اخترنا لكم : أبو الفتوح بن علي الرازي

تقدم بعنوان الحسين بن علي بن محمد الخزاعي.

إسماعيل بن محمد

معجم رجال الحدیث 4 : 91
T T T
الحميري: قال الكشي (١٣٣): «السيد بن محمد الحميري.
حدثني نصر بن الصباح، قال: حدثنا إسحاق بن محمد البصري، قال: حدثني علي بن إسماعيل، قال: أخبرني فضيل الرسان، قال: دخلت على أبي عبد الله (ع)، بعد ما قتل زيد بن علي(عليه السلام)، فأدخلت بيتا جوف بيت، فقال لي يا فضيل، قتل عمي زيد بن علي؟ قلت: نعم جعلت فداك، قال: (رحمه الله) أما إنه كان مؤمنا، وكان عارفا، وكان عالما، وكان صدوقا،أما إنه لو ظفر لوفى، أما إنه لو ملك لعرف كيف يضعها.
قلت: يا سيدي أ لا أنشدك شعرا؟ قال: أمهل، ثم أمر بستور، فسدلت، وبأبواب ففتحت، ثم قال: أنشد، فأنشدته:
لأم عمرو باللوى مربع* * * طامسة أعلامها بلقع
لما وقفت العيس في رسمه* * * والعين من عرفانه تدمع
ذكرت من قد كنت أهوى به* * * فبت والقلب شج موجع
عجبت من قوم أتوا أحمدا* * * بخطة ليس لها مدفع
قالوا له: لو شئت أخبرتنا* * * إلى من الغاية والمفزع
إذا توليت وفارقتنا* * * ومنهم في الملك من يطمع
فقال: لو أخبرتكم مفزعا* * * ما ذا عسيتم فيه أن تصنعوا؟!
صنيع أهل العجل إذ فارقوا* * * هارون؟! فالترك له أودع
فالناس يوم البعث راياتهم* * * خمس، فمنها هالك أربع
قائدها العجل، وفرعونها،* * * وسامري الأمة المفضع
و مخدع عن دينه مارق* * * أجدع عبد لكع أوكع
و راية قائدها حيدر،* * * كأنه الشمس إذا تطلع
قال: فسمعت نحيبا من وراء الستر، وقال: من قال هذا الشعر؟ قلت: السيد بن محمد الحميري، فقال: (رحمه الله)، قلت: إني رأيته يشرب النبيذ، فقال: (رحمه الله)، قلت: إني رأيته يشرب نبيذ الرستاق، قال: تعني الخمر؟ قلت: نعم، قال: (رحمه الله)، وما ذلك عزيز على الله أن يغفر لمحب علي.
حدثني أبو سعيد محمد بن رشيد الهروي، قال: حدثني السيد، وسماه وذكر أنه خير، قال: سألته عن الخبر الذي يروى أن السيد اسود وجهه عند موته، فقال: ذلك الشعر الذي يروى له في ذلك ما حدثني أبو الحسين بن أيوب المروزي، قال: روي أن السيد بن محمد الشاعر اسود وجهه عند الموت فقال:هكذا يفعل بأوليائكم يا أمير المؤمنين؟ قال: فابيض وجهه كأنه القمر ليلة البدر، فأنشأ يقول:
أحب الذي من مات من أهل وده* * * تلقاه بالبشرى لدى الموت يضحك
و من مات يهوى غيره من عدوه* * * فليس له إلا إلى النار مسلك
أبا حسن تفديك نفسي وأسرتي* * * ومالي وما أصبحت في الأرض أملك
أبا حسن إني بفضلك عارف* * * وإني بحبل من هواك لممسك
و أنت وصي المصطفى، وابن عمه* * * فإنا نعادي مبغضيك ونترك
مواليك ناج مؤمن بين الهدى* * * وقاليك معروف الضلالة مشرك
و لاح لحاني في علي وحزبه* * * فقلت لحاك الله إنك أعفك
و حدثني نصر بن الصباح، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن عبد الله بن بكير، عن محمد بن النعمان، قال: دخلت على السيد ابن محمد وهو لما به قد اسود وجهه وازرقت عيناه وعطش كبده (و سلب الكلام) وهو يومئذ يقول بمحمد ابن الحنفية وهو من حشمه، وكان ممن يشرب المسكر، فجئت وكان قد قدم أبو عبد الله(عليه السلام) الكوفة لأنه كان انصرف من عند أبي جعفر المنصور، فدخلت على أبي عبد الله(عليه السلام) فقلت: جعلت فداك إني فارقت السيد ابن محمد الحميري وهو لما به قد اسود وجهه وازرقت عيناه، وعطش كبده، وسلب الكلام، فإنه كان يشرب المسكر، فقال أبو عبد الله (ع): أسرجوا حماري، فأسرج له فركب ومضى ومضيت معه حتى دخلنا على السيد وإن جماعة محدقون به، فجلس أبو عبد الله (ع) عند رأسه وقال: يا سيد، ففتح عينه ينظر إلى أبي عبد الله(عليه السلام) ولا يمكنه الكلام وقد اسود وجهه فجعل يبكي، وعينه إلى أبي عبد الله(عليه السلام) ولا يمكنه الكلام وإنا لنتبين فيه أنه يريد الكلام ولا يمكنه، فرأينا أبا عبد الله(عليه السلام) حرك شفتيه فنطق السيد فقال: جعلني الله فداك أ بأوليائك يفعل هذافقال أبو عبد الله(عليه السلام) : يا سيد قل بالحق يكشف الله ما بك ويرحمك ويدخلك جنته التي وعد أولياءه.
فقال في ذلك:
تجعفرت باسم الله والله أكبر* * * وأيقنت أن الله يعفو ويغفر
فلم يبرح أبو عبد الله(عليه السلام) حتى قعد السيد على استه.
و روي أن أبا عبد الله(عليه السلام)، لقي السيد بن محمد الحميري فقال: سمتك أمك سيدا ووفقت في ذلك وأنت سيد الشعراء، ثم أنشد السيد في ذلك:
و لقد عجبت لقائل لي مرة* * * علامة فهم من الفقهاء
سماك قومك سيدا صدقوا به* * * أنت الموفق سيد الشعراء
ما أنت حين تخص آل محمد* * * بالمدح منك وشاعر بسواء
مدح الملوك ذوي الغنى لعطائهم* * * والمدح منك لهم بغير عطاء
فابشر فإنك فائز في حبهم* * * لو قد وردت عليهم بجزاء
ما يعدل الدنيا جميعا كلها* * * من حوض أحمد شربة من ماء»
و قال في ترجمة يونس بن عبد الرحمن (٣٥١): «وجدت بخط محمد بن شاذان بن نعيم في كتابه: سمعت أبا محمد القماص الحسن بن علوية الثقة يقول: سمعت الفضل بن شاذان يقول: حج يونس بن عبد الرحمن أربعا وخمسين حجة واعتمر أربعا وخمسين عمرة وألف ألف جلد ردا على المخالفين، ويقال انتهى علم الأئمة(عليهم السلام) إلى أربعة نفر، أولهم سلمان الفارسي، والثاني جابر، والثالث السيد، والرابع يونس بن عبد الرحمن».
وقال ابن شهرآشوب في المعالم، في فصل الشعراء المجاهرين: «السيد أبو هاشم، إسماعيل بن محمد بن مزيد بن محمد بن وداع بن مفرغ الحميري: من أصحاب الصادق(عليه السلام)، ولقي الكاظم(عليه السلام)، وكان في بدء الأمر خارجيا، ثمكيسانيا، ثم إماميا» (انتهى).
وقال العلامة في الخلاصة، في القسم الأول، الباب ٢، من فصل الهمزة (٢٢): «إسماعيل بن محمد الحميري، ثقة، جليل القدر، عظيم الشأن والمنزلة، (رحمه الله) تعالى».
وذكره ابن داود، في الممدوحين (١٩٣).
وقال في الوجيزة: «إنه ممدوح».
وعده الشيخ في رجاله، من أصحاب الصادق(عليه السلام) (١٠٨) وقال: «إسماعيل بن محمد الحميري، السيد الشاعر، يكنى أبا عامر».
وقال في الفهرست (٣٥٢): «السيد ابن محمد أخباره تأليف الصولي، أخبرنا بها ابن عبدون، عن أبي بكر الدوري، عن الصولي».
وطريقه إليه صحيح.
أقول: تقدم عن النجاشي في أحمد بن عبد الواحد: أن أخبار السيد ابن محمد تأليفه، كما تقدم عنه في إسحاق بن محمد بن أبان أن له كتاب أخبار السيد، ويأتي في عبد العزيز بن يحيى بن أحمد أيضا، أن له كتاب أخبار السيد ابن محمد.
أقول: لو اعتمدنا على توثيق المتأخرين، ومدحهم، فلا إشكال في الحكم بحسنه، بل بوثاقته، لما عرفت، إلا أنا لا نعتمد على ذلك للقطع بأنه اجتهاد منهم، وغير مبتن على الحس، فلا حجية فيه، وأما ما رواه الكشي من الروايات، فهي ضعيفة السند، إلا أنه لا ريب في أن الرجل كان متجاهرا بولاء أهل البيت(عليهم السلام) ونشر فضائلهم ومثالب أعدائهم.