اخترنا لكم : محمد بن إسحاق بن يسار

محمد بن إسحاق صاحب السيرة. المدني، مولى فاطمة بنت عتبة، أسند عنه، يكنى أبا بكر، صاحب المغازي، من سبي عين التمر، وهو أول سبي دخل المدينة، وقيل كنيته أبو عبد الله، روى عنهما(عليهما السلام)، مات سنة (١٥١)، من أصحاب الصادق(عليه السلام)، رجال الشيخ (٢٢). أقول: إن عبارة الشيخ توهم أن محمد بن إسحاق هو من سبي عين التمر وهو أول سبي دخل المدينة، ولكنه ليس كذلك، بل المراد أن محمدا من هذه الطائفة، وإلا فهو بنفسه لم يكن مسبيا، وإنما المسبي جده يسار، على ما صرح به الذهبي في ميزان الاعتدال، ومحمد بن إسحاق، هذا هو صاحب السيرة الآتي. وعده البرقي في أصحاب الصادق(عليه السلام)، قائلا: «محمد بن إسحاقبن يسار ص...

معاوية بن حكيم بن معاوية

معجم رجال الحدیث 19 : 223
T T T
قال النجاشي: «معاوية بن حكيم بن معاوية بن عمار الدهني: ثقة، جليل، في أصحاب الرضا(عليه السلام)، قال أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله: سمعت شيوخنا يقولون: روى معاوية بن حكيم أربعة وعشرين أصلا لم يرو غيرها.
وله كتب، منها: كتاب الطلاق، وكتاب الحيض، وكتاب الفرائض، وكتاب النكاح، وكتاب الحدود، وكتاب الديات، وله نوادر.
أخبرنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا علي بن الحسن بن فضال، عنه بكتبه».
وقال الشيخ (٧٣٥): «معاوية بن حكيم بن معاوية بن عمار: له كتاب.
أخبرنا به جماعة، عن أبي المفضل، عن أبي بطة، عن أحمد بن أبي عبد الله، والصفار، عنه.
وله كتاب الطلاق، وكتاب الحيض، وكتاب الفرائض، أخبرنا بها جماعة عن التلعكبري، عن أبي القاسم علي بن حبشي بن قوني، وأبي علي بن همام، عن الحسين بن محمد بن مصعب، عن حمدان القلانسي، عنه».
وعده في رجاله (تارة) في أصحاب الجواد(عليه السلام) (١٩).
و(أخرى) في أصحاب الهادي(عليه السلام) (٤٢) ووصفه بالكوفي.
و(ثالثة) فيمن لم يرو عنهم(عليهم السلام) (١٣٣)، قائلا: «معاوية بن حكيم، روى عنه الصفار».
و تقدم عن الكشي، في ترجمة محمد بن سالم بن عبد الحميد، عده من الفطحية، ومن أجلة العلماء والفقهاء والعدول.
روى عن عبد الرحمن بن أبي نجران، وروى عنه أحمد بن محمد بن عيسى.
كامل الزيارات: الباب ٢، في ثواب زيارة رسول الله(ص)، الحديث ٣.
روى عن أحمد بن محمد، وروى عنه أحمد بن محمد، تفسير القمي: سورة القصص، في تفسير قوله تعالى: (وَ لَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ).
بقي هنا أمور: الأول: أن صريح الكشي أن معاوية بن حكيم كان فطحيا، وقد يتوهم منافاته لعده من العدول بل ينافيه قول الشيخ، والذي ذكرناه مذهب معاوية بن حكيم من متقدمي فقهاء أصحابنا.
التهذيب: الجزء ٨، باب عدد النساء، ذيل حديث ٤٨١.
وقد اعتنى به محمد بن يعقوب، وقال: وكان معاوية بن حكيم يقول: ليس عليهن عدة.
الكافي: الجزء ٦، كتاب الطلاق ٢، باب طلاق التي لم تبلغ، والتي قد يئست من المحيض ١٤، ذيل حديث ٥.
أقول: أما توصيفه بالعدالة فقد ذكرنا في ترجمة محمد بن سالم بن عبد الحميد: أن المراد بالعدالة في كلام الكشي، هو الاستقامة في مقام العمل بالمواظبة على الواجبات، والاجتناب عن المحرمات، وهذا لا ينافي فساد العقيدة من جهة كونه فطحيا، وأما عده من فقهاء أصحابنا والاعتناء بشأنه، فهو من جهة التزامه بالأئمة الاثني عشر وإن زاد عليها واحدا، وهو عبد الله الأفطح فالمراد من أصحابنا من يلتزم بإمامتهم، ومعاوية بن حكيم منهم، ومما يكشف عن ذلك قول النجاشي في ترجمة علي بن الحسن بن علي بن فضال: كان فقيه أصحابنا بالكوفة ووجههم وثقتهم، وكان فطحيا، وأما ما احتمله بعضهم من حمل كلام الكشي على أنه كان فطحيا أولا، ثم رجع عن ذلك بعد موتعبد الله بن أفطح، فهو عجيب، فإن معاوية بن حكيم لم يدرك زمان عبد الله الأفطح جزما، على أنه خلاف ظاهر عبارة الكشي من أن معاوية بن حكيم فطحي على الإطلاق.
الأمر الثاني: أنك قد عرفت عد الشيخ معاوية بن حكيم من أصحاب الجواد(عليه السلام)، والهادي(عليه السلام)، ولكن النجاشي عده في أصحاب الرضا(عليه السلام)، ويؤكد ما ذكره النجاشي من إدراكه زمان الرضا(عليه السلام)، ما رواه محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن معاوية بن حكيم، قال: خطب الرضا(عليه السلام) هذه الخطبة .. فذكر الخطبة.
الكافي: الجزء ٥، باب خطب النكاح ٤٤، الحديث ٧.
بل الظاهر إدراكه موسى بن جعفر(عليه السلام) أيضا، فقد روى الشيخ بإسناده، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن صفوان، عن موسى بن الحسن، عن معاوية بن حكيم، قال: سألت أبا إبراهيم أي ساعة أحب إليك أن تفيض من جمع .. (الحديث).
التهذيب: الجزء ٥، باب نزول المزدلفة، الحديث ٦٣٨، والإستبصار: الجزء ٢، باب الوقت الذي يستحب فيه الإفاضة من جمع، الحديث ٩٠٧، ولكن فيهما: صفوان بن يحيى، عن موسى بن القاسم، عن معاوية بن حكيم.
هذا وقد يقال: إن سعد بن عبد الله، روى عن معاوية بن حكيم بلا واسطة، كما في طريق الصدوق(قدس سره) إلى حبيب بن ناجية، وإلى معاوية بن حكيم نفسه، فكيف يمكن أن يروي سعد، عن معاوية بن الحكيم، بأربع وسائط؟، ولكنه لا يرجع إلى محصل، فإن معاوية بن حكيم من أصحاب الهادي(عليه السلام) فلا مانع من رواية سعد عنه بلا واسطة، فإذا فرضنا أن معاوية بن حكيم أدرك ولو قليلا موسى بن جعفر(عليه السلام) لم يكن مانع من رواية سعد عنه بوسائط، والله العالم.
نعم، روى الشيخ بإسناده، عن الحسن بن محبوب، عن معاوية بن حكيم، قال: سمعت أبا عبد الله(عليه السلام) يقول: إذا أمنت المرأة والأمة من شهوة .. فأن عليهما الغسل.
التهذيب: الجزء ١، باب حكم الجنابة، الحديث ٣٢٣.
ولا شك في أن هذا من سهو القلم، أو تحريف النساخ، فإن معاوية بن حكيم الذي روى عنه سعد المتوفى سنة ثلاثمائة تقريبا، لا يمكن أن يروى عن الصادق(عليه السلام) .
ويؤكد ذلك أن الشيخ روى هذه الرواية بعينها في الإستبصار: الجزء ١، باب أن المرأة إذا أنزلت وجب عليها الغسل، الحديث ٣٤٧، وفيها معاوية بن عمار، بدل معاوية بن حكيم.
وكيف كان، فطريق الصدوق إليه: أبوه، ومحمد بن الحسن- رضي الله عنهما- عن سعد بن عبد الله عنه، وأيضا: محمد بن الحسن- رضي الله عنه- عن محمد بن الحسن الصفار، عنه.
والطريق صحيح، ولكن طريق الشيخ إليه ضعيف بأبي المفضل، وابن بطة، وبالحسين بن محمد بن مصعب، فإنه مجهول.