اخترنا لكم : فلان

روى توقيعا عن أبي الحسن(عليه السلام)، وروى عنه أحمد بن محمد السياري. تفسير القمي: سورة التكوير، في تفسير قوله تعالى: (وَ ما تَشاؤُنَ إِلّا أَنْ يَشاءَ اللّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ).

عبد الحميد بن سالم

معجم رجال الحدیث 10 : 298
T T T
العطار: روى عن أبي الحسن موسى(عليه السلام)، وكان ثقة، ذكره النجاشي في ترجمة ابنه محمد بن عبد الحميد، حيث قال: «محمد بن عبد الحميد بن سالم العطار أبو جعفر، روى عبد الحميد، عن أبي الحسن موسى(عليه السلام)، وكان ثقة من أصحابنا الكوفيين، له كتاب النوادر ..» إلى آخر ما ذكره.
وتوهم بعضهم رجوع التوثيق إلى محمد بن عبد الحميد بن سالم، لكنه وهم، فإنه لا يلتئم مع العطف بالواو، إذ لم يذكر جملة تامة قبل ذلك إلا جملة: روى عبد الحميد، عن أبي الحسن موسى(عليه السلام)، فلا بد وأن يكون المعطوف عليه تلك الجملة.
وعده الشيخ في رجاله بهذا العنوان عند ذكر ابنه محمد بن عبد الحميد في أصحاب الرضا(عليه السلام) (١٠)، كما عد عبد الحميد العطار الكوفي من أصحاب الصادق(عليه السلام) (٢١٦)، قائلا: أسند عنه.
ولكنه لم يعلم أن المراد به عبد الحميد بن سالم، بل لا يبعد أن يستفاد من كلام النجاشي أنه لم يرو عن الصادق(عليه السلام)، وكيف كان فالمتيقن أنه من أصحاب الكاظم(عليه السلام) والرضا(عليه السلام)، نعم ظاهر كلام ابن داود أن الشيخ ذكر في أصحاب الصادق(عليه السلام)، عبد الحميد بن سالم العطار، وقال: ثقة، حيثقال (٩٢٠): «عبد الحميد بن سالم العطار (ق) (جخ) ثقة».
إلا أن ذلك لم يثبت، فإن بقية النسخ خالية عن ذكر كلمة ابن سالم وعن التوثيق.
وكيف كان، فقد روى الشيخ بسند صحيح قضية قيمومة عبد الحميد بن سالم على الصغار، وضعف قلبه في بيع الجواري: عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، وأن محمد بن إسماعيل سأل أبا جعفر(عليه السلام) عن حكم ذلك، فقال(عليه السلام) : إذا كان القيم مثلك ومثل عبد الحميد فلا بأس.
التهذيب: الجزء ٩، باب الزيادات من الوصايا، الحديث ٩٣٢.
و تأتي الرواية في ترجمة محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن محمد بن يعقوب، وعن الشيخ في غير هذا الموضع.
وهذه الصحيحة واضحة الدلالة على جلالة عبد الحميد ووثاقته، وذلك من جهة تجويز قيمومته، ومن جهة جعله عدلا لمحمد بن إسماعيل بن بزيع.
وتوهم بعضهم أن عبد الحميد في الرواية غير عبد الحميد بن سالم العطار، فإنه لم يدرك أبا جعفر الجواد(عليه السلام)، ولكنه وهم، أما أولا: فلإمكان بقائه إلى زمان الجواد(عليه السلام)، ولا سيما أنه لم يثبت إدراكه الصادق(عليه السلام)، وإنما لم يذكر من أصحاب الجواد(عليه السلام)، لأنه لم يرو عنه.
وأما ثانيا: فلأن السائل، وهو محمد بن إسماعيل بن بزيع، سأل الإمام(عليه السلام) عن كبرى المسألة التي ابتلي بها عبد الحميد بن سالم، ومن الممكن أن السؤال كان بعد وفاة عبد الحميد بزمان.
بقي هنا شيء، وهو أن الأردبيلي نسب في جامعه إلى السيد التفريشي، أن لعبد الحميد كتاب النوادر، روى عنه عبد الله بن جعفر، وهذا سهو بين، فإن السيد التفريشي ذكر ذلك عن النجاشي في محمد بن عبد الحميد، ولم يذكره في عبد الحميد نفسه.
و ليت شعري كيف غفل الأردبيلي عن ذلك، وعن أن عبد الله بن جعفر هذا هو عبد الله بن جعفر الحميري، بقرينة رواية أحمد بن محمد بن يحيى عنه، وكيف يمكن أن يروي عبد الله بن جعفر هذا عن عبد الحميد الذي هو من أصحاب أبي الحسن موسى(عليه السلام) .