اخترنا لكم : الفضيل الرسان

الفضيل بن الزبير. تقدم في الفضيل بن الزبير الرسان.

غياث بن إبراهيم

معجم رجال الحدیث 14 : 251
T T T
قال النجاشي: «غياث بن إبراهيم التميمي الأسدي، بصري، سكن الكوفة، ثقة.
روى عن أبي عبد الله(عليه السلام) وأبي الحسن(عليه السلام)، له كتاب مبوب في الحلال والحرام، يرويه جماعة، أخبرنا أبو العباس أحمد بن علي، قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم بن أبي رافع، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن زياد، قال: حدثنا جعفر المحمدي، قال: حدثنا إسماعيل بن أبان بن إسحاق الوراق عنه، بالكتاب».
وقال الشيخ (٥٦١): «غياث بن إبراهيم، له كتاب، أخبرنا به جماعة، عن أحمد بن محمد بن الحسن، عن أبيه، عن الصفار، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن يحيى الخزاز، عنه.
ورواه حميد عن الحسن بن علي اللؤلؤي، عنه، وله كتابمقتل أمير المؤمنين(عليه السلام)، أخبرنا به أحمد بن محمد بن موسى، عن ابن عقدة، عن الحسين بن حمدان، عن علي بن إبراهيم، ومعلى، عن زيدان بن عمر، قال: حدثنا غياث بن إبراهيم، وذكر الكتاب».
وعده البرقي في أصحاب الصادق(عليه السلام)، قائلا: «غياث بن إبراهيم النخعي، عربي، كوفي.
وعد الشيخ في رجاله غياث بن إبراهيم في ثلاثة مواضع، فذكره في أصحاب الباقر(عليه السلام) (١)، قائلا: «غياث بن إبراهيم، بتري».
وفي أصحاب الصادق(عليه السلام) (١٦)، قائلا: «غياث بن إبراهيم أبو محمد الأسدي: أسند عنه، وروى عن أبي الحسن ع».
وذكره فيمن لم يرو عنهم(عليهم السلام) (٢)، قائلا: «غياث بن إبراهيم، روى محمد بن يحيى الخزاز، عنه».
بقي هنا أمور: الأول: أن غياث بن إبراهيم الذي ذكره الشيخ في أصحاب الباقر(عليه السلام) وقال: بتري، مغاير لمن عده في أصحاب الصادق(عليه السلام)، وترجمه في الفهرست، وترجمه النجاشي، وله كتاب، والدليل على ذلك أن راوي كتاب غياث بن إبراهيم، إسماعيل بن أبان على ما ذكره النجاشي، ويروي عنه أحمد بن أبي عبد الله البرقي كتابه، على ما مر في ترجمته، وقد توفي أحمد سنة (٢٨٠) تقريبا، ولا يمكن روايته عن أصحاب الباقر(عليه السلام) بواسطة واحدة، وهو إسماعيل بن أبان، وأيضا راوي كتاب غياث محمد بن يحيى الخزاز على ما ذكره الشيخ، وقد روى عنه أحمد بن أبي عبد الله البرقي كتابه، على ما يأتي في ترجمته، ويعود الكلام السابق.
ومثل ذلك رواية أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، وعن محمد بن يحيى الخزاز، عن غياث بن إبراهيم، على ما يأتي من المشيخة،و أوضح من ذلك أن راوي كتاب غياث: الحسن بن علي اللؤلؤي، وقد روى عنه حميد المتوفى سنة (٣١٠)، على ما ذكره الشيخ، وكيف يمكن رواية حميد، عن أصحاب الباقر(عليه السلام) بواسطة واحدة.
ومثل ذلك رواية علي بن إبراهيم، عن زيدان بن عمر، عن غياث، كتابه على ما ذكره الشيخ، والمتحصل أن غياث بن إبراهيم الذي له كتاب، هو من أصحاب الصادق(عليه السلام)، والكاظم(عليه السلام)، وليس هو بغياث بن إبراهيم البتري، والله العالم.
الثاني: أن ذكر الشيخ غياث بن إبراهيم وأنه روى عن أبي الحسن(عليه السلام) لا يجتمع مع ذكره فيمن لم يرو عنهم(عليهم السلام)، والالتزام بالتعدد فيه ما لا يخفى.
الثالث: تقدم عن الشيخ عند ذكر غياث بن إبراهيم في أصحاب الصادق(عليه السلام) أنه أسند عنه، وروى عن أبي الحسن(عليه السلام)، وهذا من غرائب الكلام، فإن رواية غياث بن إبراهيم، عن غير الصادق(عليه السلام) في ثلاثة مواضع، وهو من موارد الاختلاف في الكافي والتهذيب والفقيه، بل جميع رواياته عن الصادق(عليه السلام)، وأما روايته عن الكاظم(عليه السلام) فلم نعثر عليها.
الرابع: ذكر الشهيد الثاني في درايته،(ص) ٥٦،أن غياث بن إبراهيم دخل على المهدي بن المنصور، وكان يعجب الحمام الطيارة الواردة من الأمكنة البعيدة، فروى حديثا عن النبي(ص)، قال: لا سبق إلا في خف أو حافر أو نصل أو جناح، فأمر له بعشرة آلاف درهم .. الحديث.
أقول: لو ثبت هذا فغياث بن إبراهيم فيه رجل آخر غير من ترجمه النجاشي، والظاهر أنه كان رجلا من علماء العامة ومعاريفهم، على أنه لم يثبت والرواية مرسلة، وقد ذكر القرطبي هذه القصة في مقدمة تفسيره باختلاف يسير، ونسبها إلى الرشيد وأبي البختري القاضي وهب بن وهب.
و كيف كان، فطريق الصدوق إليه: أبوه- رضي الله عنه-، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن محمد بن يحيى الخزاز، عن غياث بن إبراهيم، والطريق صحيح، إلا أن طرق الشيخ كلها ضعيفة، فإن الطريق الأول فيه: أحمد بن محمد بن الحسن، ولم يرد فيه توثيق، والثاني مرسل فإنه لم يذكر طريقه إلى حميد، وطرقه إليه في الفهرست ضعيفة، والحسن بن علي اللؤلؤي لم يوثق، وطريقه الثالث إلى كتاب المقتل فيه الحسين بن حمدان، وهو ضعيف، وزيدان مجهول.