اخترنا لكم : عيسى بن عبد الله بن علي

ابن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(عليه السلام) . هو عيسى بن عبد الله الهاشمي الآتي، على ما ذكره الصدوق في المشيخة، كما يأتي.

معلى بن خنيس أبو عبد الله

معجم رجال الحدیث 19 : 259
T T T
قال النجاشي: «معلى بن خنيس أبو عبد الله: مولى [الصادق جعفر بن محمد(عليه السلام)، ومن قبله كان مولى بني أسد، كوفي، بزاز، ضعيف جدا، لا يعول عليه، له كتاب يرويه جماعة، قال سعد: هو من غني وابن [أخته عبد الحميد بن أبي الديلم، أخبرنا أبو عبد الله بن شاذان، قال: حدثنا علي بن حاتم، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر، عن أبيه، عن أيوب، عن صفوان بن يحيى، عن أبي عثمان بن معلى بن زيد الأحول، عن معلى بن خنيس بكتابه».
أقول: تقدم في عبد الحميد بن أبي الديلم، أنه ابن عم معلى بن خنيس.
وقال الشيخ (٧٣٢): «معلى أبو عثمان الأحول، عن معلى بن خنيس، له كتاب، أخبرنا جماعة، عن محمد بن علي بن الحسين، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن صفوان، عن المعلى أبي عثمان، عن معلى بن خنيس».
وعده في رجاله من أصحاب الصادق(عليه السلام) (٤٩٧)، قائلا: «معلى بن خنيس المدني، مولى أبي عبد الله ع».
وعده البرقي من أصحاب الصادق(عليه السلام)، قائلا: «معلى بن خنيس، مولى أبي عبد الله(عليه السلام)، كوفي بزاز».
روى عبد الكريم بن عمرو، عن المعلى بن خنيس، قال: كان رسول الله(ص)، أصبح صباحا فرأته فاطمة(عليها السلام) باكيا حزينا، الحديث.
كامل الزيارات: الباب ١٧، في قول جبرئيل لرسول الله(ص) إن الحسين تقتله أمتك من بعدك، الحديث ٩.
روى عن أبي عبد الله(عليه السلام)، وروى عنه يحيى الحلبي.
تفسير القمي: الأعراف، في تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَ كانُوا شِيَعاً).
وعده الشيخ في السفراء الممدوحين، وقال: ومنهم المعلى بن خنيس، وكان من قوام أبي عبد الله(عليه السلام)، وإنما قتله داود بن علي بسببه، وكان محمودا عنده، ومضى على منهاجه وأمره مشهور، فروى عن أبي بصير قال: لما قتل داود بن علي المعلى بن خنيس فصلبه، عظم ذلك على أبي عبد الله(عليه السلام) واشتد عليه، وقال له: يا داود، على ما قتلت مولاي وقيمي في مالي وعلى عيالي، والله إنه لأوجه عند الله منك، في حديث طويل.
وفي خبر آخر أنه قال: أما والله لقد دخل الجنة.
الغيبة: فصل في ذكر السفراء الممدوحين.
و قال ابن الغضائري: «معلى بن خنيس مولى أبي عبد الله(عليه السلام)، كان أول أمره مغيريا، ثم دعا إلى محمد بن عبد الله، وفي هذه الظنة أخذه داود بن علي، فقتله، والغلاة يضيفون إليه كثيرا، ولا أرى الاعتماد على شيء من حديثه».
ثم إن الكشي ذكر في ترجمة الرجل (٢٤١) روايات، بعضها مادحة وبعضها ذامة، وأما المادحة فهي كما تلي: «حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثني العبيدي، عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن الحجاج، قال: حدثني إسماعيل بن جابر، قال: كنت عند أبي عبد الله(عليه السلام) مجاورا بمكة، فقال لي: يا إسماعيل اخرج حتى تأتي مرا وعسفان، فتسأل هل حدث بالمدينة حدث؟ قال: فخرجت حتى أتيت مرا فلم ألق أحدا، ثم مضيت حتى أتيت عسفان فلم يلقني أحد، فارتحلت من عسفان، فلما خرجت منها لقيني عير تحمل زيتا من عسفان، فقلت لهم: هل حدث بالمدينة حدث؟ قالوا: لا، إلا قتل هذا العراقي الذي يقال له المعلى بن خنيس.
قال: فانصرفت إلى أبي عبد الله(عليه السلام)، فلما رآني قال لي: يا إسماعيل قتل المعلى بن خنيس؟، فقلت: نعم، قال: فقال: أما والله لقد دخل الجنة».
أقول: الرواية صحيحة.
«عن ابن أبي نجران، عن حماد الناب، عن المسمعي، قال: لما أخذ داود بن علي المعلى بن خنيس حبسه، وأراد قتله، فقال له معلى بن خنيس: أخرجني إلى الناس، فإن لي دينا كثيرا ومالا، حتى أشهد بذلك، فأخرجه إلى السوق فلما اجتمع الناس، قال: يا أيها الناس أنا معلى بن خنيس فمن عرفني فقد عرفني، اشهدوا أن ما تركت من مال، من عين، أو دين، أو أمة، أو عبد، أو دار، أو قليل، أو كثير، فهو لجعفر بن محمد(عليه السلام)، قال: فشد عليه صاحب شرطة داود فقتله.
قال: فلما بلغ ذلك أبا عبد الله(عليه السلام) خرج يجر ذيله حتى دخل على داود بن علي، وإسماعيل ابنه خلفه، فقال: يا داود قتلت مولاي وأخذت مالي، فقال ما أنا قتلته ولا أخذت مالك، فقال: والله لأدعون الله على من قتل مولاي وأخذ مالي، قال: ما قتلته ولكن قتله صاحب شرطتي، فقال: بإذنك أو بغير إذنك، فقال: يا إسماعيل شأنك به.
قال: فخرج إسماعيل، والسيف معه حتى قتله في مجلسه.
قال حماد: فأخبرني المسمعي، عن معتب، قال: فلم يزل أبو عبد الله(عليه السلام) ليله ساجدا وقائما، فسمعت في آخر الليل وهو ساجد ينادي: اللهم إني أسألك بقوتك القوية وبمحالك الشديد، وبعزتك التي خلقك لها ذليل، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تأخذه الساعة.
قال: فو الله ما رفع رأسه من سجوده حتى سمعنا الصائحة، فقالوا: مات داود بن علي.
فقال أبو عبد الله(عليه السلام) : إني دعوت الله عليه بدعوة بعث بها الله إليه ملكا، فضرب رأسه بمرزبة انشقت منها مثانته».
«حمدويه، قال: محمد بن عيسى، ومحمد بن مسعود، قال: حدثنا جبرئيل بن أحمد، قال: حدثنا محمد بن عيسى، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن الوليد بن صبيح، قال: قال داود بن علي لأبي عبد الله(عليه السلام) : ما أنا قتلته- يعني معلى-، قال: فمن قتله؟ قال: السيرافي- وكان صاحب شرطته-، قال: أقدنا منه.
قال قد أقدتك، قال: فلما أخذ السيرافي وقدم ليقتل جعل يقول: يا معشر المسلمين يأمروني بقتل الناس، فأقتلهم لهم، ثم يقتلوني، فقتل السيرافي».
أقول: هذه الرواية صحيحة.
«محمد بن مسعود، قال: كتب إلى الفضل، قال: حدثنا ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن إسماعيل بن جابر، قال: لما قدم أبو إسحاق من مكة فذكر له قتل المعلى بن خنيس، قال: فقام مغضبا يجر ثوبه، فقال له إسماعيل ابنه: يا أبت أين تذهب؟ فقال: لو كانت نازلة لقدمت عليها، فجاء حتى قدم على داود بن علي، فقال له: يا داود لقد أتيت ذنبا لا يغفره الله لك.
قال: وما ذلك الذنب؟ قال: قتلت رجلا من أهل الجنة، ثم مكث ساعة ثم قال: إن شاء الله، فقال له داود: وأنت قد أذنبت ذنبا لا يغفره الله لك، قال: وما ذاك؟ قال: زوجت ابنتك فلانا الأموي.
قال: إن كنت زوجت فلانا الأموي، فقد زوج رسول الله(ص) عثمان، ولي برسول الله أسوة.
قال: ما أنا قتلته، قال: فمن قتله؟ قال: قتله السيرافي، قال: فأقدنا منه.
قال: فلما كان من الغد غدا إلى السيرافي فأخذه فقتله، فجعل يصيح: يا عباد الله يأمروني أن أقتل لهم الناس ثم يقتلوني».
أقول: هذه الرواية أيضا صحيحة.
«وجدت بخط جبرئيل بن أحمد، قال: حدثني محمد بن عبد الله بن مهران، قال: حدثني محمد بن علي الصيرفي، عن الحسن، عن الحسين بن أبي العلاء، وأبي المغراء، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد الله(عليه السلام) يقول- وجرى ذكر المعلى بن خنيس- فقال: يا أبا محمد اكتم علي ما أقول لك في المعلى، قلت: أفعل، فقال: أما إنه ما كان ينال درجتنا إلا بما ينال منه داود بن علي.
قلت: وما الذي يصيبه من داود؟ قال: يدعو به فيأمر به فيضرب عنقه ويصلبه.
قلت: إنا لله وإنا إليه راجعون.
قال: ذاك قابل.
قال: فلما كان قابل، ولي المدينة فقصد المعلى فدعاه، وسأله عن شيعة أبي عبد الله(عليه السلام)، وأن يكتبهم له، فقال: ما أعرف من أصحاب أبي عبد الله(عليه السلام) أحدا، وإنما أنا رجل أختلف في حوائجه، ولا أعرف له صاحبا.
قال: أ تكتمني، أما إنك إن كتمتني قتلتك.
فقال له المعلى: بالقتل تهددني، والله لو كانوا تحت قدمي ما رفعت قدمي عنهم، وإن أنت قتلتني لتسعدني وأشقيك، فكان كما قال أبو عبد الله(عليه السلام) لم يغادر منه قليلا ولا كثيرا.
أحمد بن منصور، عن أحمد بن الفضل، عن محمد بن زياد، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن إسماعيل بن جابر، قال: دخلت على أبي عبد الله(عليه السلام)، فقال لي: يا إسماعيل قتل المعلى؟ قلت: نعم.
قال: أما والله لقد دخل الجنة.
أبو جعفر أحمد بن إبراهيم القرشي، قال: أخبرني بعض أصحابنا، قال: كان المعلى بن خنيس (رحمه الله) إذا كان يوم العيد خرج إلى الصحراء شعثا مغبرا في زي ملهوف، فإذا صعد الخطيب المنبر مد يديه نحو السماء ثم قال: اللهم هذا مقام خلفائك وأصفيائك وموضع أمنائك الذين خصصتهم بها، انتزعوها وأنت المقدر للأشياء، لا يغلب قضاؤك، ولا يجاوز المحتوم من تدبيرك، كيف شئت وأنى شئت، علمك في إرادتك كعلمك في خلقك، حتى عاد صفوتك وخلفاؤك، مغلوبين مقهورين مستترين، يرون حكمك مبدلا، وكتابك منبوذا، وفرائضك محرفة عن جهات شرائعك، وسنن نبيك صلواتك عليه متروكة، اللهم العن أعداءهم من الأولين والآخرين، والغادين والرائحين، والماضين والغابرين، اللهم العن جبابرة زماننا، وأشياعهم، وأتباعهم، وأحزابهم، وإخوانهم، إنك على كل شيء قدير».
وروى محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي نجران، عن حماد بن عثمان، عن المسمعي.
قال: لما قتل داود بن علي المعلى بن خنيس، قال أبو عبد الله(عليه السلام) : لأدعون الله على من قتل مولاي، وأخذ مالي، فقال له داود بن علي: إنك لتهددني بدعائك؟ قال حماد: قال المسمعي: وحدثني معتب أن أبا عبد الله(عليه السلام) لم يزل ليلته راكعا وساجدا، فلما كان في السحر سمعته يقول وهو ساجد: اللهم إني أسألك بقوتك القوية، وبجلالك الشديد، الذي كل خلقك له ذليل، أن تصلي على محمد وأهل بيته، وأن تأخذه الساعة الساعة، فما رفع رأسه حتى سمعنا الصيحة في دار داود بن علي، فرفع أبو عبد الله(عليه السلام) رأسه وقال: إني دعوت الله بدعوة بعث الله عز وجل عليه ملكا، فضربه رأسه بمرزبة من حديد انشقت منها مثانته فمات.
الكافي الجزء ٢، كتاب الدعاء ٢، باب الدعاء على العدو ٣٣، الحديث ٥.
وروى أيضا عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، عن الوليد بن الصبيح، قال: جاء رجل إلى أبي عبد الله(عليه السلام) يدعي على المعلى بن خنيس دينا عليه.
فقال: ذهب بحقي، فقال له أبو عبد الله(عليه السلام) : ذهب بحقك الذي قتله، ثم قال للوليد: قم إلى الرجل فاقضه من حقه، فإني أريد أن أبرد عليه جلده الذي كان باردا.
الكافي: الجزء ٥، باب الدين ١٩، الحديث ٨.
و رواها الشيخ، عن محمد بن يعقوب مثله، ولكنه ذكر في آخرها فإني أريد أن يبرد عليه جلده وإن كان باردا.
التهذيب: الجزء ٦، باب الديون وأحكامها، الحديث ٣٨٦.
وروى محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الوليد بن صبيح، عن أبي عبد الله(عليه السلام)، أنه قال: دخلت عليه يوما وألقى إلي ثيابا، وقال يا وليد: ردها على مطاويها فقمت بين يديه، فقال أبو عبد الله(عليه السلام) : رحم الله المعلى بن خنيس، فظننت أنه شبه قيامي بين يديه بقيام المعلى بين يديه، ثم قال: أف للدنيا، أف للدنيا، إنما الدنيا دار بلاء، يسلط الله فيها عدوه على وليه، وإن بعدها دارا ليست هكذا، فقلت: جعلت فداك، وأين تلك الدار، فقال: هاهنا، وأشار بيده إلى الأرض.
الروضة: الحديث ٤٦٩.
أقول: هذه الروايات كلها صحاح.
روى الصفار، عن أحمد بن الحسين، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن حماد بن عثمان، عن المعلى بن خنيس، قال: كنت عند أبي عبد الله(عليه السلام) في بعض حوائجي، قال: فقال لي: ما لي أراك كئيبا، حزينا؟ قال: فقلت: ما بلغني عن العراق عن هذا الوباء، أذكر عيالي، قال: فاصرف وجهك، فصرفت وجهي، قال: ثم قال: ادخل دارك، قال: فدخلت فإذا أنا أن لا أفقد من عيالي صغيرا ولا كبيرا، إلا وهو لي في داري بما فيها، قال: ثم خرجت، فقال لي: اصرف وجهك فصرفته، فنظرت فلم أر شيئا.
بصائر الدرجات: الجزء ٨، باب في الأئمة(عليهم السلام) أنهم يسيرون في الأرض من شاءوا من أصحابهم ١٣، الحديث ٨.
ورواه المفيد(قدس سره) مع زيادة ما في الإختصاص: في غرائب أحوال الأئمة(عليهم السلام)، معجزة للصادق(عليه السلام) مع معلى بن خنيس.
وروى السيد ابن طاوس، عن الطرازي في كتابه، قال: «فقال أبو الفرج محمد بن موسى القزويني الكاتب (رحمه الله)، قال: أخبرني أبو عيسى محمد بن أحمد بن محمد بن سنان، عن أبيه، عن جده محمد بن سنان، عن يونس بن ظبيان، قال: كنت عند مولاي أبي عبد الله(عليه السلام)، إذ دخل علينا معلى بن خنيس في رجب، فتذاكروا الدعاء فيه، فقال المعلى: يا سيدي علمني دعاء يجمع كلما أودعته الشيعة في كتبها.
فقال: قل يا معلى: اللهم إني أسألك صبر الشاكرين لك، الدعاء.
ثم قال: يا معلى والله وقد جمع لك هذا الدعاء، ما كان من لدن إبراهيم الخليل(عليه السلام) إلى محمد(ص) .
الإقبال: تحت عنوان: ومن الدعوات كل يوم من رجب (فصل فيما نذكره من الدعوات في أول يوم من رجب).
وروى الشيخ المفيد(قدس سره) مرسلا، أن داود بن علي بن عبد الله بن عباس، قتل المعلى بن خنيس مولى جعفر بن محمد(عليه السلام) وأخذ ماله، فدخل عليه جعفر(عليه السلام)، وهو يجر رداءه وقال له: قتلت مولاي وأخذت مالي، أ ما علمت أن الرجل ينام على الثكل، ولا ينام على الحرب، أما والله لأدعون الله عليك، فقال له داود: أ تهددنا بدعائك؟ كالمستهزئ بقوله، فرجع أبو عبد الله(عليه السلام) إلى داره، فلم يزل ليله كله قائما وقاعدا، حتى إذا كان السحر سمع وهو يقول في مناجاته: يا ذا القوة القوية، ويا ذا المحال الشديد، ويا ذا العزة التي كل خلقك لها ذليل، اكفني هذه الطاغية، وانتقم لي منه، فما كان إلا ساعة حتى ارتفعت الأصوات بالصياح، وقيل: قد مات داود بن علي الساعة.
الإرشاد: باب ذكر الإمام القائم بعد أبي جعفر محمد بن علي(عليه السلام)، في فضائله ومناقبه.
و أما الروايات الذامة فهي كما تلي: الكشي (٢٤١): «إبراهيم بن محمد بن العباس الختلي، قال: حدثني أحمد بن إدريس القمي المعلم، قال: حدثني محمد بن أحمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن موسى بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم، عن حفص الأبيض التمار، قال: دخلت على أبي عبد الله(عليه السلام) أيام صلب المعلى بن خنيس ((رحمه الله) )، فقال لي: يا حفص إني أمرت المعلى فخالفني فابتلي بالحديد، إني نظرت إليه يوما وهو كئيب حزين، فقلت: يا معلى كأنك ذكرت أهلك وعيالك؟، قال: أجل.
قلت ادن مني، فدنا مني فمسحت وجهه، فقلت: أين تراك، فقال: أراني في أهل بيتي وهو ذا زوجتي، وهذا ولدي.
قال: فتركته حتى تملى منهم واستترت منهم، حتى نال ما ينال الرجل من أهله، ثم قلت: ادن مني فدنا مني، فمسحت وجهه فقلت: أين تراك؟ فقال: أراني معك في المدينة، قال: قلت: يا معلى إن لنا حديثا من حفظه علينا حفظ الله عليه دينه ودنياه، يا معلى لا تكونوا أسراء في أيدي الناس بحديثنا، إن شاءوا منوا عليكم، وإن شاءوا قتلوكم، يا معلى إنه من كتم الصعب من حديثنا جعله الله نورا بين عينيه وزوده القوة في الناس، ومن أذاع الصعب من حديثنا لم يمت حتى يعضه السلاح، أو يموت بخبل، يا معلى أنت مقتول فاستعد».
أقول: ورواها الصفار، عن محمد بن الحسين [الحسن، عن موسى بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم، عن حفص الأبيض التمار بأدنى اختلاف.
بصائر الدرجات: الجزء ٨، باب في الأئمة أنهم يسيرون في الأرض من شاءوا من أصحابهم ١٣، الحديث ٢.
ورواها المفيد في الإختصاص بهذا السند بعينه، في غرائب أحوال الأئمةو أفعالهم(عليهم السلام)، إخبار الصادق(عليه السلام) بقتل معلى بن خنيس.
وهذه الرواية وإن كانت مشتملة على ذم المعلى بمخالفته الإمام(عليه السلام) وإذاعته السر، إلا أنها ضعيفة بجميع رواتها بعد محمد بن الحسين، فلا يعتمد عليها.
«أبو علي أحمد بن علي السلولي المعروف بشقران، قال: حدثنا الحسين بن عبيد الله القمي، عن محمد بن أورمة، عن يعقوب بن يزيد، عن سيف بن عميرة، عن المفضل بن عمر الجعفي، قال: دخلت على أبي عبد الله(عليه السلام) يوم صلب فيه المعلى، فقلت يا ابن رسول الله أ لا ترى هذا الخطب الجليل، الذي نزل بالشيعة في هذا اليوم؟ قال: ما هو؟ قال: قلت: قتل المعلى بن خنيس، قال: رحم الله المعلى، قد كنت أتوقع ذلك، لأنه أذاع سرنا، وليس الناصب لنا حربا بأعظم موبقة علينا من المذيع علينا سرنا، فمن أذاع سرنا إلى غير أهله لم يفارق الدنيا حتى يعضه السلاح، أو يموت بخبل».
أقول: هذه الرواية أيضا ضعيفة بأحمد بن علي، والحسين بن عبيد الله، ومحمد بن أورمة، والمفضل بن عمر.
وقال الكشي في ترجمة عبد الله بن أبي يعفور (١٢٥): «محمد بن الحسن البراثي وعثمان، قالا: حدثنا محمد بن يزداد، عن محمد بن الحسين، عن الحجال، عن أبي مالك الحضرمي، عن أبي العباس البقباق، قال: تذاكر ابن أبي يعفور، ومعلى بن خنيس، فقال ابن أبي يعفور: الأوصياء علماء، أبرار، أتقياء، وقال ابن خنيس: الأوصياء أنبياء، قال: فدخلا على أبي عبد الله(عليه السلام)، قال: فلما استقر مجلسهما، قال: فبدأهما أبو عبد الله(عليه السلام)، فقال: يا عبد الله أبرأ ممن قال إنا أنبياء».
أقول: هذه الرواية صحيحة، إلا أنها لا تدل إلا على خطإ معلى بن خنيس باعتقاده أولا، ولا بد وأنه رجع عن قوله ببراءة أبي عبد الله(عليه السلام) ممن قال إنهم أنبياء.
«حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسى، ومحمد بن مسعود، قال: حدثنا محمد بن نصير، قال: حدثنا محمد بن عيسى، عن سعد بن جناح، عن عدة من أصحابنا، وقال العبيدي: حدثني به أيضا عن ابن أبي عمير، أن ابن أبي يعفور ومعلى بن خنيس كانا بالنيل على عهد أبي عبد الله(عليه السلام)، فاختلفا في ذبائح اليهود، فأكل معلى ولم يأكل ابن أبي يعفور، فلما صارا إلى أبي عبد الله(عليه السلام) أخبراه، فرضي بفعل ابن أبي يعفور، وخطأ المعلى في أكله إياه».
أقول: هذه الرواية أيضا صحيحة لكنها لا تدل إلا على خطإ المعلى في رأيه، ولا بد وأنه رجع عن أمره بتخطئة أبي عبد الله(عليه السلام) إياه.
وروى الشيخ النعماني، عن الحسن، عن حفص، عن نسيب [من نسيب فرعان قال: دخلت علي أبي عبد الله(عليه السلام) أيام قتل المعلى بن خنيس مولاه، فقال لي: يا حفص، حدثت المعلى بأشياء فأذاعها فابتلي بالحديد، إني قلت له إن لنا حديثا من حفظه علينا حفظه الله، وحفظ عليه دينه ودنياه، ومن أذاعه علينا سلبه الله دينه ودنياه، يا معلى إنه من كتم الصعب من حديثنا جعله الله نورا بين عينيه، ورزقه العز في الناس، ومن أذاع الصغير من حديثنا لم يمت حتى يعضه السلاح، أو يموت متحيرا.
الغيبة: باب ١، ما روي في صون سر آل محمد(عليه السلام)، الحديث ٨.
أقول: هذه الرواية ضعيفة، لجهالة الواسطة بين النعماني وبين الحسن، وفي نسخة أنه عبد الواحد، والحسن مجهول، وحفص مهمل.
هذا والذي تحصل لنا مما تقدم أن الرجل جليل القدر ومن خالصي شيعة أبي عبد الله(عليه السلام)، فإن الروايات في مدحه متضافرة، على أن جملة منها صحاح كما مر، وفيها التصريح بأنه كان من أهل الجنة قتله داود بن علي، ويظهر من ذلك أنه كان خيرا في نفسه، ومستحقا لدخول الجنة، ولو أن داود بن علي لم يقتله.
نعم،لا مضايقة في أن تكون له درجة لا ينالها إلا بالقتل، كما صرح به في بعض ما تقدم من الروايات، ومقتضى ذلك أنه كان رجلا صدوقا، إذ كيف يمكن أن يكون الكذاب مستحقا للجنة، ويكون موردا لعناية الصادق(عليه السلام) .
ويؤكد ذلك شهادة الشيخ بأنه كان من السفراء الممدوحين، وأنه مضى على منهاج الصادق(عليه السلام) .
ومع ذلك كله لا يعتنى بتضعيف النجاشي، وإن كان هو خريت هذه الصناعة، ولعل منشأ تضعيفه(قدس الله نفسه) هو ما اشتهر من نسبة الغلو إليه، وقد نسب ذلك إليه الغلاة، وعلماء العامة الذين يريدون الازدراء بأصحاب أبي عبد الله(عليه السلام)، والله العالم.
وأما ما تقدم من ابن الغضائري من تضعيفه، ومن نسبة أنه كان مغيريا، ثم دعا إلى محمد بن عبد الله فلا يعتنى به، لعدم ثبوت نسبة الكتاب إليه، كما تقدم غير مرة.
وكيف كان، فطريق الصدوق(قدس سره) إليه: أبوه- (رحمه الله) -، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن حماد بن عيسى، عن المسمعي، عن معلى بن خنيس، ثم قال: «و هو مولى الصادق(عليه السلام)، كوفي، بزاز، قتله داود بن علي».
والطريق ضعيف بالمسمعي، فإنه ضعيف، ولا أقل من أنه مشترك بين الضعيف وغيره، إلا أن طريق الشيخ إليه صحيح، وقد غفل الأردبيلي فلم يذكر طريق الشيخ إليه.