اخترنا لكم : الذهبي

هو محمد بن أحمد بن عثمان الدمشقي، له مصنفات كثيرة، منها كتاب ميزان الاعتدال في الرجال.

المغيرة بن سعيد

معجم رجال الحدیث 19 : 300
T T T
قال الكشي (١٠٣) المغيرة بن سعيد: «حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي يحيى زكريا بن يحيى الواسطي، وحدثنا محمد بن عيسى بن عبيد، عن أخيه جعفر بن عيسى، وأبو يحيى الواسطي، قال: قال أبو الحسن الرضا(عليه السلام) : كان المغيرة بن سعيد يكذب على أبي جعفر(عليه السلام) فأذاقه الله حر الحديد.
سعد، قال: حدثنا محمد بن الحسن، والحسن بن موسى، قالا: حدثنا صفوان بن يحيى، وابن مسكان، عمن حدثه من أصحابنا، عن أبي عبد الله(عليه السلام)، قال: سمعته يقول: لعن الله المغيرة بن سعيد، إنه كان يكذب على أبي، فأذاقه الله حر الحديد، لعن الله من قال فينا ما لا نقوله في أنفسنا، ولعن الله من أزالنا عن العبودية لله الذي خلقنا، وإليه مآبنا ومعادنا، وبيده نواصينا.
حدثني محمد بن قولويه، والحسين بن الحسن بن بندار القمي، قالا: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثني محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمن، أن بعض أصحابنا سأله وأنا حاضر، فقال له: يا أبا محمد ما أشدك في الحديث وأكثر إنكارك لما يرويه أصحابنا، فما الذي يحملك على رد الأحاديث، فقال: حدثني هشام بن الحكم أنه سمع أبا عبد الله(عليه السلام) يقول: لا تقبلوا علينا حديثا إلا ما وافق القرآن والسنة، أو تجدون معه شاهدا من أحاديثنا المتقدمة، فإن المغيرة بن سعيد لعنه الله دس في كتب أصحاب أبي أحاديث لم يحدث بها أبي، فاتقوا الله ولا تقبلوا علينا ما خالف قول ربنا تعالى وسنة نبينا محمد(ص)، فإنا إذا حدثنا قلنا: قال الله عز وجل وقال رسول الله(ص) .
قال يونس: وافيت العراق، فوجدت بها قطعة من أصحاب أبي جعفر(عليه السلام)، ووجدت أصحاب أبي عبد الله(عليه السلام) متوافرين، فسمعت منهم وأخذت كتبهم فعرضتها من بعد على أبي الحسن الرضا(عليه السلام)، فأنكر منها أحاديث كثيرة أن يكون من أحاديث أبي عبد الله(عليه السلام)، وقال لي: إن أبا الخطاب كذب على أبي عبد الله(عليه السلام)، لعن الله أبا الخطاب، وكذلك أصحاب أبي الخطاب يدسون هذه الأحاديث إلى يومنا هذا في كتب أصحاب أبي عبد الله(عليه السلام)، فلا تقبلوا علينا خلاف القرآن، فإنا إن حدثنا، حدثنا بموافقة القرآن وموافقة السنة، إنا عن الله وعن رسوله نحدث ولا نقول قال فلان وفلان، فيتناقض كلامنا، إن كلام آخرنا مثل كلام أولنا، وكلام أولنا مصدق لكلام آخرنا، وإذا أتاكم من يحدثكم بخلاف ذلك فردوه عليه، وقولوا أنت أعلم وما جئت به، فإن مع كل قول منا حقيقة وعليه نورا، فما لا حقيقة معه ولا نور عليه فذلك قول الشيطان.
وعنه، عن يونس، عن هشام بن الحكم أنه سمع أبا عبد الله(عليه السلام) يقول: كان المغيرة بن سعيد يتعمد الكذب على أبي، ويأخذ كتب أصحابه، وكان أصحابه المستترون بأصحاب أبي يأخذون الكتب من أصحاب أبي، فيدفعونها إلى المغيرة، فكان يدس فيها الكفر والزندقة، ويسندها إلى أبي ثم يدفعها إلى أصحابه، فيأمرهم أن يبثوها في الشيعة، فكلما كان في كتب أصحاب أبي من الغلو فذاك مما دسه المغيرة بن سعيد في كتبهم.
وبهذا الإسناد عن الحسن بن موسى الخشاب، عن علي بن الحسان، عن عمه عبد الرحمن بن كثير، قال: قال أبو عبد الله(عليه السلام) يوما لأصحابه: لعن الله المغيرة بن سعيد، ولعن الله يهودية كان يختلف إليها، يتعلم منها السحر والشعبذة والمخاريق، إن المغيرة كذب على أبي فسلبه الله الإيمان، وإن قوما كذبوا علي، ما لهم أذاقهم الله حر الحديد، فو الله ما نحن إلا عبيد الذي خلقنا واصطفانا، ما نقدر على ضر ولا نفع، إن رحمنا فبرحمته وإن عذبنا فبذنوبنا، والله ما لنا على الله من حجة، ولا معنا من الله براءة، وإنا لميتون ومقبورون ومنشرون ومبعوثون، وموقوفون ومسئولون، ويلهم ما لهم لعنهم الله، لقد آذوا الله وآذوا رسوله(ص) في قبره، وأمير المؤمنين(عليه السلام)، وفاطمة(عليها السلام)، والحسن(عليه السلام)، والحسين(عليه السلام)، وعلي بن الحسين(عليه السلام)، ومحمد بن علي(عليه السلام)، وها أنا ذا بين أظهركم لحم رسول الله(ص)، وجلد رسول الله(ص)، أبيت على فراشي خائفا وجلا مرعوبا، يأمنون وأفزع، وينامون على فرشهم وأنا خائف ساهر وجل، أتقلقل بين الجبال والبراري، أبرأ إلى الله مما قال في الأجدع البراد، عبد بني أسد أبو الخطاب لعنه الله، والله لو ابتلوا بنا وأمرناهم بذلك لكان الواجب ألا يقبلوه، فكيف وهم يروني خائفا وجلا؟ أستعدي الله عليهم وأتبرأ إلى الله منهم، أشهدكم أني امرؤ ولدني رسول الله(ص)، وما معي براءة من الله، إن أطعته رحمني، وإن عصيته عذبني عذابا شديدا، أو أشد عذابه.
محمد بن الحسن، عن عثمان بن حامد، قال: حدثنا محمد بن يزداد، عن محمد بن الحسين، عن المزخرف، عن حبيب الخثعمي، عن أبي عبد الله(عليه السلام)، قال: كان للحسن(عليه السلام) كذاب يكذب عليه ولم يسمه، وكان للحسين(عليه السلام) كذاب يكذب عليه ولم يسمه، وكان المختار يكذب على علي بن الحسين(عليه السلام)، وكان المغيرة بن سعيد يكذب على أبي.
حمدويه قال: حدثني محمد بن عيسى، قال: حدثني علي بن النعمان، عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي عبد الله(عليه السلام)، قال: سألته عن المغيرة، وهو بالبقيع ومعه رجل ممن يقول إن الأرواح تتناسخ، فكرهت أن أسأله وكرهت أن أمشي فيتعلق بي، فرجعت إلى أبي ولم أمض فقال: يا بني لقد أسرعت، فقلت: يا أبت إني رأيت المغيرة مع فلان، فقال أبي: لعن الله المغيرة، قد حلفت أن لا يدخل علي أبدا، وذكرت أن رجلا من أصحابه تكلم عندي ببعض الكلام، فقال هو: أشهد الله أن الذي حدثك لمن الكاذبين، وأشهد الله أن المغيرة عند الله لمن المدحضين، ثم ذكر صاحبهم الذي بالمدينة، فقال: والله ما رآه أبي، وقال: والله ما صاحبكم بمهدي ولا بمهتد، وذكرت لهم أن فيهم غلمانا أحداثا لو سمعوا كلامك لرجوت أن يرجعوا، قال: ثم قال: ألا يأتوني فأخبرهم.
حمدويه، قال: حدثنا أيوب، قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن أبي خالد القماط، عن سلمان الكناني، قال: قال لي أبو جعفر(عليه السلام) : هل تدري ما مثل المغيرة؟ قال: قلت لا، قال: مثله مثل بلعم بن باعوراء، قلت: ومن بلعم، قال: الذي قال الله عز وجل: (الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ) .
حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثنا ابن المغيرة، قال: حدثنا الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن حريز، عن زرارة، قال: قال- يعني أبا عبد الله ع-: إن أهل الكوفة قد نزل فيهم كذاب، أما المغيرة فإنه يكذب على أبي- يعني أبا جعفر ع- قال: حدثه أن نساء آل محمد إذا حضن قضين الصلاة، وكذب والله، عليه لعنة الله، ما كان من ذلك شيء ولا حدثه.
وأما أبو الخطاب فكذب علي وقال: إني أمرته أن لا يصلي هو وأصحابه المغرب حتى يروا كوكب كذا، فقال له القنداني: والله إن ذلك لكوكب ما أعرفه.
قال الكشي: وكتب إلى محمد بن أحمد بن شاذان، قال: حدثنا الفضل، قال: حدثني أبي، عن علي بن إسحاق القمي، عن يونس بن عبد الرحمن، عن محمد بن الصباح، عن أبي عبد الله(عليه السلام)، قال: لا يدخل المغيرة، وأبو الخطاب الجنة، إلا بعد ركضات في النار».
وقال في ترجمة محمد بن أبي زينب ١٣٥: «سعد، قال: حدثنا محمد بن الحسين، والحسن بن موسى، قال: حدثنا صفوان بن يحيى، عن ابن مسكان، عمن حدثه من أصحابنا، عن أبي عبد الله(عليه السلام)، قال: سمعته يقول: لعن الله المغيرة بن سعيد، إنه كان يكذب على أبي، فأذاقه الله حر الحديد، لعن الله من قال فينا ما لا نقوله في أنفسنا، ولعن الله من أزالنا عن العبودية لله الذي خلقنا، وإليه مآبنا ومعادنا، وبيده نواصينا».
و تقدم هناك غير هذه من الروايات الدالة على لعنه وذمه، كما تقدم في ترجمة جابر بن يزيد الجعفي، وفي ترجمة محمد بن بشير ما يدل على خبثه وزندقته.
وروى الشيخ بإسناده عن أبي هلال، قال: سألت أبا عبد الله(عليه السلام) أ ينقض الرعاف والقيء ونتف الإبط الوضوء؟ فقال: وما تصنع بهذا؟ فهذا قول المغيرة بن سعيد، لعن الله المغيرة.
التهذيب: الجزء ١، باب الأحداث الموجبة للطهارة، الحديث (١٠٢٦).