اخترنا لكم : علي بن إسماعيل الدغشي

روى عن رجل من أهل الشام، عن عبد الله بن أبان الزيات، وروى عنه صفوان. التهذيب: الجزء ٧، باب فيما يحرم من النكاح من الرضاع، الحديث ١٣٤١، والإستبصار: الجزء ٣، باب أن اللبن للفحل، الحديث ٧٣٠.

إسماعيل بن جعفر بن محمد

معجم رجال الحدیث 4 : 41
T T T
إسماعيل بن أبي عبد الله (ع).
ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(عليه السلام)، الهاشمي المدني، من أصحاب الصادق(عليه السلام)، رجال الشيخ (٨١).
و قال الكشي في ترجمة عبد الله بن شريك (٩٧): «عبد الله بن محمد، قال: حدثني الحسن بن علي الوشاء، عن أحمد بن عائذ، عن أبي خديجة الجمال، قال: سمعت أبا عبد الله(عليه السلام)، يقول: إني سألت الله في إسماعيل أن يبقيه بعدي، فأبى، ولكنه قد أعطاني فيه منزلة أخرى، أنه يكون أول منشور، في عشرة من أصحابه، ومنهم عبد الله بن شريك، وهو صاحب لوائه».
و هذه الرواية ظاهرة الدلالة على مدح إسماعيل، والسند صحيح، وقد يتخيل: أن عبد الله بن محمد المبدوء به السند مجهول، إلا أن الظاهر أنه عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي الثقة، بقرينة روايته عن الوشاء في غير مورد.
فقد روى الكشي، عن محمد بن مسعود، عن عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي، عن الحسن بن علي الوشاء، في اثني عشر موضعا.
وروى عنه عن عبد الله بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء في خمسة مواضع.
وبذلك يظهر: أن عبد الله بن محمد في صدر السند، هو ابن خالد الطيالسي، روى عنه الكشي، بواسطة محمد بن مسعود كثيرا، وبلا واسطة هنا.
وفي ترجمة الفضيل بن يسار (٨٩).
ثم إنه قد يتوهم استفادة ذم إسماعيل، من عدة روايات: منهاقولهع، في رواية صفوان المتقدمة عن الكشي، في إبراهيم بن أبي سمال (٣٤٣- ٣٤٤)، ما كانوا مجتمعين عليه (أبي الحسن ع) كيف يكونون مجتمعين عليه، وكان مشيختكم، وكبراؤكم، يقولون في إسماعيل، وهم يرونه يشرب (كذا وكذا) فيقولون هو أجود.
الحديث؟
أقول: هذه الرواية وإن كانت ظاهرة الدلالة على ذم إسماعيل، إلا أن في سندها محمد بن نصير، وهو ضعيف، فإنه غير محمد بن نصير الثقة، الذي هو من مشايخ الكشي، كما هو ظاهر.
ومنها:قوله(عليه السلام) في رواية عنبسة العابد الآتية، في ترجمة بسام بن عبد الله الصيرفي (١٢١): أ فعلتها يا فاسق؟ أبشر بالنار، بتوهم أن الخطاب متوجه إلى إسماعيل بن جعفر(عليه السلام)،و الجواب: أن الخطاب متوجه إلى جعفر (المنصور) بتنزيله منزلة الحاضر، كما يظهر بأدنى تأمل، على أن السند ضعيف، ولا أقل من جهة محمد بن نصير.
و منها: ما رواه الكشي، في ترجمة عبد الرحمن بن سيابة (٢٥٣) عن أحمد بن منصور، عن أحمد بن الفضل الخزاعي، عن محمد بن زياد، عن علي بن عطية صاحب الطعام، قال: كتب عبد الرحمن بن سيابة، إلى أبي عبد الله(عليه السلام)، قد كنت أحذرك إسماعيل.
جانيك من يجني عليك وقد* * * يعدي الصحاح مبارك الجرب
فكتب إليه أبو عبد الله(عليه السلام) قول الله أصدق: (وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى)* والله ما علمت ولا أمرت ولا رضيت.
أقول: لم يظهر أن إسماعيل المذكور في الرواية، هو إسماعيل بن جعفرع، وعلى تقدير التسليم، فالرواية ضعيفة بأحمد بن منصور، وبأحمد بن الفضل.
ومنها ما يأتي، في ترجمة الفيض بن المختار، من روايته عن الصادق(عليه السلام) : ما يدل على عدم لياقة إسماعيل للإمامة، وأنه لم يكن يلتزم بما يأمره الإمام(عليه السلام)، والجواب: أن الرواية ضعيفة بأبي نجيح، فإنه مجهول.
ومنها: ما رواه الصدوق في كمال الدين عند تعرضه للجواب عن قول الزيدية: «إن الرواية التي دلت على أن الأئمة اثنا عشر قول أحدثه الإمامية!».
عن محمد بن موسى بن المتوكل- رضي الله عنه- قال: «حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن الحسن بن راشد، قال سألت أبا عبد الله(عليه السلام)، عن إسماعيل، فقال(عليه السلام) : عاص، عاص، لا يشبهني، ولا يشبه أحدا من آبائي»، والجواب أن الحسن بن راشد سأل الإمام(عليه السلام)، عن إسماعيل، من جهة لياقته للإمامة، على ما هو المرتكز في أذهان العامة من الشيعة، فأجابه الإمام(عليه السلام)، بأنه لا يشبهه، ولا يشبه آباءه في العصمة، فإنه تصدر منه المعصية غير مرة وهذا لا ينافي جلالته، فإن العادل التقي أيضا قد تصدر منه المعصية، ولو كانت صغيرة، لكنه يتذكر فيتوب.
ومن ذلك يظهر الجواب، عما رواه الصدوق أيضا،عن الحسن بن أحمد بن إدريس- رضي الله عنه- قال: «حدثنا أبي، عن محمد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد البرقي، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن حماد، عن عبدة بن زرارة، قال: ذكرت إسماعيل عند أبي عبد الله(عليه السلام)، فقال(عليه السلام) : والله لا يشبهني ولا يشبه أحدا من آبائي»على أنها ضعيفة بالحسن بن أحمد.
والمتحصل: أن إسماعيل بن جعفر، جليل، وكان مورد عطف الإمام(عليه السلام)، على ما نطقت به صحيحة أبي خديجة الجمال.
و يؤكد ذلك: ما ورد عن الصادق(عليه السلام)، من تقبيله إسماعيل، بعد موته مرارا.
فقد روى الصدوق، أيضا عن أبيه- رضي الله عنه- قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن سعيد، عن فضالة بن أيوب، والحسن بن علي بن فضال، عن يونس بن يعقوب، عن سعيد بن عبد الله الأعرج، قال: قال أبو عبد الله(عليه السلام) : لما مات إسماعيل، أمرت به، وهو مسجى، أن يكشف عن وجهه، فقبلت جبهته وذقنه ونحره، ثم أمرت به فغطي ثم قلت: اكشفوا عنه، فقبلت أيضا جبهته وذقنه ونحره، ثم أمرتهم فغطوه، ثم أمرت به فغسل، ثم دخلت عليه وقد كفن، فقلت: اكشفوا عن وجهه، فقبلت جبهته وذقنه ونحره، وعوذته، ثم قلت: أدرجوه، فقلت بأي شيء عوذته؟ قال(عليه السلام) : بالقرآن.