اخترنا لكم : عبد الله بن المنبه

روى عن الحسين بن علوان، وروى عنه محمد بن الحسن الصفار. التهذيب: الجزء ١، باب صفة الوضوء، الحديث ٢٤٨. ورواها في الإستبصار: الجزء ١، باب وجوب المسح على الرجلين، الحديث ١٩٦. وقال الشيخ في ذيل الرواية: «إن رواة هذا الخبر كلهم عامة ورجال الزيدية وما يختصون بروايته لا يعمل به على ما بين في غير موضع». وأيضا: التهذيب: الجزء ٦، باب فضل الجهاد وفروضه، الحديث ٢٠٨. و أيضا: التهذيب: الجزء ٦، باب المكاسب، الحديث ١٠٩٩، ورواها في الإستبصار: الجزء ٣، باب الأجر على تعليم القرآن، الحديث ٢١٥. أقول: عبد الله بن المنبه لم يذكره غير الشيخ(قدس سره) في كتابيه في الموارد المذكورة، ولم يتعرض له لا في الفهرست و...

محمد بن عبد الحميد بن سالم

معجم رجال الحدیث 17 : 221
T T T
قال النجاشي: «محمد بن عبد الحميد بن سالم العطار أبو جعفر: روى عبد الحميد، عن أبي الحسن موسى(عليه السلام)، وكان ثقة، من أصحابنا الكوفيين، له كتاب النوادر.
أخبرنا أبو عبد الله بن شاذان، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى، عن عبد الله بن جعفر، عنه، بالكتاب».
و قال الشيخ (٦٨٩): «محمد بن عبد الحميد: له كتاب، أخبرنا به جماعة، عن أبي المفضل، عن ابن بطة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عنه».
وعده في رجاله (تارة) من أصحاب الرضا(عليه السلام) (١٠)، قائلا: «محمد بن عبد الحميد العطار، أبوه عبد الحميد بن سالم العطار مولى بجيلة».
و(أخرى) من أصحاب العسكري(عليه السلام) (١٠)، قائلا: «محمد بن عبد الحميد العطار، كوفي، مولى بجيلة.
ونسب الميرزا في الوسيط إلى رجال الشيخ، عده من أصحاب الهادي(عليه السلام) أيضا، قائلا: «مولى بجيلة»، إلا أن بقية النسخ خالية عن ذلك، حتى أن الميرزا في رجاله الكبير لم يذكر ذلك.
وعده البرقي في رجاله من أصحاب الرضا(عليه السلام) ممن نشأ في عصره.
روى (محمد بن عبد الحميد العطار)، عن أبي جميلة المفضل بن صالح، وروى عنه سعد بن عبد الله.
كامل الزيارات: الباب ١٧، في قول جبرئيل لرسول الله(ص)، إن الحسين تقتله أمتك من بعدك، الحديث ٢.
بقي هنا أمور: الأول: أن جماعة من المتأخرين قد وثقوا محمد بن عبد الحميد، نظرا إلى أن التوثيق في كلام النجاشي يرجع إليه لا إلى أبيه عبد الحميد، ولكنا ذكرنا في ترجمة عبد الحميد أن التوثيق راجع إليه لا إلى ابنه محمد، وقد يقال إنه يكفي في وثاقته ما ذكره النجاشي في ترجمة سهل بن زياد الآدمي من أنه كاتب أبا محمد العسكري(عليه السلام) على يد محمد بن عبد الحميد العطار، فإنه يدل على وكالته وسفارته، فيكون ثقة لا محالة- ولكنه واضح الفساد، فإنه لا دلالة في هذا الكلام على الوكالة فضلا عن السفارة، بل المستفاد منه أن محمد بن عبد الحميد كان واسطة، في إيصال الكتاب فقط، وأين هذا من الوكالة، على أنا قد بينا غيرمرة، أن الوكالة لا تستلزم العدالة ولا الوثاقة.
الأمر الثاني: أنه تقدم عن الشيخ، عد محمد بن عبد الحميد ممن لم يرو عنهم(عليهم السلام)، وذكرنا اتحاده مع محمد بن عبد الحميد العطار، بناء على صحة النسخة التي فيها جملة روى عن ابن الوليد، وأما بناء على صحة النسخة المعروفة التي فيها- روى عنه ابن الوليد-، فهو رجل- آخر مجهول، فإن ابن الوليد توفي سنة (٣٤٣)، ولا يمكن روايته عمن نشأ في عصر الرضا(عليه السلام)، على ما صرح به البرقي.
وعلى الاتحاد، فقد يقال بالتهافت في كلام الشيخ، في عده من أصحاب الرضا(عليه السلام) والعسكري(عليه السلام)، وعده فيمن لم يرو عنهم(عليهم السلام)، ولكنا ذكرنا غير مرة، أنه لا منافاة في ذلك، إذ لا يعتبر فيمن عد من أصحابهم(عليهم السلام) أن يكون راويا عنهم بلا واسطة، فإذا كان لشخص رواية عن أحد المعصومين(عليهم السلام)، وكان معاصرا، صح عده من أصحابه(عليه السلام)، كما أنه إذا لم تكن له رواية عنه(عليه السلام) بلا واسطة، صح عده فيمن لم يرو عنهم(عليهم السلام)، إذا يصح عد محمد بن عبد الحميد الذي لم نظفر له برواية عن المعصومين(عليهم السلام) بلا واسطة، وقد أدرك الرضا(عليه السلام) والعسكري(عليه السلام)، فيمن لم يرو عنهم(عليهم السلام)، كما يصح عده من أصحاب الرضا(عليه السلام) والعسكري(عليه السلام)، والله العالم.
الأمر الثالث: أنه قد وقع في أسناد عدة من الروايات محمد بن عبد الحميد، وقد روى عنه غير واحد من المشاهير، كأحمد بن أبي عبد الله ومن في طبقته، بل روى عن محمد بن خالد البرقي، ولا شك في أن المراد به في جميع هذه الموارد هو محمد بن عبد الحميد بن سالم، وقد صرح في جملة من هذه الموارد بأنه العطار أو وصف بالبجلي، وروى عنه موسى بن الحسن.
التهذيب: الجزء ٥، باب الإفاضة من عرفات، الحديث (٦١٨)، وقد عرفت من الشيخ، أن محمد بن عبد الحميدالعطار مولى لبجيلة، ولكنه وصف في موضع من الإستبصار بالطائي، الجزء ١، باب أن المرأة إذا أنزلت وجب عليها الغسل، الحديث ٣٤٥.
وهذا من غلط النسخة، أو أنه يصح نسبته إلى قبيلة طي أيضا.
والذي يدلنا أن المراد به محمد بن عبد الحميد بن سالم العطار، أن الشيخ روى هذه الرواية بعينها في التهذيب، من دون توصيف بالطائي، الجزء ١، باب حكم الجنابة وصفة الطهارة منها، الحديث ٣١٩.
ولا شك في أن محمد بن عبد الحميد ينصرف إلى العطار كما عرفت.
ووصف أيضا بالنخعي في موضع من التهذيب، روى فيه عن سيف بن عميرة، وروى عنه موسى بن الحسن، الجزء ٣، باب أحكام الجماعة، الحديث ١٨١، ولا يبعد أن يكون هذا أيضا من غلط النسخة، أو أنه يصح نسبته إلى نخع بوجه، فإن المراد به أيضا هو، محمد بن عبد الحميد العطار، الذي روى عن سيف بن عميرة في عدة موارد، وروى عنه موسى بن الحسن في مواضع، وقد وصف في بعضها محمد بن عبد الحميد بالبجلي، كما مر.
الأمر الرابع: أنك قد عرفت أن محمد بن عبد الحميد نشأ في زمان الرضا(عليه السلام)، وبقي إلى زمان العسكري(عليه السلام)، وغير بعيد أنه أدرك شيئا من زمان الغيبة أيضا، فقد عد محمد بن أبي عبد الله الكوفي، فيما رواه الصدوق ((قدس سره) )، العطار فيمن رأى الحجة(عليه السلام)، ووقف على معجزاته.
كمال الدين: الجزء ٢، الباب ٤٤، في (ذكر من شاهد القائم ع)، الحديث ١٦.
وكيف كان، فطريق الشيخ إليه ضعيف، بأبي المفضل وابن بطة.