الواقفة أنه ممن وقف على علي بن موسى(عليه السلام)، وكان يقول في موسى(عليه السلام) بالربوبية، ويدعي في نفسه أنه نبي، وكان عنده صورة قد عملها وأقامها شخصا كأنه صورة أبي الحسن(عليه السلام) من ثياب حرير، وقد طلاها بالأدوية وعالجها بحيل عملها فيها حتى صارت شبيها بصورة إنسان، وكان يطويها فإذا أراد الشعبذة نفخ فيها فأقامها، فكان يقول لأصحابه: إن أبا الحسن(عليه السلام) عندي، فإن أحببتم أن تروه وتعلموه أني نبي فهلموا أعرضه عليكم، وكان يدخلهم البيت والصورة مطوية معه فيقول لهم: هل ترون في البيت مقيما أو ترون غيري وغيركم؟ فيقولون: لا وليس في البيت أحد، فيقول: فاخرجوا، فيخرجون من البيت فيصير هو وراء الستر ويسبل الستر بينه وبينهم، ثم يقدم تلك الصورة ثم يرفع الستر بينهم وبينه، فينظرون إلى صورة قائمة وشخص كأنه شخص أبي الحسن(عليه السلام) لا ينكرون منه شيئا، ويقف هو منه بالقرب فيريهم من طريق الشعبذة أنه يكلمه ويناجيه ويدنو منه كأنه يساره، ثم يغمزهم أن يتنحوا فيتنحون، ويسبل الستر بينه وبينهم فلا يرون شيئا.
وكانت معه أشياء عجيبة من صنوف الشعبذة ما لم يروا مثلها، فهلكوا بها، فكانت هذه حاله مدة حتى رفع خبره إلى بعض الخلفاء- أحسبه هارون أو غيره ممن كان بعده من الخلفاء- وأنه زنديق، فأخذه وأراد ضرب عنقه، فقال له: يا أمير المؤمنين استبقني فإني أتخذ لك أشياء يرغب الملوك فيها، فأطلقه، فكان أول ما اتخذ له الدوالي، فإنه عمد إلى الدوالي فسواها وعلقها وجعل الزيبق بين تلك الألواح، فكانت الدوالي تمتلئ من الماء وتملئ الألواح وينقلب الزيبق من تلك الألواح فيتسع الدوالي لذلك، فكانت تعمل من غير مستعمل لها وتصب الماء في البستان، فأعجبه ذلك مع أشياء عملها، يضاهي الله بها في خلقه الجنة، فقواه (فقربه ) وجعل له مرتبة، ثم إنه يوما من الأيام انكسر بعض تلك الألواح فخرج منها الزيبق فتعطلت، فاستراب أمره وظهر عليه التعطيل والإباحات، وقد كان أبو عبد الله(عليه السلام) وأبو الحسن(عليه السلام) يدعوان الله عليه ويسألانه أن يذيقه حر الحديد، فأذاقه الله حر الحديد بعد أن عذب بأنواع العذاب.
قال أبو عمرو: وحدث بهذه الحكاية محمد بن عيسى العبيدي رواية له، وبعضهم عن يونس بن عبد الرحمن، وكان هاشم بن أبي هاشم قد تعلم منه بعض تلك المخاريق، فصار داعية إليه من بعده».
«حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله القمي، قال: حدثني محمد بن عبد الله المسمعي، قال: حدثني علي بن حديد المدائني، قال: سمعت من سأل أبا الحسن الأول(عليه السلام)، فقال: إني سمعت محمد بن بشير يقول: إنك لست موسى بن جعفر(عليه السلام) الذي إمامنا وحجتنا فيما بيننا وبين الله؟ فقال(عليه السلام) : لعنه الله- ثلاثا- أذاقه الله حر الحديد، قتله الله أخبث ما يكون من قتلة، فقلت له: جعلت فداك إذا أنا سمعت ذلك منه أ وليس حلال لي دمه مباح كما أبيح دم الساب لرسول الله(ص) وللإمام ع؟ فقال: نعم حل والله (حل والله) دمه وأباحه لك ولمن سمع ذلك منه.
قلت: أ وليس هذا بساب لك؟ قال: هذا ساب لله وساب لرسول الله(ص) وساب لآبائي وسابي، وأي سب ليس يقصر عن هذا ولا يفوقه هذا القول، فقلت: أ رأيت إذا أتاني لم أخف أن أغمز بذلك بريئا ثم لم أفعل ولم أقتله ما علي من الوزر، فقال: يكون عليك وزره أضعافا مضاعفة من غير أن ينتقص من وزره شيء، أ ما علمت أن أفضل الشهداء درجة يوم القيامة من نصر الله ورسوله بظهر الغيب ورد عن الله ورسوله».
«و بهذا الإسناد عن سعد بن عبد الله، قال: حدثني محمد بن خالد الطيالسي، قال: حدثني علي بن أبي حمزة البطائني، قال: سمعت أبا الحسن موسى(عليه السلام) يقول: لعن الله محمد بن بشير وأذاقه الله حر الحديد، إنه يكذب علي برئ الله منه، وبرئت إلى الله منه، اللهم إني أبرأ إليك مما يدعيه في ابن بشير، اللهم أرحني منه، ثم قال: يا علي ما أحد اجترأ أن يتعمد علينا الكذب إلا أذاقه الله حر الحديد، وإن بنانا كذب على علي بن الحسين(عليه السلام) فأذاقه الله حر الحديد، وإن المغيرة بن سعيد كذب على أبي جعفر(عليه السلام) فأذاقه الله حر الحديد، وإن أبا الخطاب كذب على أبي فأذاقه الله حر الحديد، وإن محمد بن بشير لعنه الله يكذب علي برئت إلى الله منه، اللهم إني أبرأ إليك مما يدعيه في محمد بن بشير، اللهم أرحني منه، اللهم إني أسألك أن تخلصني من هذا الرجس النجس محمد بن بشير فقد شارك الشيطان أباه في رحم أمه.
قال علي بن أبي حمزة: فما رأيت أحدا قتل بأسوإ قتلة من محمد بن بشير لعنه الله».
قال العلامة (١١)، من الباب (٤)، من حرف الميم، من القسم الثاني: «محمد بن بشير من أصحاب الكاظم(عليه السلام)، غال ملعون، روى الكشي، عن حمدويه، عن سعد، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي يحيى سهيل بن زياد الواسطي، ومحمد بن عيسى بن عبيد، عن أخيه جعفر، وأبي يحيى الواسطي، عن الرضا(عليه السلام)، قال: إنه كان يكذب على أبي الحسن موسى(عليه السلام)، فأذاقه الله حر الحديد».
وقال ابن داود (٩١٤) من القسم الثاني: «محمد بن بشير (م- جخ) غال ملعون(كش) كان واقفيا مشعبذا صاحب مخاريق، روى (كش) عن (رضا) أنه كان يكذب علي (م) فأذاقه الله حر الحديد».
أقول: ذكر الكشي هذه الرواية في ترجمة محمد بن أبي زينب، عن سعد (١٣٥)، وكلمة (حمدويه) في كلام العلامة- أعلى الله مقامه- من سهو قلمه الشريف، فإن حمدويه لم يرو عن سعد في الكشي على ما فحصنا ولا في مورد واحد.
ومحمد بن بشير وقع في أسناد جملة من الروايات: روى عن العبد الصالح(عليه السلام)، وروى عنه عبد الله بن مسكان.
التهذيب: الجزء ٨، باب النذور، الحديث ١١٧٨، والإستبصار: الجزء ٤، باب أنه لا نذر في معصية، الحديث ١٦٢.
وروى عن محمد بن أبي عمير، وروى عنه موسى بن إسماعيل بن زياد، والعباس بن السندي.
التهذيب: الجزء ١، باب صفة الوضوء والفرض منه، الحديث ٢١٢، والإستبصار: الجزء ١، باب عدد مرات الوضوء، الحديث ٢١٧.
وتخيل الأردبيلي في جامعه، أنه محمد بن بشير الغالي الملعون، ولكنه لا قرينة على ذلك أبدا، ولم تثبت له رواية أصلا، والمذكور في الروايات غيره.