اخترنا لكم : محمد بن إدريس العجلي

قال الشيخ منتجب الدين في فهرسته: «الشيخ محمد بن إدريس العجلي بالحلة، له تصانيف، منها: كتاب السرائر، شاهدته بالحلة، وقال شيخنا سديد الدين (محمود الحمصي) رفع الله درجته: هو مخلط لا يعتمد على تصنيفه». و قال ابن داود في (٤١٢) من القسم الثاني: أنه كان شيخ الفقهاء بالحلة متقنا للعلوم، كثير التصانيف، لكنه أعرض عن أخبار أهل البيت(عليهم السلام) بالكلية. وقال السيد مصطفى (١٠٦) بعد نقله كلام ابن داود: «و لعل ذكره في باب الموثقين أولى، لأن المشهور منه أنه يعمل بخبر الواحد، وهذا لا يستلزم الإعراض بالكلية، وإلا لانتقض بغيره مثل السيد المرتضى وغيره». وقال الشيخ الحر في تذكرة المتبحرين (٧١٧): «و قد أثنى ...

حفص بن عمرو العمري

معجم رجال الحدیث 7 : 155
T T T
المعروف: ويدعى حفص الجمال، وله قصة في ذلك، من أصحاب العسكري(عليه السلام)، رجال الشيخ (٧).
وتقدمت في ترجمة إبراهيم بن مهزيار رواية الكشي في وكالة حفص بن عمرو المعروف بالعمري، كما تقدمت في ترجمة إبراهيم بن عبدة، رواية الكشي التوقيع الذي خرج لإسحاق بن إسماعيل، من أبي محمد(عليه السلام)، وفيه: فلا تخرجن من البلد حتى تلقى العمري رضي الله عنه برضائي عنه، فتسلم عليه، وتعرفه ويعرفك، فإنه الطاهر الأمين العفيف القريب منا وإلينا، فكل ما يحمله إلينا من شيء من النواحي، فإليه يصير آخر أمره ليوصل ذلك إلينا، والحمد لله كثيرا.
أقول: سند التوقيع قوي، وفيه تصريح بجلالة العمري وعظمته، فضلا عن وثاقته، إلا أن هنا كلاما، وحاصله أن الوكيل المعروف بالعمري هو عثمان بن سعيد، وابنه أبو جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري، الأول من أصحاب الهادي(عليه السلام)، وله إليه عهد معروف وكان وكيل العسكري ووكيل الناحية، وكان الثاني وكيل الناحية، كل ذلك ذكره الشيخ في رجاله.
وقال الشيخ في كتاب الغيبة في ذكر أبي جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري: ذكر أبو نصر هبة الله بن محمد بن أحمد، أبا جعفر العمري (رحمه الله) مات في سنة ٣٠٤، وأنه كان يتولى هذا الأمر نحوا من خمسين سنة، يحمل الناس إليه أموالهم، ويخرج إليهم التوقيعات .. وعلى هذا فلم يعلم أن المراد بالعمري هو حفص بن عمرو، ولعل المراد به: عثمان بن سعيد، فلم يدل على وثاقة حفص إلا وكالته من قبل الإمام(عليه السلام)، وقد تقدم في ترجمة إبراهيم بن سلام، أنها لا تلازم الوثاقة بل إن وكالته أيضا لم تثبت وإن ذكره الكشي، وذلك لبعد أنيكون حفص، وابنه من الوكلاء المعروفين، ومع ذلك لم يذكرا ولا في رواية واحدة.
وكيف يمكن أن يكون محمد بن حفص كان يدور عليه الأمر، كما ذكره الكشي، وكان يعرف بابن العمري، مع أن محمد بن عثمان العمري هو الذي كان يتولى هذا الأمر نحوا من خمسين سنة، وقد ذكر الشيخ(قدس سره) عدة روايات في عثمان بن سعيد، ومحمد بن عثمان، في كتاب الغيبة فراجع.
بل من البعيد جدا وجود رجلين يعرف كل منهما بالعمري، وكان كل منهما وكيل العسكري(عليه السلام)، ويكون لكل منهما ابن يسمى بمحمد ويكنى أبا جعفر، وكيل الناحية، ويدور عليه الأمر.
على أن المستفاد من التوقيع أن العمري كان شخصا واحدا، يصل إليه كل ما يحمل إلى الإمام(عليه السلام)، فيوصله إليه، والله العالم بحقيقة الأمر.
ثم إن من الغريب ما صدر من العلامة(قدس سره) فإنه ذكر في القسم الأول كلا من جعفر بن عمرو المعروف بالعمري ٩، من الباب ١، من فصل الجيم، وحفص بن عمرو المعروف بالعمري ٢، من الباب ٨، من فصل الحاء، وعثمان بن سعيد العمري ٢، من الباب ١٨، من فصل العين، وصرح في الأخيرين بوكالتهما عن أبي محمد العسكري(عليه السلام)، وذكر في الأول رواية الكشي الدالة على وكالته.
وذكر كلا من محمد بن حفص بن عمرو أبي جعفر ٧٥، من الباب ١، من فصل الميم، ومحمد بن عثمان بن سعيد أبي جعفر العمري الأسدي ٥٧، من ذلك الباب، وقال في الأول: وكان وكيل الناحية، وكان الأمر يدور عليه، وقال في الثاني: وكان أبوه يكنى أبا عمرو جميعا وكيلان في خدمة صاحب الزمان (عجل الله تعالى فرجه)، ولهما منزلة جليلة عند هذه الطائفة، وكان يتولى هذا الأمر نحوا من خمسين سنة، وقال عند موته: أمرت أن أوصي إلى أبي القاسم الحسين بن روح، وأوصى إليه وأوصى أبو القاسم بن روح إلى أبي الحسن علي بن محمدالسمري .. إلخ.
وجه الغرابة: أن العمري المعروف بناء على ما ذكره ثلاثة أشخاص، وكان كلهم وكيلا عن أبي محمد العسكري(عليه السلام)، وأن الذي كان يدور الأمر عليه هو أبو جعفر محمد بن حفص، مع أن الذي تولى الأمر نحوا من خمسين سنة هو أبو جعفر محمد بن عثمان بن سعيد، وهو الذي أوصى إلى أبي القاسم بن روح.
وأغرب من ذلك ما صدر من الشيخ ((قدس سره) ) فإنه كما عرفت ذكر في كتاب الغيبة محمد بن عثمان بن سعيد العمري وأباه وذكر وكالتهما ولم يتعرض لحفص ولا لابنه محمد، ومع ذلك قد ذكر في رجاله حفص بن عمرو العمري المعروف.
والمتحصل مما ذكرنا: أنه لم يعلم وجود لحفص بن عمرو العمري، ولا لابنه، فضلا عن أن يكونا وكيلين.
وأما ما في الكشي، فلا بد من حمله على غلط النسخة بعد مخالفتها لما تسالم عليه الأصحاب، من أن الوكيل كان عثمان بن سعيد، وابنه محمد، وقد ذكر العلامة نفسه في ترجمة محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي، أن له كتاب الرجال كثير العلم إلا أن فيه أغلاطا كثيرة كما ذكر ذلك النجاشي أيضا.