اخترنا لكم : عبد الله بن أحمد

روى عن ابن أبي عمير، وروى عنه جميل بن زياد. التهذيب: الجزء ٧، باب من الزيادات، الحديث ٩٨٤. كذا في هذه الطبعة، ولكن في الطبعة القديمة: حميد بن زياد بدل جميل بن زياد، وهو الصحيح، وفي الكافي: الجزء ٥، كتاب المعيشة ٢، باب النوادر ١٥٩، الحديث ٥٧: حميد بن زياد، عن عبيد الله بن أحمد. وروى عن إبراهيم بن الحسن، وروى عنه أحمد بن محمد. الكافي: الجزء ١، كتاب الحجة ٤، باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد(عليه السلام) ١١٩، الحديث ١. وروى عن إسماعيل بن الفضل، وروى عنه محمد بن إسماعيل البرمكي. الفقيه، المشيخة: في طريقه إلى إسماعيل بن الفضل. وروى عن الحسن بن عروة ابن أخت شعيب العقرقوفي، وروى عنه إب...

محمد بن علي بن النعمان بن أبي طريفة

معجم رجال الحدیث 18 : 35
T T T
محمد بن النعمان الأحول قال النجاشي: «محمد بن علي بن النعمان بن أبي طريفة البجلي مولى، الأحول أبو جعفر: كوفي، صيرفي، يلقب مؤمن الطاق، وصاحب الطاق، ويلقبه المخالفون شيطان الطاق، وعم أبيه المنذر بن أبي طريفة، روى عن علي بن الحسين(عليه السلام)، وأبي جعفر(عليه السلام)، وأبي عبد الله(عليه السلام)، وابن عمه الحسين بن منذر بن أبي طريفة.
روى أيضا عن علي بن الحسين(عليه السلام)، وأبي جعفر(عليه السلام)، وأبي عبد الله(عليه السلام) .
وكان دكانه في طاق المحامل بالكوفة، فيرجع إليه في النقد فيرد ردا يخرج كما يقول، فيقال شيطان الطاق.
فأما منزلته في العلم وحسن الخاطر فأشهر، وقد نسب إليه أشياء لم تثبتعندنا، وله كتاب إفعل لا تفعل، رأيته عند أحمد بن الحسين بن عبيد الله (رحمه الله)، كتاب كبير حسن، وقد أدخل فيه بعض المتأخرين أحاديث تدل فيه على فساد، ويذكر تباين أقاويل الصحابة، وله كتاب الإحتجاج في إمامة أمير المؤمنين(عليه السلام)، وكتاب كلامه على الخوارج، وكتاب مجالسه مع أبي حنيفة والمرجئة، وكانت له مع أبي حنيفة حكايات كثيرة، فمنها أنه قال له يوما: يا أبا جعفر تقول بالرجعة؟ فقال له: نعم، فقال له: أقرضني من كيسك هذا خمس مائة دينار، فإذا عدت أنا وأنت رددتها إليك، فقال له في الحال: أريد ضمينا يضمن لي أنك تعود إنسانا، فإني أخاف أن تعود قردا، فلا أتمكن من استرجاع ما أخذت مني».
وقال الشيخ (٥٩٥): «محمد بن النعمان الأحول، يلقب عندنا مؤمن الطاق، ويلقبه المخالفون بشيطان الطاق، وهو من أصحاب الإمام جعفر الصادق(عليه السلام)، وكان ثقة، متكلما، حاذقا، حاضر الجواب، له كتب، منها: كتاب الإمامة، وكتاب المعرفة، وكتاب الرد على المعتزلة في إمامة المفضول، وله كتاب الجمل في أمر طلحة والزبير وعائشة، وكتاب إثبات الوصية، وكتاب إفعل ولا تفعل».
وذكره في الكنى (٨٨٧) بقوله: «أبو جعفر شاه طاق، له كتاب رويناه بالإسناد الأول، عن حميد، عن أحمد بن زيد الخزاعي، عنه».
وأراد بالإسناد الأول: جماعة، عن أبي المفضل، عن حميد.
وعده في رجاله (تارة) من أصحاب الصادق(عليه السلام) (٣٥٥)، قائلا: «محمد بن النعمان البجلي الأحول أبو جعفر شاه الطاق، ابن عم المنذر بن أبي طريفة».
و(أخرى) في أصحاب الكاظم(عليه السلام) (١٨)، قائلا: «محمد يكنى أبا جعفر الأحول، الملقب بمؤمن الطاق، ثقة».
وعده ابن شهرآشوب من خواص أصحاب أبي عبد الله(عليه السلام) .
المناقب: الجزء ٤، باب إمامة أبي عبد الله الصادق(عليه السلام)، في (فصل في تاريخهو أحواله ع).
وذكره البرقي في أصحاب أبي عبد الله(عليه السلام) ممن أدرك أبا جعفر(عليه السلام)، قائلا: «محمد الأحول أبو جعفر بن النعمان مؤمن الطاق، عربي كوفي»، وفي أصحاب الكاظم(عليه السلام)، قائلا: «أبو جعفر محمد الأحول».
وقال الكشي (٧٧): «أبو جعفر الأحول محمد بن علي بن النعمان مؤمن الطاق، مولى بجيلة، ولقبه الناس شيطان الطاق، وذلك أنهم شكوا في درهم فعرضوه عليه- وكان صيرفيا-، فقال لهم: ستوق، فقالوا: ما هو إلا شيطان الطاق.
حمدويه بن نصير، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن النضر بن شعيب، عن أبان بن عثمان، عن عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله(عليه السلام) أنه قال: زرارة، وبريد بن معاوية، ومحمد بن مسلم، والأحول أحب الناس إلي أحياء وأمواتا، ولكنهم يجيئوني فيقولون لي فلا أجد بدا من أن أقول.
حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسى بن عبيد، ويعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن أبي العباس البقباق، عن أبي عبد الله(عليه السلام)، أنه قال: أربعة أحب الناس إلي أحياء وأمواتا: بريد بن معاوية العجلي، وزرارة بن أعين، ومحمد بن مسلم، وأبو جعفر الأحول، أحب الناس إلي أحياء وأمواتا».
و رواها الصدوق أيضا بسند صحيح، عن يعقوب بن يزيد نحوه.
كمال الدين: الجزء ١، في اعتراض آخر من الزيدية من مقدمة المصنف، الصفحة (٧٦).
ثم قال الكشي: (٧٧): « حدثني محمد بن الحسن، قال: حدثني الحسن بن خرزاد، عن موسى بن القاسم البجلي، عن صفوان، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن أبي خالد الكابلي، قال: رأيت أبا جعفر صاحب الطاق وهو قاعد في الروضة، قد قطع أهل المدينة أزراره، وهو دائب يجيبهم ويسألونه، فدنوت منه، فقلت: إن أبا عبد الله ينهانا عن الكلام، فقال: أمرك أن تقول لي؟ فقلت: لا والله، ولكن أمرني أن لا أكلم أحدا، قال: فاذهب وأطعه فيما أمرك، فدخلت على أبي عبد الله(عليه السلام) فأخبرته بقصة صاحب الطاق، وما قلت له، وقوله لي: اذهب فأطعه فيما أمرك، فتبسم أبو عبد الله(عليه السلام)، وقال: يا أبا خالد إن صاحب الطاق يكلم الناس فيطير وينقض، وأنت إن قصوك لن تطير.
حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن يونس، عن إسماعيل بن عبد الخالق، قال: كنت عند أبي عبد الله(عليه السلام) ليلا فدخل عليه الأحول، فدخل به من التذلل والاستكانة أمر عظيم، فقال أبو عبد الله(عليه السلام) : ما لك وجعل يكلمه حتى سكن، ثم قال له: بم تخاصم الناس؟ فأخبره بما يخاصم الناس، ولم أحفظ منه ذلك، فقال أبو عبد الله(عليه السلام) : خاصمهم بكذا وكذا.
وذكر أن مؤمن الطاق قيل له: ما الذي جرى بينك وبين زيد بن علي في محضر أبي عبد الله ع؟ قال: قال زيد بن علي: يا محمد بن علي بلغني أنك تزعم أن في آل محمد إماما مفترض الطاعة؟، قال: قلت: نعم، وكان أبوك علي بن الحسين(عليه السلام) أحدهم، فقال: وكيف كان يؤتى بلقمة وهي حارة فيبردها بيده ثم يلقمنيها، أ فترى أنه كان يشفق علي من حر اللقمة ولا يشفق علي من حر النار؟، قال: قلت له: كره أن يخبرك فتكفر، فلا يكون له فيك الشفاعة، ولا لله فيك المشية، فقال أبو عبد الله(عليه السلام) : أخذته من بين يديه ومن خلفه، فما تركت له مخرجا.
حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني إسحاق بن محمد البصري، قال: حدثني أحمد بن صدقة الكاتب الأنباري، عن أبي مالك الأحمسي، قال: حدثني مؤمن الطاق- واسمه محمد بن علي بن النعمان أبو جعفر الأحول-، قال: كنت عند أبي عبد الله(عليه السلام) فدخل زيد بن علي، فقال لي: يا محمد بن علي أنت الذي تزعم أن في آل محمد إماما مفترض الطاعة معروفا بعينه؟ قال: قلت: نعم، فكان أبوك أحدهم، قال: ويحك فما كان يمنعه من أن يقول لي، فو الله لقد كان يؤتى الطعام الحار فيقعدني على فخذه ويتناول البضعة فيبردها، ثم يلقمنيها، أ فتراه كان يشفق من حر الطعام ولا يشفق علي من حر النار؟ قال: قلت: كره أن يقول فتكفر، فيجب عليك من الله الوعيد، ولا يكون له فيك شفاعة، فتركك مرجئا لله فيك المشية، وله فيك الشفاعة.
قال: وقال أبو حنيفة لمؤمن الطاق- وقد مات جعفر بن محمد ع-: يا أبا جعفر إن إمامك قد مات، فقال أبو جعفر: لكن إمامك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم».
(و قال له يوما: يا أبا جعفر تقول بالرجعة؟ فقال: نعم، فقال له أقرضني من كيسك هذا خمسمائة دينار، فإذا عدت أنا وأنت رددتها إليك، فقال له في الحال: أريد ضمينا يضمن لي أنك تعود إنسانا، فإني أخاف أن تعود قردا، فلا أتمكن من استرجاع ما أخذت مني).
«حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني أبو يعقوب إسحاق بن محمد البصري، قال: أخبرني أحمد بن صدقة، عن أبي مالك الأحمسي، قال: خرج الضحاك الشاري بالكوفة، فحكم وتسمى بإمرة المؤمنين، ودعا الناس إلى نفسه، فأتاه مؤمن الطاق، فلما رأته الشراة وثبوا في وجهه، فقال لهم: صالح [جانح، قال: فأتي به صاحبهم، فقال لهم مؤمن الطاق: أنا رجل على بصيرة من ديني، وسمعتك تصف العدل فأحببت الدخول معك، فقال الضحاك لأصحابه: إن دخل هذا معكم نفعكم.
قال: ثم أقبل مؤمن الطاق على الضحاك، فقال لهم: لم تبرأتم من علي بن أبي طالب(عليه السلام) واستحللتم قتله وقتاله؟ قال: لأنه حكم في دين الله.
قال: فكل من حكم في دين الله استحللتم قتله وقتاله والبراءة منه؟ قال: نعم، قال: فأخبرني عن الدين الذي جئت أناظرك عليه لأدخل معك فيه إن غلبت حجتي حجتك، أو حجتك حجتي، من يوقف المخطئ على خطئه، ويحكم للمصيب بصوابه، فلا بد لنا من إنسان يحكم بيننا، قال: فأشار الضحاك إلى رجل من أصحابه، فقال: هذا الحكم بيننا فهو عالم بالدين، قال: وقد حكمت هذا في الدين الذي جئت أناظرك فيه؟ قال: نعم، فأقبل مؤمن الطاق على أصحابه فقال: إن هذا صاحبكم قد حكم في دين الله فشأنكم به، فضربوا الضحاك بأسيافهم حتى سكت».
«حدثني محمد بن مسعود قال: حدثني إسحاق بن محمد البصري، قال: حدثني أحمد بن صدقة، عن أبي مالك الأحمسي، قال: كان رجل من الشراة يقدم المدينة في كل سنة، فكان يأتي أبا عبد الله(عليه السلام) فيودعه ما يحتاج إليه، فأتاه سنة من تلك السنين، وعنده مؤمن الطاق والمجلس غاص بأهله، فقال الشاري: وددت أني رأيت رجلا من أصحابك أكلمه، فقال أبو عبد الله(عليه السلام) لمؤمن الطاق: كلمه يا محمد، فكلمه به فقطعه سائلا ومجيبا، فقال الشاري لأبي عبد الله(عليه السلام) : ما ظننت أن في أصحابك أحد يحسن هكذا، فقال أبو عبد الله(عليه السلام) إن في أصحابي من هو أكثر من هذا، قال: فأعجبت مؤمن الطاق نفسه، فقال: يا سيدي سررتك؟ قال: والله لقد سررتني، والله لقد قطعته، والله لقد حسرته [حصرته، والله ما قلت من الحق حرفا واحدا، قال: وكيف؟ قال: لأنك تتكلم على القياس، والقياس ليس من ديني».
«حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني الحسين بن إشكيب، قال: حدثني الحسن بن الحسين، عن يونس بن عبد الرحمن، عن أبي جعفر الأحول، قال: قال ابن أبي العوجاء مرة: أ ليس من صنع شيئا وأحدثه حتى يعلم أنه من صنعته فهو خالقه؟ قال: (قلت) بلى، (قال: قلت) فأجلني شهرا أو شهرين، ثم تعال: حتى أنبئك، قال: فحججت فدخلت على أبي عبد الله(عليه السلام)، فقال: أما إنه قد هيأ لك شاتين، وهو جائي معه بعدة من أصحابه، ثم يخرج لك الشاتين قد امتلئتا دودا، ويقول لك: هذا الدود يحدث من فعلي، فقل له: إن كان من صنعك وأنت أحدثته فميز ذكوره من إناثه، فأخرج إلي الدود، فقلت له: ميز الذكور من الإناث، فقال: هذه والله ليست من إمدادك، هذه التي حملتها الإبل من الحجاز، ثم قال(عليه السلام) : ويقول لك: أ لست تزعم أنه غني؟ فقل: بلى، فيقول لك: أ يكون الغني عندك من المعقول في وقت من الأوقات ليس عنده ذهب ولا فضة؟ فقل له: نعم، فإنه سيقول لك: كيف يكون هذا غنيا؟ فقل له: إن كان الغنى عندك أن يكون الغني غنيا من قبل فضته وذهبه وتجارته، فهذا كله مما يتعامل الناس به، فأي القياس أكثر وأولى، بأن يقال غني من أحدث الغني فأغنى به الناس قبل أن يكون شيء وهو وحده، أو من أفاد مالا من هبة أو صدقة أو تجارة.
قال: فقلت له ذلك.
قال: فقال: وهذه والله ليست من إبرازك، هذه والله مما تحملها الإبل من الحجاز.
وقيل إنه دخل على أبي حنيفة يوما، فقال له أبو حنيفة: بلغني عنكم معشر الشيعة شيء، فقال: فما هو؟ قال: بلغني أن الميت منكم إذا مات كسرتم يده اليسرى لكي يعطى كتابه بيمينه.
فقال: مكذوب علينا يا نعمان، ولكني بلغني عنكم معشر المرجئة أن الميت منكم إذا مات قمعتم في دبره قمعا فصببتم فيه جرة من ماء، لكي لا يعطش يوم القيامة، فقال أبو حنيفة: مكذوب علينا وعليكم».
ما روي فيه من الذم «حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد القمي، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن فضيل بن عثمان، قال: دخلت على أبي عبد الله(عليه السلام) في جماعة من أصحابنا فلما أجلسني، قال: ما فعل صاحب الطاق؟ قال: قلت صالح، قال: أما إنه بلغني أنه جدل، وأنه يتكلم في تيم قدر، قلت: أجل هو جدل، قال: أما إنه لو شاء طريف من مخاصميه أن يخصمه فعل، قلت: كيف ذاك؟ فقال: يقول أخبرني عن كلامك هذا من كلام إمامك، فإن قال: نعم، كذب علينا، وإن قال: لا، قال له: كيف يتكلم بكلام لم يتكلم به إمامك؟، ثم قال: أنتم تتكلمون بكلام إن أنا أقررت به ورضيت به أقمت على الضلالة، وإن برئت منهم شق علي، نحن قليل وعدونا كثير، قلت: جعلت فداك فأبلغه عنك ذلك؟ قال: أما إنهم قد دخلوا في أمر ما يمنعهم عن الرجوع عنه إلا الحمية، قال: فأبلغت أبا جعفر الأحول ذلك، فقال: صدق بأبي وأمي، ما يمنعني من الرجوع عنه إلا الحمية».
«علي، قال: حدثنا محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن مروك بن عبيد، عن أحمد بن النضر، عن المفضل بن عمر، قال: قال لي أبو عبد الله(عليه السلام) : ائت الأحول فمره لا تتكلم، فأتيته في منزله، فأشرف علي، فقلت له: يقول لك أبو عبد الله(عليه السلام) لا تتكلم، قال: فأخاف ألا أصبر».
أقول: الروايات المادحة على أنها متضافرة، فيها ما هو صحيح السند، فلا ينبغي الشك في عظمة الرجل وجلالته، وقد عرفت من الشيخ توثيقه صريحا، وأما الروايتان اللتان عدهما الكشي من الذامة فلا تعارضان ما تقدم من روايات المدح، أما أولا: فلضعف الروايتين سندا، فإن في سندهما علي بن محمد القمي، وهو لم يوثق وإن اعتمد عليه حمدويه، كما ذكرناه في ترجمة محمد بن علي بن فيروزان، وقد ذكرنا أن اعتماده على رجل، لا يكشف عن وثاقته، فإن من المحتمل أن يكون منشأ الاعتماد هو البناء على أصالة العدالة، مضافا إلى أن الرواية الثانية في سندها المفضل بن عمر، وهو مطعون.
وأما ثانيا: فلأن الروايتين لا تدلان على الذم، فإن غاية ما تدل عليه الرواية الأولى أن مؤمن الطاق كانت له مناظرات مبنية على الجدل، وقد يناظر الخصمبالقياس، وهذا النحو من الكلام غير مرضي عند الإمام(عليه السلام)، إلا إذا كانت الضرورة مقتضية له، وقد كانت الضرورة دعت مؤمن الطاق على ذلك، كما صرح به في رواية أبي مالك الأحمسي المتقدمة، وكان ذلك موجبا لسرور الإمام(عليه السلام)، ولعل هذا هو المراد بقول مؤمن الطاق في ذيل الرواية الأولى، صدق بأبي وأمي، ما يمنعني من الرجوع عنه إلا الحمية، يريد بذلك أنه في نفسه لا يريد أن يتكلم بالجدل، إلا أن الحماية عن الدين والعصبية له، دعته إلى ذلك.
وأما الرواية الثانية فهي غير قابلة للتصديق، فإن الصادق(عليه السلام) كان يسره مناظرات مؤمن الطاق، ويأمره الإمام(عليه السلام) بذلك كما يظهر من الروايات المتقدمة، وسيأتي في ترجمة هشام بن الحكم أمر الصادق(عليه السلام) مؤمن الطاق بأن يناظر الشامي، وقد روى محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عمن ذكره، عن يونس بن يعقوب، قال: كنت عند أبي عبد الله(عليه السلام) فورد عليه رجل من أهل الشام، (إلى أن قال): ثم قال (أبو عبد الله ع): يا طاقي كلمه، فكلمه فظهر عليه الأحول، (إلى أن قال): ثم التفت (أبو عبد الله ع) إلى الأحول، فقال: قياس رواغ، يكسر باطلا بباطل، إلا أن باطلك أظهر، الحديث.
الكافي: الجزء ١، كتاب الحجة ٤، باب الاضطرار إلى الحجة ١، الحديث ٤.
هذا، ولمؤمن الطاق مناظرات لطيفة، منها: أن أبا حنيفة سأله، فقال: يا أبا جعفر ما تقول في المتعة، أ تزعم أنها حلال؟ قال: نعم، قال: فما يمنعك أن تأمر نساءك أن يستمتعن ويكتسبن عليك، فقال له أبو جعفر: ليس كل الصناعات يرغب فيها، وإن كانت حلالا، للناس أقدار ومراتب يرفعون أقدارهم، ولكن ما تقول يا أبا حنيفة في النبيذ أ تزعم أنه حلال؟ فقال: نعم، قال: فما يمنعك أن تقعد نساءك في الحوانيت نباذات فيكتسبن عليك، فقال أبو حنيفة: واحدة بواحدة، وسهمك أنفذ.
الكافي: الجزء ٥، أبواب المتعة ذيل الباب ٩٣، الحديث ٨.
و منها أن أبا حنيفة قال لمؤمن الطاق: لم لم يطالب علي بن أبي طالب(عليه السلام) بحقه بعد وفاة رسول الله(ص)، إن كان له حق؟ فأجابه مؤمن الطاق: خاف أن يقتله الجن، كما قتلوا سعد بن عبادة بسهم المغيرة بن شعبة، وفي رواية بسهم خالد بن الوليد.
وكان أبو حنيفة يوما آخر يتماشى مع مؤمن الطاق في سكة من سكك الكوفة، إذا مناد ينادي من يدلني على صبي ضال، فقال: مؤمن الطاق أما الصبي الضال فلم نره، وإن أردت شيخا ضالا فخذ هذا، عنى به أبا حنيفة.
الإحتجاج: الجزء ٢، (مناظرات مؤمن الطاق مع أبي حنيفة).
ثم إن الشيخ لم يذكر إليه طريقه في الموضع الأول من الفهرست، وطريقه إليه في الكنى ضعيف، بأبي المفضل، وأحمد بن زيد الخزاعي، وطريق الصدوق(قدس سره) إليه ضعيف، بمحمد بن علي ماجيلويه، فإنه لم تثبت وثاقته.