اخترنا لكم : الحسين بن [أبي علي]

ابن الحسن السبزواري. تقدم في الحسن بن أبي علي.

نصر بن صباح

معجم رجال الحدیث 20 : 150
T T T
قال النجاشي: «نصر بن صباح أبو القاسم البلخي، غال المذهب، روى عنه العياشي، له كتب، منها: كتاب معرفة الناقلين، كتاب فرق الشيعة.
أخبرنا الحسين بن أحمد بن هدية، قال: حدثنا جعفر بن محمد، قال: حدثنا محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي، عنه».
وعده الشيخ في رجاله ممن لم يرو عنهم(عليهم السلام) (١)، قائلا: «النصر بن الصباح، يكنى أبا القاسم، من أهل بلخ، لقي جلة من كان في عصره من المشايخ والعلماء، وروى عنهم، إلا أنه قيل كان من الطيارة، غال».
ونسب ابن داود إلى ابن الغضائري أنه قال: «نصر بن الصباح غال» (٥١٧).
، وتقدم عن الكشي في ترجمة سلمان (١) قوله: «نصر بن الصباح، وهو غال»، كما تقدم في ترجمة جابر بن يزيد الجعفي (٧٨) بعد نقل رواية عن نصر بنالصباح قوله: «هذا حديث موضوع لا شك في كذبه، ورواته كلهم متهمون بالغلو والتفويض».
كما تقدم قوله أيضا في ترجمة المفضل بن عمر قوله: «حدثني أبو القاسم نصر بن الصباح، وكان غاليا».
لكنه قد يناقش في ذلك بأن نصر بن الصباح قد نسب الغلو إلى جماعة ولعنهم وهذا ينافي كونه غاليا، فقد تقدم في ترجمة علي بن حسكة قول الكشي: «قال نصر الصباح: علي بن حسكة الحوار، كان أستاذ القاسم الشعراني من الغلاة الكبار، ملعون».
وقوله: في ترجمة الحسين بن علي الخواتيمي: «قال نصر بن الصباح: إن الحسين بن علي الخواتيمي، كان غاليا، ملعونا».
وقوله في ترجمة العباس بن صدقة وقرينيه: «قال نصر بن الصباح: العباس بن صدقة، وأبو العباس الطرناني، وأبو عبد الله الكندي المعروف بشاه رئيس، كانوا من الغلاة الكبار، ملعونين».
ويمكن الجواب عن ذلك، بأن الغلو له درجات، ولا مانع من أن يكون شخص غاليا بمرتبة، ويلعن غاليا آخر أشد منه في الغلو، وكيف كان، فلم تثبت وثاقته ولا حسنه، فلا أقل من أنه مجهول الحال.
ولكنه قد يستدل على حسنه وجلالته بما رواه الصدوق(قدس سره) عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن سعد بن عبد الله، عن علي بن محمد الرازي، عن نصر بن الصباح البلخي، قال: كان بمرو كاتب كان للخوزستاني سماه لي نصر، واجتمع عنده ألف دينار للناحية، فاستشارني، فقلت: ابعث بها إلى الحاجزي، فقال: هو في عنقك إن سألني الله عز وجل يوم القيامة، فقلت: نعم، قال نصر: ففارقته على ذلك ثم انصرفت إليه بعد سنتين، فلقيته فسألته عن المال، فذكر أنه بعث من المال بمائتي دينار إلى الحاجزي، فورد عليه وصولها والدعاء له، كتب إليه: كان المال ألف دينار فبعثت بمائتي دينار، فإن أحببت أن تعامل أحدا فعامل الأسدي بالري.
قال نصر: وورد علي نعي حاجز، فجزعت عن ذلك جزعا شديدا واغتممت، وقلت له: ولم تغتم وتجزع وقد من الله عليك بدلالتين، قد أخبرك بمبلغ المال وقد نعى إليك حاجزا مبتدئا، وروى أيضا عن أبيه ((رحمه الله) )، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن علي بن محمد الرازي، قال: حدثني نصر بن الصباح، قال: أنفذ رجل من أهل بلخ خمسة دنانير إلى حاجز، وكتب رقعة وغير فيها اسمه، فخرج إليه الوصول باسمه ونسبه والدعاء له.
كمال الدين: الجزء ٢، الباب (٤٥) في ذكر التوقيعات الواردة عن القائم(عليه السلام)، الحديث ٩ و١٠.
أقول: لا دلالة في هاتين الروايتين إلا على أن نصر بن الصباح كان معترفا بإمامة الإمام الثاني عشر(عليه السلام)، وهذا لا ينافي غلوه، ولا يلازم حسنه.
ثم إن مضمون الرواية الأولى رواه الشيخ(قدس سره) عن محمد بن يعقوب الكليني، عن أحمد بن يوسف الساسي، قال: قال لي محمد بن الحسن الكاتب المروزي: وجهت إلى حاجز الوشاء مائتي دينار .. (الحديث).
الغيبة: في ذكر السفراء الممدوحين.
ومقتضى ذلك أن ناقل الحديث هو أحمد بن يوسف الساسي، دون نصر بن الصباح.
بقي هنا شيء، وهو أن الكشي قد أكثر الرواية عن نصر بن الصباح، وظاهر كلامه أنه يروي عنه بلا واسطة، ويبعده ما تقدم من الروايتين، فإن من يروي عنه سعد بن عبد الله المتوفى حدود سنة ثلاثمائة بواسطة، لا يمكن أن يروي عنه الكشي، ولا يبعد أن تكون رواية الكشي عنه بواسطة محمد بن مسعود العياشي، ويؤكد ذلك قول النجاشي بأن نصر بن الصباح روى عنه العياشي، ومع ذلك فقد قال الكشي في عدة موارد: حدثني نصر بن الصباح، منها: ما تقدم في ترجمة السيد بن محمد الحميري، قال فيها: «و حدثني نصر بن الصباح،قال: حدثنا إسحاق بن محمد البصري»، وقال أيضا: «و حدثني نصر بن الصباح، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى».
وفي ترجمة عفان الطائي، قال: «حدثني نصر بن الصباح، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى».
وفي ترجمة المفضل بن عمر، قال: «حدثني أبو القاسم نصر بن الصباح، وكان غاليا»، ومقتضى ذلك أن الكشي يروي عنه بنفسه، والله العالم.