اخترنا لكم : محمد بن أرومة

يأتي في محمد بن أورمة.

جابر بن يزيد

معجم رجال الحدیث 4 : 337
T T T
قال النجاشي: «جابر بن يزيد أبو عبد الله، وقيل: أبو محمد الجعفي، عربي، قديم، نسبه: ابن الحارث بن عبد يغوث بن كعب بن الحارث بن معاويةبن وائل بن مرار بن جعفي، لقي أبا جعفر(عليه السلام) وأبا عبد الله(عليه السلام)، ومات في أيامه، سنة ثمان وعشرين ومائة، روى عنه جماعة غمز فيهم، وضعفوا منهم: عمرو بن شمر، ومفضل بن صالح، ومنخل بن جميل، ويوسف بن يعقوب، وكان في نفسه مختلطا، وكان شيخنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان (رحمه الله)، ينشدنا أشعارا كثيرة في معناه، يدل علي الاختلاط، ليس هذا موضعا لذكرها، وقل ما يورد عنه شيء في الحلال والحرام.
له كتب منها: التفسير، أخبرناه أحمد بن محمد بن هارون قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن خاقان النهدي، قال: حدثنا محمد بن علي أبو سمينة الصيرفي، قال: حدثنا ربيع بن زكريا الوراق، عن عبد الله بن محمد، عن جابر، به، وهذا عبد الله بن محمد يقال له الجعفي ضعيف، وروى هذه النسخة أحمد بن محمد بن سعيد، عن جعفر بن عبد الله المحمدي، عن يحيى بن جندب [حبيب الذراع، عن عمرو بن شمر، عن جابر، وله كتاب النوادر، أخبرنا أحمد بن محمد الجندي، قال: حدثنا محمد بن همام، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك، قال: حدثنا القاسم بن الربيع الصحاف، قال: حدثنا محمد بن سنان، عن عمار بن مروان، عن المنخل بن جميل، عن جابر، به، وله كتاب الفضائل، أخبرنا أحمد بن محمد بن هارون، عن أحمد بن محمد بن سعيد، عن محمد بن أحمد بن الحسن القطواني، عن عباد بن ثابت، عن عمرو بن شمر، عن جابر، به.
وكتاب الجمل.
وكتاب صفين، وكتاب النهروان، وكتاب مقتل أمير المؤمنين(عليه السلام)، وكتاب مقتل الحسين(عليه السلام)، روى هذه الكتب الحسين بن الحصين العمي، قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم بن معلى، قال: حدثنا محمد بن زكريا الغلابي، وأخبرنا ابن نوح، عن عبد الجبار بن شيران، الساكن نهر جطى، عن محمد بن زكريا الغلابي، عن جعفر بن محمد بن عمار، عن أبيه، عن عمرو بن شمر، عن جابر بهذه الكتب، ويضاف إليه رسالة أبي جعفر إلى أهل البصرة، وغيرها من الأحاديث والكتب،و ذلك موضوع والله أعلم».
وقال الشيخ (١٥٨): «جابر بن يزيد الجعفي، له أصل، أخبرنا به ابن أبي جيد، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن المفضل بن صالح، عنه، ورواه حميد بن زياد، عن إبراهيم بن سليمان، عن جابر، وله كتاب التفسير، أخبرنا به جماعة من أصحابنا، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري، عن أبي علي بن همام، عن جعفر بن محمد بن مالك، ومحمد بن جعفر الرزاز، عن القاسم بن الربيع، عن محمد بن سنان، عن عمار بن مروان، عن منخل بن جميل، عن جابر بن يزيد».
وعده في رجاله في أصحاب الباقر(عليه السلام) (٦)، قائلا: «جابر بن يزيد بن الحارث بن عبد يغوث الجعفي، توفي سنة (١٢٨) على ما ذكر ابن حنبل، وقال يحيى بن معين: مات سنة ١٣٢، وقال القتيبي: هو من الأزد».
وفي أصحاب الصادق(عليه السلام) (٣٠) قائلا: «جابر بن يزيد أبو عبد الله الجعفي، تابعي، أسند عنه، روى عنهما ع».
وعده البرقي في أصحاب الباقر(عليه السلام)، والصادق(عليه السلام) .
وعده المفيد في رسالته العددية، ممن لا مطعن فيهم، ولا طريق لذم واحد منهم.
وعده ابن شهرآشوب من خواص أصحاب الصادق(عليه السلام) المناقب: الجزء ٤، في فصل في تواريخه وأحواله.
وقال العلامة في الخلاصة، في القسم الأول (٢) من الباب (٣)، من فصل الجيم: «قال السيد علي بن أحمد العقيقي العلوي: روي عن أبي عمار بن أبان، عن الحسين بن أبي العلاء، أن الصادق(عليه السلام) ترحم عليه، وقال: إنه كان يصدق علينا.
و قال ابن عقدة: روى أحمد بن محمد بن البراء الصائغ، عن أحمد بن الفضل بن حنان بن سدير، عن زياد بن أبي الحلال: أن الصادق(عليه السلام)، ترحم على جابر، وقال: إنه كان يصدق علينا، ولعن المغيرة، وقال: إنه كان يكذب علينا.
وقال ابن الغضائري: إن جابر بن يزيد الجعفي الكوفي ثقة في نفسه، ولكن جل من روى عنه ضعيف، فممن أكثر عنه من الضعفاء عمرو بن شمر الجعفي، ومفضل بن صالح، والسكوني، ومنخل بن جميل الأسدي».
(انتهى محل الحاجة من كلام العلامة).
روى جابر الجعفي، عن جعفر بن محمد(عليه السلام)، وروى عنه قبيصة.
كامل الزيارات: باب ثواب من زار الحسين(عليه السلام) يوم عاشوراء ٧١، الحديث ١.
وروى جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي جعفر(عليه السلام)، وروى عنه ثابت الحذاء.
تفسير القمي: سورة البقرة، في تفسير قوله تعالى: (وَ إِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ ..).
وقال الكشي (٧٨): «جابر بن يزيد الجعفي:حمدويه، وإبراهيم ابنا نصير قالا: حدثنا محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن زياد بن أبي الحلال، قال: اختلف أصحابنا في أحاديث جابر الجعفي فقلت: أنا أسأل أبا عبد الله(عليه السلام)، فلما دخلت ابتدأني، فقال: رحم الله جابرا الجعفي كان يصدق علينا، لعن الله المغيرة بن سعيد كان يكذب علينا.
حمدويه قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن عبد الحميد بن أبي العلاء، قال: دخلت المسجد حين قتل الوليد، فإذا الناس مجتمعون.
قال: فأتيتهم فإذا جابر الجعفي، عليه عمامة خز حمراء وإذا هو يقول: حدثني وصي الأوصياء، ووارث علم الأنبياء، محمد بن علي(عليه السلام) .
قال: فقال الناسجن جابر، جن جابر».
و ذكر فيه روايات أخر مادحة، إلا أن كلها ضعيفة، وهي كما يلي:«آدم بن محمد البلخي، قال: حدثنا علي بن الحسن بن هارون الدقاق، قال: حدثنا علي بن أحمد، قال: حدثني علي بن سليمان، قال: حدثني الحسن بن علي بن فضال، عن علي بن حسان، عن المفضل بن عمر الجعفي، قال: سألت أبا عبد الله(عليه السلام) عن تفسير جابر؟ فقال: لا تحدث به السفلة فيذيعونه، أ ما تقرأ في كتاب الله عز وجل: (فَإِذا نُقِرَ فِي النّاقُورِ) إن منا إماما مستترا فإذا أراد الله إظهار أمره نكت في قلبه، فظهر، فقام بأمر الله.
جبرئيل بن أحمد، حدثني الشجاعي، عن محمد بن الحسين، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، قال: دخلت على أبي جعفر(عليه السلام) وأنا شاب، فقال: من أنت؟ قلت: من أهل الكوفة، قال: ممن؟ قلت: من جعفي، قال: ما أقدمك إلى المدينة؟ قلت: طلب العلم، قال: ممن؟ قلت: منك، قال: فإذا سألك أحد من أين أنت؟، فقل من أهل المدينة.
قال: قلت أسألك قبل كل شيء عن هذا، أ يحل لي أن أكذب؟، قال: ليس هذا بكذب من كان في مدينة فهو من أهلها حتى يخرج.
قال: ودفع إلي كتابا، وقال لي: إن أنت حدثت به حتى تهلك بنو أمية، فعليك لعنتي ولعنة آبائي، وإذا أنت كتمت منه شيئا بعد هلاك بني أمية فعليك لعنتي ولعنة آبائي.
ثم دفع إلي كتابا آخر، ثم قال: وهاك هذا، فإن حدثت بشيء منه أبدا فعليك لعنتي ولعنة آبائي.
جبرئيل بن أحمد: حدثني محمد بن عيسى، عن عبد الله بن جبلة الكناني، عن ذريح المحاربي، قال: سألت أبا عبد الله(عليه السلام) عن جابر الجعفي وما روى فلم يجبني، وأظنه قال: سألته بجمع فلم يجبني، فسألته الثالثة فقال لي يا ذريح دع ذكر جابر، فإن السفلة إذا سمعوا بأحاديثه شنعوا، أو قال أذاعوا.
جبرئيل بن أحمد الفاريابي: حدثني محمد بن عيسى العبيدي، عن علي بنحسان الهاشمي، قال: حدثني عبد الرحمن بن كثير، عن جابر بن يزيد، قال: قال أبو جعفر(عليه السلام) : يا جابر حديثنا صعب مستصعب، أمرد ذكوان، وعر أجرد، لا يحتمله والله إلا نبي مرسل أو ملك مقرب أو مؤمن ممتحن، فإذا ورد عليك يا جابر شيء من أمرنا فلان له قلبك، فاحمد الله، وإن أنكرته، فرده إلينا أهل البيت، ولا تقل كيف جاء هذا أو كيف كان وكيف هو؟، فإن هذا والله الشرك بالله العظيم.
علي بن محمد قال: حدثني محمد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد، عن عمر بن عثمان، عن أبي جميلة، عن جابر، قال: رويت خمسين ألف حديث ما سمعه أحد مني.
جبرئيل بن أحمد: حدثني محمد بن عيسى، عن إسماعيل بن مهران، عن أبي جميلة المفضل بن صالح، عن جابر بن يزيد الجعفي، قال: حدثني أبو جعفر(عليه السلام) بسبعين [تسعين ألف حديث، لم أحدثها أحدا قط ولا أحدث بها أحدا أبدا.
قال جابر: فقلت لأبي جعفر(عليه السلام) جعلت فداك، إنك قد حملتني وقرا عظيما بما حدثتني به من سركم الذي لا أحدث به أحدا، فربما جاش في صدري، حتى يأخذني منه شبه الجنون، قال: يا جابر فإذا كان ذلك فاخرج إلى الجبان، فاحفر حفيرة ودل رأسك فيها، ثم قل: حدثني محمد بن علي(عليه السلام) بكذا وكذا.
نصر بن الصباح قال: حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن محمد البصري، قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: خرج جابر، ذات يوم، وعلى رأسه قوصرة، راكبا قصبة، حتى مر على سكك الكوفة، فجعل الناس يقولون جن جابر، جن جابر، فلبثنا بعد ذلك أياما فإذا كتاب هشام، قد جاء بحمله إليه، قال: فسأل عنه الأمير، فشهدوا عنده أنه قد اختلط، وكتب بذلك إلى هشام، فلم يتعرض له، ثم رجع إلى ما كان من حاله الأولى.
نصر بن الصباح، قال: حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن محمد، قال: حدثنا فضيل، عن محمد بن زيد الحافظ [الحامض، عن موسى بن عبد الله، عن عمرو بن شمر، قال: جاء قوم إلى جابر الجعفي فسألوه أن يعينهم في بناء مسجدهم.
قال: ما كنت بالذي أعين في بناء شيء ويقع منه رجل مؤمن فيموت، فخرجوا من عنده وهم يبخلونه، ويكذبونه، فلما كان من الغد، أتموا الدراهم، ووضعوا أيديهم في البناء فلما كان عند العصر، زلت قدم البناء فوقع، فمات.
نصر، قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا علي بن عبيد، ومحمد بن منصور الكوفي، عن محمد بن إسماعيل، عن صدقة، عن عمرو بن شمر، قال: جاء العلاء بن شريك، برجل من جعفي، قال: خرجت مع جابر، لما طلبه هشام، حتى انتهى إلى السواد، قال: فبينا نحن قعود، وراع قريب منا، إذ لعبت نعجة من شاته إلى حمل، فضحك جابر، فقلت له: ما يضحكك يا أبا محمد؟ قال: إن هذه النعجة دعت حملها، فلم يجئ.
فقالت له: تنح عن ذلك الموضع، فإن الذئب عام أول أخذ أخاك منه.
فقلت: لأعلمن حقيقة هذا أو كذبه، فجئت إلى الراعي، فقلت: يا راعي، تبيعني هذا الحمل؟ قال: فقال: لا.
فقلت ولم؟ قال: لأن أمه أفره شاة في الغنم، وأغزرها درة، وكان الذئب أخذ حملا لها عند عام الأول، من ذلك الموضع، فما رجع لبنها، حتى وضعت هذا فدرت.
فقلت: صدق، ثم أقبلت، فلما صرت على جسر الكوفة، نظر إلى رجل معه خاتم ياقوت، فقال له: يا فلان خاتمك هذا البراق أرنيه.
قال: فخلعه فأعطاه، فلما صار في يده رمى به في الفرات، قال الآخر: ما صنعت؟ قال: تحب أن تأخذه؟ قال: نعم فقال بيده إلى الماء، فأقبل الماء يعلو بعضه على بعض، حتى إذا قرب، تناوله وأخذه.
و روى عن سفيان الثوري، أنه قال: جابر الجعفي، صدوق في الحديث إلا أنه كان يتشيع.
وحكى عنه أنه قال: ما رأيت أورع بالحديث من جابر.
نصر بن الصباح، قال: حدثني إسحاق بن محمد البصري، قال: حدثنامحمد بن منصور، عن محمد بن إسماعيل، عن عمرو بن شمر، قال قال: أتى رجل جابر بن يزيد، فقال له جابر: تريد أن ترى أبا جعفر ع؟ قال: نعم، فمسح على عيني، فمررت وأنا أسبق الريح، حتى صرت إلى المدينة، قال: فبقيت أنا لذلك متعجبا إذ فكرت، فقلت: ما أحوجني إلى وتد، أوتده، فإذا حججت عاما قابلا نظرت هاهنا هو أم لا، فلم أعلم إلا وجابر بين يدي يعطيني وتدا.
قال: ففزعت، قال: فقال هذا عمل العبد بإذن الله، فكيف لو رأيت السيد الأكبر؟، قال: ثم لم أره.
قال: فمضيت حتى صرت إلى باب أبي جعفر(عليه السلام) فإذا هو يصيح بي: ادخل، لا بأس عليك، فدخلت فإذا جابر عنده.
قال: فقال لجابر يا نوح غرقتهم أولا بالماء، وغرقتهم آخرا بالعلم، فإذا كسرت فاجبره.
قال: ثم قال من أطاع الله أطيع، أي البلاد أحب إليك؟ قال: قلت الكوفة.
قال بالكوفة فكن.
قال: سمعت أخا النون بالكوفة.
قال: فبقيت متعجبا من قول جابر، فجئت فإذا به في موضعه الذي كان فيه قاعدا، قال: فسألت القوم هل قام أو تنحى؟ قال: فقالوا: لا، وكان سبب توحيدي أن سمعت قوله بالإلهية في الأئمة.
هذا حديث موضوع لا شك في كذبه، ورواته كلهم متهمون بالغلو والتفويض.
حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن نصير، عن محمد بن عيسى، وحمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن عروة بن موسى، قال: كنت جالسا مع أبي مريم الحناط، وجابر عنده جالس، فقام أبو مريم فجاء بدورق من ماء بئر مبارك بن عكرمة، فقال له جابر: ويحك يا أبا مريم، كأني بك قد استغنيت عن هذه البئر، واغترفت من هاهنا من ماء الفرات.
فقال له أبو مريم: ما ألوم الناس أن يسمونا كذابين- وكان مولى لجعفر ع- كيف يجيء ماء الفرات إلى هاهنا، قال: ويحك إنه يحفر هاهنا نهر، أوله عذاب على الناس، وآخره رحمة يجري فيه ماء الفرات فتخرج المرأة الضعيفة والصبي،فيغترف منه، ويجعل له أبواب في بني رواس وفي بني موهبة وعند بئر بني كندة، وفي بني فزارة حتى تتغامس فيه الصبيان، قال علي: إنه قد كان ذلك، وإن الذي حدث على عروة بعلانية أنه قد سمع بهذا الحديث قبل أن يكون».
ثم إن الكشي ذكر رواية ذامة،و قال: «حدثني حمدويه وإبراهيم ابنا نصير، قالا: حدثنا محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن ابن بكير، عن زرارة، قال: سألت أبا عبد الله(عليه السلام) عن أحاديث جابر، فقال: ما رأيته عند أبي قط، إلا مرة واحدة، وما دخل علي قط».
أقول: الذي ينبغي أن يقال: إن الرجل لا بد من عده من الثقات الأجلاء لشهادة علي بن إبراهيم، والشيخ المفيد في رسالته العددية، وشهادة ابن الغضائري، على ما حكاه العلامة، ولقول الصادق(عليه السلام) في صحيحة زياد إنه كان يصدق علينا، ولا يعارض ذلك، قول النجاشي إنه كان مختلطا، وإن الشيخ المفيد كان ينشد أشعارا تدل على الاختلاط، فإن فساد العقل- لو سلم ذلك في جابر، ولم يكن تجننا كما صرح به فيما رواه الكليني في الكافي: الجزء ١، كتاب الحجة ٤، باب أن الجن يأتون الأئمة(عليهم السلام)، فيسألونهم عن معالم دينهم ٩٨، الحديث ٧- لا ينافي الوثاقة، ولزوم الأخذ برواياته، حين اعتداله وسلامته.
و أما قول الصادق(عليه السلام)، في موثقة زرارة (بابن بكير): ما رأيته عند أبي إلا مرة واحدة، وما دخل علي قط، فلا بد من حمله على نحو من التورية، إذ لو كان جابر لم يكن يدخل عليه(عليه السلام)، وكان هو بمرأى من الناس، لكان هذا كافيا في تكذيبه وعدم تصديقه، فكيف اختلفوا في أحاديثه؟، حتى احتاج زياد، إلى سؤال الإمام(عليه السلام) عن أحاديثه على أن عدم دخوله على الإمام(عليه السلام) لا ينافي صدقه في أحاديثه، لاحتمال أنه كان يلاقي الإمام(عليه السلام) في غير داره، فيأخذ منه العلوم والأحكام، ويرويها، إذن لا تكونالموثقة معارضة للصحيحة الدالة على صدقه في الأحاديث المؤيدة بما تقدم من الروايات الدالة على جلالته ومدحه، وأنه كان عنده من أسرار أهل البيت س.
كما يؤيد ذلك ما رواه الصفار، في بصائر الدرجات، في الحديث ٤، من الباب ١٣، من الجزء ٢: من أن الصادق(عليه السلام) أراه ملكوت السماوات والأرض.
ثم إن النجاشي ذكر أنه قل ما يورد عنه شيء في الحلال والحرام، وهذا منه غريب، فإن الروايات عنه في الكتب الأربعة كثيرة، رواها المشايخ، ولعله- قدس الله نفسه- يريد بذلك أن أكثر رواياته لا يعتنى بها، لأنه رواها الضعفاء- كما قال: روى عنه جماعة غمز فيهم، وضعفوا- فيبقى ما روته عنه الثقات، وهي قليلة في أحكام الحلال والحرام.
وطريق الصدوق إليه: محمد بن علي ماجيلويه- رضي الله عنه-، عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي، عن أبيه، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد الجعفي، وهو كطريق الشيخ، ضعيف.
طبقته في الحديث
وقع بعنوان جابر بن يزيد في أسناد جملة من الروايات تبلغ سبعة عشر موردا.
فقد روى عن أبي جعفر(عليه السلام)، وأبي عبد الله(عليه السلام)، وعن جابر بن عبد الله الأنصاري.
وروى عنه زكريا بن الحر، وشريك، وعبيد الله بن غالب، وعمرو بن شمر، ومحمد بن فرات خال أبي عمار الصيرفي، ومرازم، ومفضل بن صالح أبو جميلة.
ووقع بعنوان جابر بن يزيد الجعفي في أسناد جملة من الروايات أيضا تبلغتسعة موارد.
فقد روى عن أبي جعفر(عليه السلام)، وعن جابر بن عبد الله الأنصاري.
وروى عنه الحسن بن سري، وشريك، وعمرو بن شمر، والمفضل بن عمر، وهشام بن سالم.
ووقع بعنوان جابر الجعفي في أسناد جملة من الروايات أيضا تبلغ تسعة موارد أيضا.
فقد روى عن أبي جعفر(عليه السلام) وأبي عبد الله(عليه السلام)، وعن سويد بن غفلة.
وروى عنه إبراهيم بن عمر اليماني، وسفيان الثوري، وعبد القهار، وعبد الله بن غالب، وعمر بن أبان، وعمرو بن شمر، والعرزمي.