اخترنا لكم : سلمة بن صالح

ابن أرتبيل: كوفي، من أصحاب الصادق(عليه السلام)، رجال الشيخ (١٦١).

محمد بن جعفر بن محمد بن عون

معجم رجال الحدیث 16 : 177
T T T
قال النجاشي: «محمد بن جعفر بن محمد بن عون الأسدي أبو الحسين الكوفي: ساكن الري، يقال له محمد بن أبي عبد الله، كان ثقة، صحيح الحديث، إلا أنه روى عن الضعفاء، وكان يقول بالجبر والتشبيه، وكان أبوه وجها، روى عنه أحمد بن محمد بن عيسى، له كتاب الجبر والاستطاعة.
أخبرنا أبو العباس بن نوح، قال: حدثنا الحسن بن حمزة، قال: حدثنا محمد بن جعفر الأسدي، بجميع كتبه، قال: ومات أبو الحسين محمد بن جعفر ليلة الخميس لعشر خلون من جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة، وقال ابن نوح: حدثنا أبو الحسن بن داود، قال: حدثنا أحمد بن حمدان القزويني، عنه، بجميع كتبه».
و قال الشيخ (٦٦٠): «محمد بن جعفر الأسدي: يكنى أبا الحسين، له كتاب الرد على أهل الاستطاعة، أخبرنا به جماعة عن التلعكبري، عن محمد بن جعفر الأسدي».
وقال في رجاله في باب من لم يرو عنهم(عليهم السلام) (٢٨): «محمد بن جعفر الأسدي، يكنى أبا الحسين الرازي، وكان أحد الأبواب».
وقال في كتاب الغيبة: «و قد كان في زمان السفراء المحمودين أقوام ثقات، ترد عليهم التوقيعات من قبل المنصوبين للسفارة من الأصل، منهم أبو الحسين محمد بن جعفر الأسدي (رحمهم الله) .
أخبرنا أبو الحسين بن أبي جيد القمي، عن محمد بن الوليد، عن محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن صالح بن أبي صالح، قال: سألني بعض الناس في سنة تسعين ومائتين قبض شيء فامتنعت من ذلك، وكتبت أستطلع الرأي فأتاني الجواب: بالري محمد بن جعفر العربي فليدفع إليه، فإنه من ثقاتنا».
الغيبة: في ذكر السفراء المحمودين الثقات الذين ترد عليهم التوقيعات، الحديث ١، ثم ذكر الشيخ عدة روايات متعلقة بذلك، ثم قال: «و مات الأسدي على ظاهر العدالة ولم يطعن عليه، في شهر ربيع الآخر سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة».
الغيبة: الموضع المذكور.
أقول: الروايات الدالة على وكالة محمد بن جعفر الأسدي كثيرة.
منها: ما تقدم في ترجمة محمد بن أحمد بن نعيم الشاذاني.
ومنها: ما رواه الصدوق(قدس سره) بإسناده عن نصر بن الصباح البلخي، قال: كان بمرو كاتب للخوزستاني، سماه لي نصر، واجتمع عنده ألف دينار للناحية (إلى أن قال): وكتب إليه كان المال ألف دينار فبعثت بمائتي دينار، فإن أحببت أن تعامل أحدا فعامل الأسدي بالري (الحديث).
كمال الدين: الجزء ٢، الباب ٤٥، في ذكر التوقيعات الواردة عن القائم(عليه السلام)، الحديث ١٠.
و رواها الشيخ باختلاف ما، عن محمد بن يعقوب، عن أحمد بن يوسفالساسي، عن محمد بن كاتب المروزي.
الغيبة: الموضع المتقدم.
وروى الشيخ المفيد(قدس سره) بإسناده، عن علي بن محمد، قال: حدثني بعض أصحابنا (إلى أن قال) فلما كان من قابل، كتبت أستأذن فورد الإذن وكتبت: أني قد عادلت محمد بن العباس، وأنا واثق بديانته وصيانته، فورد: الأسدي نعم العديل، فإن قدم فلا تختر عليه، فقدم الأسدي وعادلته.
الإرشاد: باب في ذكر طرف من دلائل صاحب الزمان(عليه السلام)، الحديث ١٣.
و رواها الشيخ عن محمد بن يعقوب، عن أحمد بن يوسف الساسي، عن أبي جعفر محمد بن علي بن نوبخت، باختلاف يسير.
الغيبة: الموضع المتقدم، الحديث ٣.
أقول: هذه الرواية رواها في الكافي: الجزء ١، باب مولد الصاحب(عليه السلام) ١٢٥، الحديث ١٧، عن علي، عمن حدثه.
وملخص الكلام في المقام، أن محمد بن جعفر الأسدي لا شك في وثاقته ولم يخالف فيها اثنان، إنما الكلام في فساد عقيدته، وقوله بالجبر والتشبيه، وهذا هو مقتضى كلام النجاشي في ترجمته، وقد تقدم عنه في ترجمة حمزة بن القاسم العلوي العباسي، أن له كتاب الرد على محمد بن جعفر الأسدي، والنجاشي على جلالته ومهارته لا يمكن تصديقه في هذا القول، فإنه معارض بما تقدم عن الشيخ، من أن الأسدي مات على ظاهر العدالة ولم يطعن عليه، المؤيد بما ذكره الصدوق(قدس سره)، قال: «و أما الخبر الذي روي فيمن أفطر يوما من شهر رمضان متعمدا، أن عليه ثلاث كفارات، فإني أفتي به فيمن أفطر بجماع محرم عليه ..، لوجود ذلك في روايات أبي الحسين الأسدي (رضي الله عنه) فيما ورد عليه، من الشيخ أبي جعفر محمد بن عثمان العمري (قدس الله روحه) ».
الفقيه: الجزء ٢، باب ما يجب على من أفطر أو جامع في شهر رمضان، الحديث ٣١٧، فإن اعتماد الصدوق(قدس سره)، على رواية أبي الحسين الأسدي، يكشف عن حسن عقيدتهو إيمانه، وقد ذكر الصدوق(قدس سره)، بعد ذلك بقليل، أنه لا يفتي برواية سماعة بن مهران، لأنه كان واقفيا.
والمؤيد بالروايات المتقدمة، الدالة على مدحه وعدالته.
وهذه الروايات وإن كانت ضعيفة الأسناد، إلا أن تضافرها يغني عن النظر في سند كل واحد منها، ويؤكد ما ذكرنا كثرة روايات محمد بن يعقوب، عن الأسدي (تارة) بعنوان محمد بن جعفر، و(أخرى) بعنوان محمد بن أبي عبد الله، وقد مر في ترجمة محمد بن أبي عبد الله الأسدي اتحاده مع محمد بن جعفر الأسدي، فلو كان محمد بن جعفر الأسدي قائلا بالجبر والتشبيه، لكان تلميذه محمد بن يعقوب أولى بمعرفة ذلك وتركه الرواية عنه.
وأوضح من جميع ذلك: أن محمد بن يعقوب، روى عدة روايات في بطلان القول بالتشبيه، وبطلان القول بالجبر، عن محمد بن أبي عبد الله الذي عرفت اتحاده مع محمد بن جعفر الأسدي.
الكافي: الجزء ١، باب في إبطال الرؤية (٩)، الحديث ١، والحديث ١١.
وباب النهي عن الصفة ١٠، الحديث ٣.
وباب النهي عن الجسم والصورة ١١، الحديث ٤، والحديث ٦ و٧، وباب الجبر والقدر ٣٠، الحديث ١٢، والحديث ١٣.
وباب الاستطاعة ٣١، الحديث ٣، وغير ذلك.
وبما ذكرناه يظهر، أنه لا وجه لقول العلامة أعلى الله مقامه (١٤٥) من الباب (١)، من حرف الميم، من القسم الأول: «كان ثقة، صحيح الحديث، إلا أنه روى عن الضعفاء وكان يقول بالجبر والتشبيه، فأنا في حديثه من المتوقفين» (انتهى).
فإنه اعتمد في ذلك على قول النجاشي، وقد عرفت أنه لا يمكن تصديقه في ذلك، كما ظهر مما ذكرنا أنه لا وجه لما صنعه ابن داود من ذكره في البابين،فالأول في ذيل (١٣١٠)، والثاني في (٤٢٣).
ثم إنا لو تنزلنا وسلمنا، أن محمد بن جعفر كان قائلا بالجبر والتشبيه، فلا ينبغي الشك في الاعتماد على روايته، بناء على ما هو الصحيح من كفاية وثاقة الراوي في حجية روايته، من دون دخل لحسن عقيدته في ذلك.
بقي الكلام في أن الأردبيلي، ذكر في جامعه أن محمد بن جعفر بن محمد بن عون الأسدي، ومحمد بن جعفر الرزاز أبا العباس الكوفي، متحدان.
أقول: هذا غير صحيح، ونبين وجه التغاير في ترجمة محمد بن جعفر الرزاز.
وطريق الشيخ إليه صحيح.