اخترنا لكم : أحمد بن محمد بن أحمد السناني

[الشيباني المكتب: من مشايخ الصدوق. ذكره مترضيا عليه. الأمالي: المجلس ٦٤، الحديث ٤.

سلمان الفارسي

معجم رجال الحدیث 9 : 195
T T T
أبو عبد الله هو من الاثني عشر الذين أنكروا على أبي بكر، ذكره الصدوق في أبواب الاثني عشر من الخصال، الحديث ٤.
وذكره البرقي في آخر رجاله، وعده من الطبقة الأولى من أصحاب رسول الله(ص)، ومن أصفياء أصحاب أمير المؤمنين(عليه السلام)، وفي باب أصحاب أمير المؤمنين الذين هم من أصحاب رسول الله(ص) .
وروى الصدوق في العيون: الجزء ٢، باب ٣٥، فيما كتبه الرضا(عليه السلام) للمأمون في محض الإسلام وشرائع الدين، الحديث ١، إنه من الذين مضوا على منهاج نبيهم ولم يغيروا ولم يبدلوا.
و قال الكشي: (١) سلمان الفارسي أبو الحسن، وأبو إسحاق: « حمدويه، وإبراهيم ابنا نصير، قالا: حدثنا محمد بن عثمان، عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي جعفر(عليه السلام)، قال: كان الناس أهل الردة بعد النبي إلا ثلاثة، فقلت: ومن الثلاثة؟ فقال: المقداد بن الأسود، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي، ثم عرف الناس بعد يسير، وقال: هؤلاء الذين دارت عليهم الرحى، وأبوا أن يبايعوا لأبي بكر حتى جاءوا بأمير المؤمنين(عليه السلام) مكرها فبايع! وذلك قول الله عز وجل: (وَ ما مُحَمَّدٌ إِلّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ، أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ) الآية.
جبرئيل بن أحمد الفاريابي، قال: حدثني الحسين بن خرزاذ، قال: حدثني ابن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن زرارة، عن أبي جعفر(عليه السلام)، عن أبيه(عليه السلام)، عن جده(عليه السلام)، عن علي بن أبي طالب(عليه السلام) قال: ضاقت الأرض بسبعة، بهم ترزقون وبهم تنصرون وبهم تمطرون، منهم سلمان الفارسي والمقداد وأبو ذر وعمار وحذيفة (رحمه الله) عليهم.
وكان علي(عليه السلام) يقول: وأنا إمامهم وهم الذين صلوا على فاطمة(عليها السلام) .
محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن بن فضال، قال: حدثني العباس بن عامر، وجعفر بن محمد بن حكيم، عن أبان بن عثمان، عن الحارث بن المغيرة النصري، قال: سمعت عبد الملك بن أعين، يسأل أبا عبد الله(عليه السلام) قال: فلم يزل يسأله حتى قال له: فهلك الناس إذن؟! فقال: إي والله يا ابن أعين هلك الناس أجمعون.
قلت: من في الشرق ومن في الغرب؟! قال: فقال إنها إن بقوا فتحت على الضلال إي والله هلكوا إلا ثلاثة ثم لحق أبو ساسان وعمار وشتيرة وأبو عمرة فصاروا سبعة.
حمدويه قال: حدثنا أيوب بن نوح، عن محمد بن الفضيل وصفوان، عن أبي خالد القماط، عن حمران، قال: قلت لأبي جعفر(عليه السلام) : ما أقلنا لو اجتمعنا على شاة ما أفنيناها؟ قال: أ لا أخبرك بأعجب من ذلك، قال فقلت: بلى، قال: المهاجرون والأنصار ذهبوا إلا، وأشار بيده ثلاثة!!!.
علي بن محمد القتيبي النيشابوري، قال: حدثني أبو عبد الله جعفر بن محمد الرازي الخواري من قرية أسترآباد، قال: حدثني أبو الخير، عن عمرو بن عثمان الخزاز، عن رجل، عن أبي حمزة قال: سمعت أبا جعفر(عليه السلام) يقول: لما مروا بأمير المؤمنين(عليه السلام) وفي رقبته حبل إلى زريق!! ضرب أبو ذر بيده على الأخرى، ثم قال: ليت السيوف قد عادت بأيدينا ثانية، وقال مقداد: لو شاء لدعا عليه ربه عز وجل، وقال سلمان: مولانا أعلم بما هو فيه.
محمد بن إسماعيل قال: حدثني الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي بصير، قال: قلت لأبي عبد الله(عليه السلام) : ارتد الناس إلا ثلاثة أبو ذر وسلمان والمقداد؟ قال: فقال أبو عبد الله(عليه السلام) : فأين أبو ساسان وأبو عمرة الأنصاري!.
محمد بن إسماعيل قال: حدثني الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن وهب بن حفص، عن أبي بصير، عن أبي جعفر(عليه السلام) قال: جاء المهاجرون والأنصار وغيرهم بعد ذلك إلى علي(عليه السلام)، فقالوا له: أنت والله أمير المؤمنين، وأنت والله أحق الناس وأولاهم بالنبي، هلم يدك نبايعك فو الله لنموتن قدامك، فقال علي(عليه السلام) : إن كنتم صادقين فاغدوا غدا علي محلقين، فحلق أمير المؤمنين، وحلق سلمان، وحلق مقداد، وحلق أبو ذر، ولم يحلق غيرهم! ثم انصرفوا فجاءوا مرة أخرى بعد ذلك، فقالوا له: أنت والله أمير المؤمنين، وأنت أحق الناس وأولاهم بالنبي(ص)، هلم يدك نبايعك وحلفوا! فقال: إن كنتم صادقين فاغدوا علي محلقين، فما حلق إلا هؤلاء الثلاثة! قلت: فما كان فيهم عمار؟ فقال: لا.
قلت: فعمار من أهل الردة؟! فقال: إن عمارا قد قاتل مع علي(عليه السلام) بعد.
وروى جعفر غلام عبد الله بن بكير، عن عبد الله بن محمد بن نهيك، عن النصيبي، عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين(عليه السلام) : يا سلمان اذهب إلى فاطمة(عليها السلام) فقال لها: أتحفيني من تحف الجنة، فذهب إليها سلمان فإذا بين يديها ثلاث سلال، فقال لها: يا بنت رسول الله أتحفيني من التحف (من تحف الجنة)، قالت: هذه ثلاث سلال جاءتني بها ثلاث وصائف، فسألتهن عن أسمائهن فقالت واحدة: أنا سلمى لسلمان، وقالت الأخرى: أنا ذرة لأبي ذر، وقالت الأخرى: أنا مقدودة للمقداد.
ثم قبضت فناولتني فما مررت بملإ إلا ملئوا طيبا لريحها.
محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف، قال: حدثني علي بن سليمان بن داود الرازي، قال: حدثنا علي بن أسباط، عن أبيه أسباط بن سالم، قال: أبو الحسن موسى بن جعفر(عليه السلام) : إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أين حواري محمد بن عبد الله رسول الله الذين لم ينقضوا العهد ومضوا عليه؟ فيقوم سلمان، والمقداد، وأبو ذر، ثم ينادي مناد! أين حواري علي بن أبي طالب(عليه السلام)، وصي محمد بن عبد الله رسول الله(ص)، فيقوم عمرو بن الحمق الخزاعي، ومحمد بن أبي بكر، وميثم بن يحيى التمار مولى بني أسد، وأويس القرني.
قال: ثم ينادي المنادي: أين حواري الحسن بن علي(عليه السلام) ابن فاطمة بنت محمد بن عبد الله رسول الله؟ فيقوم سفيان بن أبي ليلى الهمداني، وحذيفة بن أسيد الغفاري.
قال: ثم ينادي المنادي: أين حواري الحسين بن علي ع؟، فيقوم كل من استشهد معه ولم يتخلف عنه.
قال: ثم ينادي المنادي أين حواري علي بن الحسين (عليهما السلام) ؟ فيقوم جبير بن مطعم، ويحيى ابن أم الطويل، وأبو خالد الكابلي، وسعيد بن المسيب.
ثم ينادي المنادي: أين حواري محمد بن علي، وحواري جعفر بن محمد؟ فيقوم عبد الله بن شريك العامري، وزرارة بن أعين، وبريد بن معاوية العجلي، ومحمد بن مسلم وأبو بصير ليث بن البختري المرادي، وعبد الله بن أبي يعفور، وعامر بن عبد الله بن جذاعة [خذاعة، وحجر بن زائدة، وحمران بن أعين.
ثم ينادي: أين سائر الشيعة مع سائر الأئمة(عليهم السلام) [إلى] يوم القيامة، فهؤلاء المتحورة أول السابقين وأول المقربين وأول المتحورين من التابعين».
أقول: ورواه في الإختصاص في باب (حديث موسى بن جعفر(عليه السلام) مع يونس بن عبد الرحمن)،(ص) ٦١.
« جبرئيل بن أحمد، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن ابن أبي نجران، عن صفوان بن مهران الجمال، عن أبي عبد الله(عليه السلام)، قال: قال رسول الله(ص) : إن الله تعالى أمرني بحب أربعة، قالوا: ومن هم يا رسول الله؟ قال: علي بن أبي طالب [منهم] ثم سكت، ثم قال: إن الله أمرني بحب أربعة، قالوا: ومن هم يا رسول الله؟ قال: علي بن أبي طالب- (عليه السلام)، والمقداد بن الأسود، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي.
طاهر بن عيسى الوراق، رفعه إلى محمد بن سفيان، عن محمد بن سليمان الديلمي، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد الله(عليه السلام) يقول: قال رسول الله(ص) : يا سلمان لو عرض علمك على مقداد لكفر.
علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن أبي بكر الحضرمي، قال: قال أبو جعفر(عليه السلام) : ارتد الناس إلا ثلاثة نفر سلمان، وأبو ذر، والمقداد.
قال: قلت فعمار؟ قال(عليه السلام) : قد كان جاض جيضة ثم رجع ثم قال: إن أردت الذي لم يشك ولم يدخله شيء فالمقداد، فأما سلمان فإنه عرض في قلبه عارض أن عند أمير المؤمنين(عليه السلام) اسم الله الأعظم لو تكلم به لأخذتهم الأرض وهو هكذا، فلبب ووجئت عنقه حتى تركت كالسلعة، فمر به أمير المؤمنين(عليه السلام) فقال له: يا أبا عبد الله هذا من ذاك، بايع فبايع، وأما أبو ذر فأمره أمير المؤمنين(عليه السلام) بالسكوت، ولم يكن تأخذه في الله لومة لائم، فأبى إلا أن يتكلم! فمر به عثمان فأمر به، ثم أناب الناس بعد، فكان أول من أناب أبو ساسان الأنصاري، وأبو عمرة، وشتيرة، وكانوا سبعة، فلم يكن يعرف حق أمير المؤمنين(عليه السلام) إلا هؤلاء السبعة».
أقول: رواها المفيد في الإختصاص عند ذكر الأركان الأربعة من السابقين المقربين من أمير المؤمنين(عليه السلام) ص ١٠، بإسناده عن أبي بكر الحضرمي مثله.
وقال الكشي: «حمدويه بن نصير، قال: حدثنا أبو الحسين بن نوح، قال: حدثنا صفوان بن يحيى، عن ابن بكير، عن زرارة، قال: سمعت أبا عبد الله(عليه السلام) يقول: أدرك سلمان العلم الأول والعلم الآخر، وهو بحر لا ينزح وهو منا أهل البيت(عليهم السلام)، بلغ من علمه أنه مر برجل في رهط فقال له: يا عبد الله تب إلى الله عز وجل من الذي عملت به في بطن بيتك البارحة.
قال: ثم مضى، فقال له القوم: لقد رماك سلمان بأمر فما رفعته [دفعته عن نفسك! قال: إنه أخبرني بأمر ما اطلع عليه إلا الله وأنا.
وفي خبر آخر مثله وزاد في آخره: أن الرجل كان أبا بكر بن أبي قحافة.
جبرئيل بن أحمد قال: حدثني الحسن بن خرزاذ، قال: حدثني محمد بن علي، وعلي بن أسباط قالا: حدثنا الحكم بن مسكين، عن الحسين بن صهيب، عن أبي جعفر(عليه السلام) قال: ذكر عنده سلمان الفارسي فقال أبو جعفر(عليه السلام) : مه، لا تقولوا سلمان الفارسي، ولكن قولوا سلمان المحمدي، ذلك رجل منا أهل البيت.
جبرئيل بن أحمد، قال: حدثني الحسن بن خرزاذ قال: حدثني الحسن بن علي بن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن زرارة، عن أبي جعفر(عليه السلام)، قال: كان علي(عليه السلام) محدثا، وكان سلمان محدثا.
محمد بن مسعود، قال: حدثني أحمد بن منصور الخزاعي، عن أحمد بن الفضل الخزاعي، عن محمد بن زياد، عن حماد بن عثمان، عن عبد الرحمن بن أعين، قال: سمعت أبا جعفر(عليه السلام) يقول: كان سلمان من المتوسمين: جبرئيل بن أحمد، قال: حدثني الحسن بن خرزاذ، قال: حدثني إسماعيل بن مهران، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد الله(عليه السلام) يقول: سلمان علم الاسم الأعظم.
جبرئيل بن أحمد، قال: حدثني الحسن بن خرزاذ، عن إسماعيل بن مهران، عن أبان بن جناح، قال: حدثني الحسن بن حماد، بلغ به، قال: كان سلمان إذا رأى الجمل الذي يقال له عسكر يضربه، فيقال له: يا أبا عبد الله ما تريد من هذه البهيمة؟ فيقول: ما هذا بهيمة ولكن هذا عسكر بن كنعان الجني، يا أعرابي لا تنفق جملك هاهنا ولكن اذهب به إلى الحوأب فإنك تعطى به ما تريد.
حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي جعفر(عليه السلام)، قال: جلس عدة من أصحاب رسول الله(ص) ينتسبون، وفيهم سلمان الفارسي، وإن عمر سأله عن نسبه وأصله، فقال: أنا سلمان بن عبد الله، كنت ضالا فهداني الله بمحمد، وكنت عائلا فأغناني الله بمحمد، وكنت مملوكا فأعتقني الله بمحمد، فهذا حسبي ونسبي.
ثم خرج رسول الله(ص) فحدثه سلمان، وشكا إليه ما لقي من القوم وما قال لهم، فقال النبي(ص) : يا معشر قريش إن حسب الرجل دينه، ومروءته خلقه، وأصله عقله، قال الله تعالى: (إِنّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثى وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّهِ أَتْقاكُمْ) يا سلمان ليس لأحد من هؤلاء عليك فضل إلا بتقوى الله وإن كان التقوى لك عليهم فأنت أفضل منهم.
جبرئيل بن أحمد، وأبو سعيد الآدمي سهل بن زياد، عن منخل، عن جابر، عن أبي جعفر(عليه السلام)، قال: دخل أبو ذر على سلمان، وهو يطبخ قدرا له فبيناهما يتحادثان إذ انكبت القدر على وجهها على الأرض، فلم يسقط من مرقها ولا من ودكها شيء! فعجب من ذلك أبو ذر عجبا شديدا، وأخذ سلمان القدر فوضعها على حالها الأول على النار ثانية، وأقبلا يتحدثان فبينما يتحدثان إذ انكبت القدر على وجهها، فلم يسقط منها شيء من مرقها ولا من ودكها! قال: فخرج أبو ذر- وهو مذعور- من عند سلمان، فبينما هو متفكر إذ لقي أمير المؤمنين(عليه السلام) على الباب، فلما أن بصر به أمير المؤمنين(عليه السلام) قال له: يا أبا ذر ما الذي أخرجك من عند سلمان، وما الذي ذعرك؟ فقال له أبو ذر: يا أمير المؤمنين رأيت سلمان صنع كذا وكذا! فعجبت من ذلك، فقال: يا أمير المؤمنين(عليه السلام) يا أبا ذر إن سلمان لو حدثك بما يعلم لقلت: رحم الله قاتل سلمان! يا أبا ذر إن سلمان باب الله في الأرض، من عرفه كان مؤمنا ومن أنكره كان كافرا، وإن سلمان منا أهل البيت.
طاهر بن عيسى الوراق الكشي، قال: حدثني أبو سعيد جعفر بن أحمد بن أيوب التاجر السمرقندي، قال: حدثني علي بن محمد بن شجاع، عن أبي العباس أحمد بن حماد المروزي، عن الصادق(عليه السلام) أنه قال في الحديث الذي روي فيه أن سلمان كان محدثا عن إمامه لا عن ربه لأنه لا يحدث عن الله عز وجل إلا الحجة.
طاهر بن عيسى قال: حدثني أبو سعيد قال حدثني الشجاعي، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن خزيمة بن ربيعة يرفعه قال: خطب سلمان إلى عمر فرده، ثم ندم فعاد إليه فقال: إنما أردت أن أعلم ذهبت حمية الجاهلية عن قلبك أم هي كما هي؟!.
حمدويه بن نصير قال: حدثنا محمد بن عيسى العبيدي، عن يونس بن عبد الرحمن، ومحمد بن سنان، عن الحسين بن المختار، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال: كان والله علي محدثا، وكان سلمان محدثا، قلت: اشرح لي.
قال: يبعث الله إليه ملكا ينقر في أذنه يقول كيت وكيت.
جبرئيل بن أحمد، حدثني محمد بن عيسى، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر(عليه السلام)، قال: قال لي: تروي ما يروي الناس أن عليا(عليه السلام) قال في سلمان (أدرك علم الأول وعلم الآخر)؟ قلت: نعم، قال: فهل تدري ما عنى؟ قلت: يعني، علم بني إسرائيل، وعلم النبي(ص)، فقال: ليس هكذا يعني، ولكن علم النبي، وعلم علي، وأمر النبي، وأمر علي.
علي بن محمد القتيبي، قال: حدثني أبو محمد الفضل بن شاذان، قال: حدثنا ابن أبي عمير، عن عمر بن يزيد، قال: قال سلمان: قال لي رسول الله(ص) : إذا حضرك أو أخذك الموت، حضر أقوام يجدون الريح ولا يأكلون الطعام، ثم أخرج صرة من مسك، فقال: هبة أعطانيها رسول الله(ص)، قال: ثم بلها ونضحها حوله، ثم قال لامرأته: قومي أجيفي الباب فقامت فأجافت الباب فرجعت وقد قبض، رضي الله عنه.
حكي عن الفضل بن شاذان أنه قال: ما نشأ في الإسلام رجل من كافة الناس كان أفقه من سلمان الفارسي.
أبو صالح خلف بن حماد الكشي، قال: حدثني الحسن بن طلحة المروزي، يرفعه عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال: تزوج سلمان امرأة من كندة، فدخل عليها فإذا لها خادمة وعلى بابها عباءة، فقال سلمان: إن في بيتكم هذا لمريضا أو قد تحولت الكعبة فيه؟، فقيل: إن المرأة أرادت أن تستر على نفسها فيه، قال: فما هذه الجارية؟ قالوا: كان لها شيء فأرادت أن تخدم، قال: إني سمعت رسول الله(ص) يقول: أيما رجل كانت عنده جارية فلم يأتها أو لم يزوجها من يأتيها ثم فجرت كان عليه وزر مثلها، ومن أقرض قرضا فكأنما تصدق بشطره، فإن أقرضه الثانية كان رأس المال وأداء الحق إلى صاحبه، أن يأتيه به في بيته أو في رحله فيقول: ها خذه.
محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن يزداد الرازي، عن محمد بن علي الحداد، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر، عن أبيه(عليه السلام)، قال: ذكرت التقية يوما عند علي(عليه السلام)، فقال: إن لو علم أبو ذر ما في قلب سلمان لقتله!! وقد آخى رسول الله(ص) بينهما، فما ظنك بسائر الخلق.
حمدويه وإبراهيم ابنا نصير، قالا: حدثنا أيوب بن نوح، عن صفوان بن يحيى، عن عاصم بن حميد، عن إبراهيم بن أبي يحيى، عن أبي عبد الله(عليه السلام)، قال: الميثب هو الذي كاتب عليه سلمان، فأفاءه الله على رسوله فهو في صدقتها يعني صدقة فاطمة(عليها السلام) .
نصر بن الصباح- وهو غال- قال: حدثني إسحاق بن محمد البصري- وهو متهم- قال: حدثنا أحمد بن هلال، عن علي بن أسباط، عن العلاء، عن محمد بن حكيم قال: ذكر عند أبي جعفر(عليه السلام) سلمان، فقال: ذاك سلمان المحمدي إن سلمان منا أهل البيت، إنه كان يقول الناس: هربتم من القرآن إلى الأحاديث، وجدتم كتابا دقيقا حوسبتم فيه على النقير والقطمير والفتيل وحبة خردل، فضاق عليكم ذلك، وهربتم إلى الأحاديث التي اتسعت عليكم.
آدم بن محمد القلانسي البلخي، قال: حدثنا علي بن الحسن الدقاق النيسابوري، قال: أخبرنا محمد بن عبد الحميد العطار، قال: حدثنا ابن أبي عمير، قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الحميد، عن عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال: مر سلمان على الحدادين بالكوفة، وإذا بشاب قد صرع والناس قد اجتمعوا حوله، فقالوا: يا أبا عبد الله هذا الشاب قد صرع، فلو جئت فقرأت في أذنه، قال: فجاء سلمان فلما دنا منه رفع الشاب رأسه، فنظر إليه فقال: يا أبا عبد الله لست في شيء مما يقول هؤلاء لكني مررت بهؤلاء الحدادين وهم يضربون بالمرازب، فذكرت قول الله تعالى: (وَ لَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ) قال: فدخلت في سلمان من الشاب محبة فاتخذه أخا، فلم يزل معه حتى مرض الشاب، فجاءه سلمان فجلس عند رأسه وهو في الموت، فقال: يا ملك الموت ارفق بأخي، فقال: يا أبا عبد الله إني بكل مؤمن رفيق.
نصر بن صباح البلخي أبو القاسم، قال: حدثني إسحاق بن محمد البصري، قال: حدثني محمد بن عبد الله بن مهران، عن محمد بن سنان، عن الحسن بن منصور، قال: قلت للصادق(عليه السلام) أ كان سلمان محدثا؟ قال: نعم، قلت: من يحدثه؟ قال: ملك كريم، قلت: فإذا كان سلمان كذا فصاحبه أي شيء هو؟ قال: أقبل على شأنك.
علي بن الحسن قال: حدثني محمد بن إسماعيل بن مهران، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الصواف، قال: حدثنا يوسف بن يعقوب، عن النهاش بن فهم، عن عمرو بن عثمان، قال: دخل سلمان على رجل من إخوانه فوجده في السياق، فقال: يا ملك الموت ارفق بصاحبنا، قال: فقال الآخر يا أبا عبد الله إن ملك الموت يقرئك السلام وهو يقول: لا وعزة هذا البناء ليس إلينا شيء.
أبو عبد الله جعفر بن محمد- شيخ من جرجان عامي- قال: حدثني محمد بن حميد الرازي، قال: حدثنا علي بن مجاهد، عن عمرو بن أبي قيس، عن عبد الأعلى، عن أبيه، عن المسيب بن نجية الفزاري، قال: لما أتانا سلمان الفارسي قادما فتلقيته ممن تلقاه، فسار حتى انتهى إلى كربلاء، فقال: ما يسمون هذه؟ قالوا: كربلاء، فقال: هذه مصارع إخواني، هذا موضع رحالهم، وهذا مناخ ركابهم، وهذا مهراق دمائهم، قتل بها خير الأولين، ويقتل بها خير الآخرين، ثم سار حتى انتهى إلى حروراء، فقال: ما تسمون هذه الأرض؟ قالوا: حروراء، فقال: حروراء! خرج بها شر الأولين ويخرج بها شر الآخرين، ثم سار حتى انتهى إلى بلقيا- وبها جسر الكوفة الأول- فقال: ما تسمون هذه؟ قالوا: بلقيا، ثم سار حتى انتهى إلى الكوفة قال: هذه الكوفة؟ قالوا: نعم، قال قبة الإسلام.
محمد بن مسعود قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن إشكيب، قال: أخبرني الحسن بن خرزاذ القمي، قال: أخبرنا محمد بن حماد الشاشي، عن صالح بن نوح، عن زيد بن المعدل، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله(عليه السلام)، قال: خطب سلمان فقال: الحمد لله الذي هداني لدينه بعد جحودي له، إذ أنا مذك لنار الكفر أهل لها نصيبا، وأتيت لها رزقا، حتى ألقى الله عز وجل في قلبي حب تهامة، فخرجت جائعا ظمآن قد طردني قومي وأخرجت من مالي، ولا حمولة تحملني ولا متاع يجهزني ولا مال يقويني، وكان من شأني ما قد كان، حتى أتيت محمدا(ص) فعرفت من العرفان ما كنت أعلمه، ورأيت من العلامة ما أخبرت بها، فأنقذني به من النار، فلبثت من الدنيا على المعرفة التي دخلت بها في الإسلام.
ألا أيها الناس اسمعوا من حديثي ثم اعقلوه عني، قد أتيت العلم كثيرا، ولو أخبرتكم بكل ما أعلم لقالت طائفة لمجنون، وقالت طائفة أخرى اللهم اغفر لقاتل سلمان، ألا إن لكم منايا تتبعها بلايا، فإن عند علي(عليه السلام) علم المنايا وعلم الوصايا وفصل الخطاب على منهاج هارون بن عمران، قال له رسول الله(ص) : أنت وصيي وخليفتي في أهلي بمنزلة هارون من موسى، ولكنكم أصبتم سنة الأولين وأخطأتم سبيلكم، والذي نفس سلمان بيده لتركبن طبقا عن طبق، سنة بني إسرائيل القذة بالقذة، أما والله لو وليتموها عليا لأكلتم من فوقكم ومن تحت أرجلكم، فأبشروا بالبلاء واقنطوا من الرخاء نابذتكم على سواء، وانقطعت العصمة فيما بيني وبينكم من الولاء، أما والله لو أني أدفع ضيما أو أعز لله دينا، لوضعت سيفي على عاتقي ثم ضربت به قدما قدما.
ألا إني أحدثكم بما تعلمون وبما لا تعلمون، فخذوها من سنة السبعين بما فيها، ألا إن لبني أمية في بني هاشم نطحات، وإن لبني أمية في آل هاشم نطحات.
ألا إن بني أمية كالناقة الضروس، تعض بفيها وتخبط بيديها، وتضرب برجليها وتمنع درها، ألا إنه حق على الله أن يذل ناديها، وأن يظهر عليها عدوها، مع قذف من السماء وخسف ومسخ وسوء الخلق، حتى أن الرجل ليخرج من جانب حجلته إلى الصلاة، فيمسخه الله قردا.
ألا وفئتان تلتقيان بتهامة كلتاهما كافرتان.
ألا وخسف بكلب وما أنا وكلب، والله لو لا ما لأريتكم مصارعهم، ألا وهو البيداء ثم يجيء ما تعرفون.
فإذا رأيتم أيها الناس الفتن كقطع الليل المظلم، يهلك فيها الراكب الموضع والخطيب المصقع، والرأس المتبوع فعليكم بآل محمد، فإنهم القادة إلى الجنة والدعاة إليها إلى يوم القيامة، وعليكم بعلي(عليه السلام)، فو الله لقد سلمنا عليه بالولاء مع نبينا، فما بال القوم أ حسد؟! قد حسد قابيل هابيل، أو كفر؟! فقد ارتد قوم موسى عن الأسباط ويوشع وشمعون وابني هارون شبر وشبير، والسبعين الذين اتهموا موسى على قتل هارون، فأخذتهم الرجفة من بغيهم، ثم بعثهم الله أنبياء مرسلين وغير مرسلين، فأمر هذه الأمة كأمر بني إسرائيل، فأين يذهب بكم؟!! ما أنا وفلان وفلان ويحكم، والله ما أدري أ تجهلون أم تتجاهلون، أم نسيتم أم تتناسون؟! انزلوا آل محمد منكم منزلة الرأس من الجسد، بل منزلة العين من الرأس، والله لترجعن كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض بالسيف، يشهد الشاهد على الناجي بالهلكة، ويشهد الناجي على الكافر بالنجاة.
ألا إني أظهرت أمري وآمنت بربي، وأسلمت بنبي واتبعت مولاي ومولى كل مسلم، بأبي وأمي قتيل كوفان، يا لهف نفسي لأطفال صغار، وبأبي صاحب الجفنة والخوان، نكاح النساء الحسن بن علي(عليه السلام)، ألا إن نبي الله نحله البأس والحياء، ونحل الحسين المهابة والجود.
يا ويح لمن احتقره لضعفه واستضعفه لقلته، وظلم من بين ولده، فكان بلادهم عامر الباقين من آل محمد، أيها الناس لا تكل أظفاركم عن عدوكم، ولا تستغشوا صديقكم فيستحوذ الشيطان عليكم.
والله لتبتلن ببلاء لا تغيرونه بأيديكم، إلا إشارة بحواجبكم ثلاثة خذوها بما فيها، وارجوا رابعها وموافاها.
يأتي دافع الضيم شقاق بطون الحبالى وحمال الصبيان على الرماح، ومغلي الرجال في القدور.
أما إني سأحدثكم بالنفس الطيبة الزكية، وتضريج دمه بين الركن والمقام، المذبوح كذبح الكبش، يا ويح لسبايا نساء من كوفان، الواردون الثوية المستسعدون [المستغدون عشية، وميعاد ما بينكم وبين ذلك فتنة شرقية، وجاء هاتف يستغيث من قبل المغرب فلا تغيثوه، لا غاثه الله، وملحمة بين الناس إلى أن يصير ما ذبح على شبيه المقتول بظهر الكوفة وهي كوفان، ويوشك أن يبني جسرها ويبني جبليها، حتى يأتي زمان لا يبقى مؤمن إلا بها أو يحن إليها، وفتنة مصبوبة تطأ في خطامها، لا يتهيأها أحد (و قينة مصبوبة نطافي خطامها لا ينهاها أحد)، لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، وأحدثك يا حذيفة أن ابنك مقتول، وأن عليا أمير المؤمنين(عليه السلام) فمن كان مؤمنا دخل في ولايته، فيصبح على أمر يمسي على مثله، لا يدخل فيها إلا مؤمن ولا يخرج منها إلا كافر».
أقول: الروايات في مدح سلمان وجلالته متواترة، تأتي جملة منها في ترجمة المقداد بن الأسود.
روى عن أمير المؤمنين(عليه السلام) .
الفقيه: الجزء ١، باب غسل الحيض والنفاس، الحديث ١٩٧.
وروى عنه سليم بن قيس الهلالي.
الروضة: الحديث ٥٤١.
وتقدمت له روايات بعنوان سلمان أيضا.
روى عن رسول الله(ص)، وروى عنه أبو الأغر.
تفسير القمي، سورة الزخرف، في تفسير قوله تعالى: (وَ لَمّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ).