اخترنا لكم : عبد العزيز بن يحيى

قال النجاشي: «عبد العزيز بن يحيى بن أحمد بن عيسى الجلودي الأزدي البصري أبو أحمد شيخ البصرة وأخباريها، وكان عيسى الجلودي من أصحاب أبي جعفر(عليه السلام)، وهو منسوب إلى جلود قرية في البحر، وقال قوم: إن جلود بطن من الأزد ولا يعرف النسابون ذلك، وله كتب قد ذكرها الناس، منها: كتاب مسند أمير المؤمنين(عليه السلام)، كتاب الجمل، كتاب صفين، كتاب الحكمين، كتاب الغارات، كتاب الخوارج، كتاب بني ناجية، كتاب حروب علي(عليه السلام)، كتاب ما نزل في الخمسة(عليهم السلام)، كتاب الفضائل، كتاب نسب النبي(عليه السلام)، كتاب تزويج فاطمة(عليها السلام)، كتاب ذكر علي(عليه السلام) في حروب النبي(ص)، كتاب محب علي(عليه السلام) و...

الحسن بن محمد بن سهل

معجم رجال الحدیث 6 : 135
T T T
الحسن بن محمد بن الفضل بن يعقوب.
الحسن بن محمد النوفلي.
قال النجاشي: «الحسن بن محمد بن سهل النوفلي ضعيف، لكن له كتاب حسن كثير الفوائد جمعه وقال: ذكر مجالس الرضا(عليه السلام) مع أهل الأديان أخبرناه أحمد بن عبد الواحد، قال: حدثنا أبو عبد الله أحمد بن أبي رافع الصيمري، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن جمهور العمي، عنه، به».
ثم إن الوحيد(قدس سره) استظهر اتحاد الرجل، مع الحسن بن محمد بن الفضل الثقة الآتي، وهذا مبتن على مقدمات: الأولى:- أن النجاشي ذكر بعد هذا الحسن بن محمد بن الفضل بن يعقوب بن سعيد بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، وقال: أبو محمد ثقة جليل القدر، روى عن الرضا(عليه السلام) نسخة، وعن أبيه، عن أبي عبد الله، وأبي الحسن موسى(عليه السلام)، وله كتاب كبير.
قال ابن عياش: حدثنا عبيد الله بن أبي زيد، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن جمهور عنه به».
ثم ذكر: «الحسين بن محمد بن الفضل بن يعقوب بن سعيد [سعد بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، أبو محمد، شيخ من الهاشميين، ثقة.
روى أبوه عن أبي عبد الله(عليه السلام)، وأبي الحسن(عليه السلام)، ذكره أبو العباس، وعمومته كذلك: إسحاق ويعقوب وإسماعيل، وكان ثقة، صنف مجالس الرضا(عليه السلام) مع أهل الأديان».
الثانية:- أنه استظهر وقوع التكرار في كلام النجاشي، وأن ما ذكره ثانيا هو الحسن أيضا مكبرا، والاشتباه من النساخ حيث أثبتوه مصغرا، ولأجل ذلك اقتصر العلامة على ذكر الحسن فقط، وذكر فيه بعض ما ذكره النجاشي في الحسن، وبعض ما ذكره في الحسين، ويؤيد ذلك اقتصار ابن داود على ذكر الحسن أيضا.
الثالثة:- أن مصنف مجالس الرضا(عليه السلام) مع أهل الأديان هو الحسن بن محمد بن الفضل، والراوي عنه الحسن بن محمد بن الجمهور، وحيث إن المصنف هو مجالس الرضا(عليه السلام)، والراوي واحد وهو الحسن بن محمد بن الجمهور، يستكشف أن الحسن بن محمد بن سهل هو الحسن بن محمد بن الفضل.
ويؤيد ذلك أن الصدوق روى في العيون والتوحيد مجلس الرضا(عليه السلام) مع أهل الأديان، عن الحسن بن محمد النوفلي وكذا روى فيهما مجلس الرضا(عليه السلام)، مع سليمان المروزي، عن الحسن بن محمد النوفلي، وهذا شاهد على أنه ليس غير الحسن بن محمد النوفلي يروي مجلس الرضا(عليه السلام)، وإلا لرواه الصدوق أيضا.
ثم إن الوحيد(قدس سره) احتمل أن تكون كلمة سهل مصحف سعيد أو يكون أحد أجداده، ولم يذكر في نسبه في العنوان الآتي، أو يكون أحد أجداده لأمه، ثم قال: وأما التضعيف فلعله لما وجد (جش) أو أحد من يستند (جش) إليه في كتابه ما لا يلائم مذاقه.
أقول: أما استظهار الاتحاد كما اختاره الوحيد، أو احتماله كما ذكره التفريشي فبعيد جدا، وذلك لأن احتمال التكرار في الترجمة في كلام النجاشي، ولا سيما مع فصل قليل فضلا عن استظهاره في نفسه بعيد غايته.
ويزاد على ذلك: أنه ذكر في الحسن بن محمد بن الفضل: أنه روى عن الرضا(عليه السلام)، نسخةو له كتاب كبير، رواه ابن عياش، عن عبيد الله بن أبي زيد، عن الحسن بن محمد بن الجمهور، وذكر في الحسين بن محمد بن الفضل: أنه صنف مجالس الرضا(عليه السلام) مع أهل الأديان، ولم يذكر طريقه إليه، ومع هذا كيف يمكن أن يقال: إنه تكرار في الترجمة، والاشتباه من النساخ.
وأما اقتصار العلامة، وابن داود على ترجمة الحسن بن محمد بن الفضل فهو لا يدل على أن المذكور في نسختهما كان هو الحسن، بل من المحتمل قويا أنهما لم يتعرضا لترجمة الحسين بن محمد بن الفضل مع ترجمة النجاشي إياه وهذا غير عزيز.
ومن موارد ذلك: أن النجاشي تعرض لترجمة الحسين بن بسطام، والحسين بن سيف بن عميرة، ومسعدة بن اليسع، ولم يتعرض العلامة، ولا ابن داود لترجمتهم.
وتعرض النجاشي لترجمة الحسن بن رباط البجلي، والحسن بن أيوب، ولم يتعرض العلامة لهما وأمثال ذلك كثير، وأما عدم نقل الصدوق مجلس الرضا(عليه السلام)، عن الحسين بن محمد بن الفضل فلعله لعدم وصول كتابه إليه كما أنه لم يصل إلى النجاشي، ولذلك لم يذكر طريقه إليه.
ومما ذكرنا يظهر بطلان ما ذكره بعضهم من الاستدلال على الاتحاد بأنه لو كان الحسن بن محمد النوفلي متعددا وكان أحدهما من أولاد سهل والآخر من أولاد الفضل، لكان على الصدوق تعيينه في مقام الحكاية، مع أنه لم يعينه.
وجه الظهور: مضافا إلى أن المشتركات كثيرة في الروايات ولعل الراوي استند إلى قرينة في التعيين قد خفيت علينا، أن الحسن بن محمد النوفلي الراوي لمجلس الرضا(عليه السلام) واحد، وهو ابن محمد بن سهل، فإن الحسن بن محمد بن الفضل لم يذكر أنه روى مجلس الرضا(عليه السلام)، وإنما ذكر النجاشي: أنه روى نسخة عن الرضا(عليه السلام)، وله كتاب كبير.
نعم ذكر أن الحسين بن محمد بن الفضل روى مجالس الرضا(عليه السلام)، وعليه فلا حاجة إلى التعيين.
هذا ومما يكشف عن التغاير، أن النجاشي ضعف الحسن بن محمد بن سهل النوفلي، ووثق الحسين بن محمد بن الفضل، فهما شخصان، ومجرد أن لكل منهما تأليف مجالس الرضا(عليه السلام)، وقد رواه الحسن بن محمد بن جمهور لا يكشف عن الاتحاد بوجه، إذ يمكن أن يكون شخصان جمعا وألفا مجالس الرضا(عليه السلام)، وقد روى عنهما شخص واحد، ودعوى أن التضعيف لعله من جهة أن النجاشي أو من يستند إليه وجد في كتابه ما لا يلائم مذاقه، على ما ذكره الوحيد(قدس سره) أشبه شيء بالسفسطة.
أ فهل يمكن أن يقال إن فلانا ضعيف ثقة؟ نعم يمكن أن يكون رجل ضعيفا في عقيدته، ثقة في روايته، فهذا الاحتمال ساقط جدا.
وأما احتمال أن سهل مصحف سعد أو أنه أحد أجداد الحسن من أمه فهو خلاف الظاهر، لا يصار إليه إلا بدليل.
وأيضا مما يكشف عن التغاير رواية الكافي: الجزء ٦، كتاب العقيقة ١، باب في النوادر، وهو آخر باب من كتاب العقيقة ٣٨، الحديث ١، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن حسان، عن الحسين بن محمد النوفلي.
ورواه الشيخ، عن محمد بن يعقوب مثله.
التهذيب: الجزء ٨، باب الحكم في أولاد المطلقات، الحديث ٣٩٧.