اخترنا لكم : حبيب العبسي

الكوفي: والد عائذ بن حبيب، من أصحاب الباقر(عليه السلام)، رجال الشيخ (٣١)، ومن أصحاب الصادق(عليه السلام) (١١٨).

محمد بن علي بن محمد بن الحسين

معجم رجال الحدیث 18 : 27
T T T
قال الشيخ الحر في أمل الآمل (١٧٥): «الشيخ الجليل، محمد بن علي بن محمد بن الحسين الحر الآملي، المشغري، الجبعي، عم مؤلف هذا الكتاب: كان فاضلا، عالما، ماهرا، محققا، حافظا، جامعا، عابدا، شاعرا، منشئا، أديبا، ثقة، قرأت عليه جملة من الكتب العربية والفقه وغيرهما، توفي سنة (١٠٨١).
له رسالة في ذكر ما اتفق له في أسفاره سماها الرحلة، وله حواش وفوائد كثيرة، وله ديوان شعر جيد، ما رأيت فيه بيتا رديئا، وأمه بنت الشيخ حسن ابنالشهيد الثاني، وله قصائد في مدح النبي(ص)، والأئمة(عليهم السلام) .
وقد ذكره السيد علي بن ميرزا أحمد، في سلافة العصر في محاسن أعيان العصر، فقال فيه: حر، رقيق الشعر، عتيق سلافة الأدب، ينتدب له عصي الكلام إذا دعاه وندب، له شعر يستلب نهي العقول بسحره، ويحل من البيان بين سحره ونحره، فهو أرق من خصر هيفاء مجدولة وأدق، وأصفى من صهباء يشعشعها أغن ذو مقلة مكحولة الحدق، فمنه قوله وأجاد في التورية بلقبه ما شاء:
قلت لما لحيت في هجو دهر* * * بذل الجهد في احتفاظ الجهول
كيف لا أشتكي صروف زمان* * * ترك الحر في زوايا الخمول
و قوله:
يراكم بعين الشوق قلبي على النوى* * * فيحسده طرفي فتنهل أدمعي
و يحسد قلبي مسمعي عند ذكركم* * * فتذكو حرارات الجوى بين أضلعي
و قوله:
و كم غلت الأحشاء مني حرارة* * * من الدهر لافات الردى هامة الدهر
تقدمني بالمال قوم أجلهم* * * لدي مقاما قدر فاضلة الظفر
و قوله:
يا دهر كم تحتسي منك الورى غصصا* * * وكم تراعى لأهل اللوم من ذمم
بحكمة الله لكن الطباع ترى* * * في رفعة النذل صدعا غير ملتئم
انتهى ما نقلته من سلافة العصر.
ولقد قصر في مدح هذا الشيخ، حيث وصفه بالشعر والأدب، ولم يذكر جمعه لجميع المحاسن والفضائل والعلوم، وعذره أنه لم يطلع على أحواله، وقد كنت مدحته بقصيدة، ورثيته بأخرى، ذهبا فيما ذهب من شعري، وكتبت إليه مرة هذين البيتين:
أنت فخر لولدك الغر في يوم* * * فخار بل أنت فخر أبيكا
و كما لي فخر بأنك عمي* * * لك فخر بأني ابن أخيكا
و من شعره أيضا، قوله من أبيات وفيه استخدامات خمسة:
ما رنحت صادحات الأيك في الشجر* * * إلا وناحت لنوحي أنجم السحر
يا ساكني البان أزرت منكم مرحا* * * تلك القدود على أغصانه النضر
و حقكم ما جرى ذكر العقيق ضحى* * * إلا وأسبلته في الخد كالمطر
و لا ذكرت الغضا إلا وأججه* * * بين الضلوع لكم مور من الفكر
أفنيتم العين سقما عند ما حرمت* * * إليكم بالنوى رغما من النظر
تروي الغزالة عنكم في الجمال كما* * * سلبتم النفر عنها حكم مقتدر
و قوله:
تنبه فأوقات الصبا عمر ساعة* * * وعما قليل سوف تسلبها قسرا
و ما المرء إلا ضيف طيف لأهله* * * يقيم قليلا ثم يغدو لهم ذكرا
و إن بني الدنيا وإن طال مكثهم* * * بها أو علوا فوق هام السهى قدرا
كركب أناخوا مستظلين برهة* * * وحثوا المطايا نحو منزلة أخرى
و قوله:
إن كان حبي للوصي ورهطه* * * رفضا كما زعم الجهول الخائض
فالله والروح الأمين وأحمد* * * وجميع أملاك السماء روافض
و قوله:
يا عترة المختار حبكم* * * مازجه الباطن والظاهر
تالله لا يطوي على حبكم* * * إلا فؤاد طيب طاهر
و لا يناويكم سوى فاجر* * * ضمته في أرحامها عاهر
فمنكم يمتاز أصل الورى* * * ويستبين البر والفاجر
و قوله:
إلهي شاب في التفريط رأسي* * * وأوهنت الذنوب العظم مني
فجد يا رب وارحم ضعف حالي* * * ووفقني لما يرضيك عني
و قوله:
أين الأولى نامت عيونهم* * * عني وعيني شغفها السهر
طالت ثواهم فاستشاط لها* * * في القلب نار شبها الفكر