اخترنا لكم : جبرئيل بن أحمد

الفاريابي: يكنى أبا محمد، كان مقيما بكش، كثير الرواية عن العلماءبالعراق، وقم، وخراسان، رجال الشيخ في من لم يرو عنهم(عليهم السلام) (٩). والكشي، يروي عنه كثيرا، ويعتمد عليه، ويروي ما وجده بخطه، ولكنك عرفت غير مرة، أن اعتماد القدماء على رجل، لا يدل على وثاقته ولا على حسنه، لاحتمال أن يكون ذلك من جهة بنائهم على أصالة العدالة.

سدير بن حكيم

معجم رجال الحدیث 9 : 37
T T T
ابن صهيب الصيرفي: يكنى أبا الفضل، من الكوفة، مولى، من أصحاب السجاد(عليه السلام)، رجال الشيخ (٤).
وعده في أصحاب الباقر(عليه السلام) (١٥)، قائلا: سدير بن حكيم الصيرفي.
وفي أصحاب الصادق(عليه السلام) (٢٣٢)، قائلا: «سدير بن حكيم الصيرفي.
كوفي، يكنى أبا الفضل، والد حنان».
وعده البرقي في أصحاب الباقر(عليه السلام)، قائلا: سدير الصيرفي، وفي أصحاب أبي عبد الله جعفر بن محمد(عليه السلام) ممن أدركه من أصحاب أبي جعفر(عليه السلام)، وروى عنه، قائلا: أبو الفضل سدير الصيرفي كوفي (انتهى).
سدير الصيرفي، روى عن أبي جعفر(عليه السلام)، وروى عنه أبو حمادالأعرابي، كامل الزيارات: الباب ٤٩، في ثواب من زار الحسين(عليه السلام)، راكبا أو ماشيا ومناجاة الله لزائره، الحديث ٧.
وعده ابن شهرآشوب من خواص أصحاب الصادق(عليه السلام) .
المناقب: الجزء ٤، في (فصل في تواريخه وأحواله ع).
ثم إن الروايات هنا على طائفتين: مادحة وقادحة، أما المادحة: فمنها: ما رواه الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أحمد بن عبيد، عن الحسين بن علوان، عن أبي عبد الله(عليه السلام)، أنه قال- وعنده سدير-: إن الله إذا أحب عبدا غته بالبلاء غتا وإنا وإياكم يا سدير نصبح به ونمسي، الكافي: الجزء ٢، كتاب الإيمان والكفر ١، باب شدة ابتلاء المؤمن ١٠٦، الحديث ٦.
أقول: الرواية وإن وصفها بعضهم بالصحة إلا أنها ضعيفة بعدم توثيق أحمد بن عبيد.
ومنها: ما رواه الكشي (٨٦ و٨٧) عن علي بن محمد القتيبي، قال: حدثنا الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن بكر بن محمد الأزدي، قال وزعم لي زيد الشحام، قال: إني لأطوف حول الكعبة، وكفي في كف أبي عبد الله(عليه السلام)، فقال ودموعه تجري على خديه، فقال: يا شحام، ما رأيت ما صنع ربي إلي، ثم بكى ودعا، ثم قال لي: يا شحام إني طلبت إلى إلهي في سدير، وعبد السلام بن عبد الرحمن- وكانا في السجن- فوهبهما لي وخلى سبيلهما.
أقول: هذه الرواية وإن وصفها العلامة بالمعتبرة، إلا أنها ضعيفة فإن علي بن محمد القتيبي، وإن كان من مشايخ الكشي، إلا أنه لم يرد فيه توثيق، وعلى تقدير تسليم اعتبارها فلا تدل الرواية على وثاقة سدير، ولا على حسنه، بل غاية ما تدل عليه أن الإمام(عليه السلام) كان يحبه ويعطف عليه، ويكفي في ذلك كونه شيعيا ومواليا لأهل البيت(عليهم السلام) .
و منها: ما رواه الصدوق بسنده الصحيح عن حنان بن سدير، عن أبيه قال: دخلت أنا وأبي وجدي وعمي حماما في المدينة، وإذا رجل في بيت المسلخ فقال لنا: ممن القوم؟ فقلنا: من أهل العراق، فقال: أي العراق؟ فقلنا: الكوفيون، فقال: مرحبا بكم يا أهل الكوفة، وأهلا، أنتم الشعار دون الدثار، ثم قال: وما يمنعكم من الإزار؟ فإن رسول الله(ص) قال: عورة المؤمن على المؤمن حرام .. فلما خرجنا من الحمام، سألنا عن الرجل في المسلخ فإذا هو علي بن الحسين(عليه السلام)، ومعه ابنه محمد بن علي(عليه السلام) .
الفقيه: الجزء ١، باب غسل يوم الجمعة ودخول الحمام وآدابه، الحديث ٢٥٢.
أقول: مع الغض عن أن الرواية راويها سدير نفسه، لا دلالة فيها إلا على مدح أهل الكوفة لكثرة الشيعة فيهم وليس فيها أي مدح لسدير، وأبيه وجده بأشخاصهم، بل إنها صريحة في أنهم كانوا مكشوفي العورة فأمرهم الإمام(عليه السلام) بالاتزار.
وأما الروايات القادحة فمنها: ما رواه الكشي، عن محمد بن مسعود، قال: حدثنا علي بن محمد بن فيروزان، قال: حدثني محمد بن أحمد بن يحيى، عن إبراهيم بن هاشم، عن عمرو بن عثمان، عن محمد بن عذافر، عن أبي عبد الله(عليه السلام)، قال: ذكر عنده سدير فقال: سدير عصيدة بكل لون.
أقول: الرواية ضعيفة لأن علي بن محمد لم يوثق، على أنه لا دلالة فيها على الذم بل يحتمل دلالتها على المدح لاحتمال أن يراد بهذه الجملة: أن سديرا لا تتغير حقيقته بأي لون كان فهو عصيدة على كل حال، وإن اختلفت ألوانه.
ومنها: ما رواه الكليني، عن حميد بن زياد، عن أبي العباس عبيد الله بن أحمد الدهقان، عن علي بن الحسن الطاطري، عن محمد بن زياد بياع السابري، عن أبان، عن صباح بن سيابة، عن المعلى بن خنيس، قال: ذهبت بكتاب عبد السلام بن نعيم، وسدير، وكتب غير واحد إلى أبي عبد الله(عليه السلام)، حين ظهرت المسودة قبل أن يظهر ولد العباس بأنا قد قدرنا أن يئول هذا الأمر إليك فما ترى؟ قال: فضرب بالكتب الأرض ثم قال: أف أف ما أنا لهؤلاء بإمام أما يعلمون أنه إنما يقتل السفياني.
الروضة: الحديث ٥٠٩.
أقول: الرواية ضعيفة ولا أقل من جهة صباح بن سيابة، على أنه لا دلالة فيها على قدح في سدير، ومن كتب مثل كتابه إلى أبي عبد الله(عليه السلام) غير أنهم قدروا أن يئول هذا الأمر (الخلافة) إلى الصادق(عليه السلام) من جهة جهلهم بأن من ينتهي الأمر إليه هو قاتل السفياني، وقد بين (سلام الله عليه) لهم ذلك وعرفهم به.
فقد روى الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى، عن بكر بن محمد، عن سدير، قال: قال أبو عبد الله(عليه السلام) : يا سدير الزم بيتك وكن حلسا من أحلاسه واسكن ما سكن الليل والنهار، فإذا بلغك أن السفياني قد خرج فارحل إلينا ولو على رجلك، الروضة: الحديث ٣٨٣.
فتحصل مما مر أنه لا يمكن الاستدلال بشيء من الروايات على مدح سدير، ولا على قدحه، لكنه مع ذلك يحكم بأنه ثقة من جهة شهادة علي بن إبراهيم في تفسيره بوثاقته على ما يأتي.
ولا يعارض ذلك بما رواه العلامة من قوله: وقال السيد علي بن أحمد العقيقي: سدير [بن الصيرفي، وكان اسمه سلمة كان مخلطا.
الخلاصة (٣)، من الباب (١٠)، من فصل السين، من القسم الأول.
وذكر ابن داود نحوه في (٦٦٣) من القسم الأول.
فإن العقيقي لم تثبت وثاقته، على أن التخليط بمعنى رواية المعروف والمنكر، وهذا لا ينافي وثاقة الراوي.
ثم إن ما نقله العلامة، عن العقيقي من أن اسم سدير سلمة لا محصل له، فإن سديرا من الأسماء ولا معنى لأن يقال اسمه سلمة، ولعل في العبارة تحريفا، والله العالم.
و طريق الصدوق إليه أبوه- رضي الله عنه-، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحكم بن مسكين، عن عمرو بن أبي نصر الأنماطي، عن سدير بن حكيم بن صهيب الصيرفي، ويكنى أبا الفضل.
والطريق ضعيف فإن فيه الحكم بن مسكين ولم يرد فيه توثيقه.
طبقته في الحديث
وقع بعنوان سدير في أسناد عدة من الروايات تبلغ ثمانية وستين موردا.
فقد روى عن علي بن الحسين(عليه السلام)، وأبي جعفر(عليه السلام)، وأبي عبد الله(عليه السلام)، وعن حكيم بن جبير.
وروى عنه أبو طالب، وأبو الوفاء المرادي، وابنه الحسين، وابنه حنان، وابن مسكان، وإسحاق بن جرير، وبكر بن محمد، وجميل، وجميل بن صالح، والحسين الصحاف، والحكم، وخالد بن عمار، والخطاب بن مصعب، وزريق بن الزبير، وسليمان، وعبد الله بن حماد الأنصاري، وعبد الله بن مسكان، وهاشم بن المثنى، وهشام بن المثنى.
روى عن أبي جعفر(عليه السلام)، وروى عنه ابنه حنان.
تفسير القمي: سورة المائدة، في تفسير قوله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ).
ووقع بعنوان سدير الصيرفي في أسناد جملة من الروايات أيضا تبلغ واحدا وعشرين موردا.
فقد روى عن أبي جعفر(عليه السلام)، وأبي عبد الله(عليه السلام)، وعن أبي خالد الكابلي.
وروى عنه إبراهيم بن أبي البلاد، والحارث بن حريز، وحريز، والحسن بن محبوب، وخالد بن عمارة، وعبد الله بن حماد الأنصاري، وعقبة، والعلاء بنرزين، وعلي بن رئاب، وفضالة بن أيوب، والفضل بن دكين، وهشام بن المثنى.
ثم إن الشيخ روى بسنده عن حنان بن سدير، عن أبيه عن أبي جعفر(عليه السلام) .
التهذيب: الجزء ٥، باب الذبح، الحديث ٧٦٣، والإستبصار: الجزء ٢، باب جواز أكل لحوم الأضاحي، الحديث ٩٧٢.
ولكن في الكافي: الجزء ٤، كتاب الحج ٣، باب الأكل من الهدي الواجب ١٨٦، الحديث ١٠، حنان بن سدير، عن أبي جعفر(عليه السلام)، بلا واسطة.