اخترنا لكم : أشعث بن قيس الكندي

أبو محمد، سكن الكوفة، ارتد بعد النبي(ص) في ردة أهل ياسر، وزوجه أبو بكر أخته أم فروة، وكانت عوراء، فولدت له محمدا، من أصحاب رسول الله(ص) . رجال الشيخ (٢٣). و ذكره في أصحاب علي(عليه السلام) أيضا (٥) قائلا: «أشعث بن قيس الكندي، ثم صار خارجيا ملعونا». و في رواية الصدوق أنه ممن كتم شهادته في قول رسول الله(ص) في علي(عليه السلام) : «من كنت مولاه فعلي مولاه»، فدعا(عليه السلام) عليه بأن لا يموت حتى يذهب الله بكريمتيه،و تأتي الرواية في ترجمة البراء بن عازب. ومسجد أشعث من المساجد الملعونة، وتأتي روايته عن الكافي، في جرير بن عبد الله.

محمد بن مكي

معجم رجال الحدیث 18 : 286
T T T
قال السيد التفريشي في النقد (٧٣٨): «محمد بن مكي بن محمد بن حامد العاملي، المعروف بالشهيد- (قدس الله روحه) ونور ضريحه-، شيخ الطائفة، وعلامة وقته، صاحب التحقيق والتدقيق، من أجلة هذه الطائفة وثقاتها، نقي الكلام، جيد التصانيف، له كتب كثيرة منها: كتاب البيان، والدروس، والقواعد، روى عن فخر المحققين محمد بن الحسن العلامة- قدس الله أرواحهماة-».
(انتهى).
وقال الشيخ الحر في أمل الآمل (١٨٨): «الشيخ شمس الدين أبو عبد الله الشهيد محمد بن مكي العاملي الجزيني: كان عالما، ماهرا، فقيها، محدثا، مدققا، ثقة، متبحرا، كاملا، جامعا لفنون العقليات والنقليات، زاهدا، عابدا، ورعا، شاعرا، أديبا، منشئا، فريد دهره، عديم النظير في زمانه.
روى عن الشيخ فخر الدين محمد بن العلامة، وعن جماعة كثيرين من علماء الخاصة والعامة، وذكر في بعض إجازاته أنه روى مصنفات العامة عن نحو أربعين شيخا من علمائهم- نقل ذلك الشيخ حسن.
له كتب منها: كتاب الذكرى خرج منه الطهارة والصلاة جلد، كتاب الدروس الشرعية في فقه الإمامية خرج منه أكثر الفقه ولم يتم، كتاب غاية المراد في شرح نكت الإرشاد، كتاب جامع البين من فوائد الشرحين، جمع فيه بين شرحيتهذيب الأصول للسيد عميد الدين، والسيد ضياء الدين، رأيته بخط الشهيد الثاني، وكتاب البيان في الفقه لم يتم، ورسالة الباقيات الصالحات، واللمعة الدمشقية في الفقه، والأربعون حديثا، والألفية في فقه الصلاة اليومية، ورسالة في قصر من سافر بقصد الإفطار والتقصير، والنفلية، وخلاصة الاعتبار في الحج والاعتمار، والقواعد [و الدرة المضيئة ورسالة التكليف، وإجازة مبسوطة حسنة [لولدي الشيخ علي بن نجدة رأيتها بخطه وعدة إجازات، وكتاب المزار، وغير ذلك.
وله شعر جيد، منه قوله ويروي لغيره:
غنينا بنا عن كل من لا يريدنا* * * وإن كثرت أوصافه ونعوته
و من صد عنا حسبه الصد والقلا* * * ومن فاتنا يكفيه أنا نفوته
و قوله:
عظمت مصيبة عبدك المسكين* * * في نومه عن مهر حور العين
الأولياء تمتعوا بك في الدجى* * * بتهجد وتخشع وحنين
فطردتني عن قرع بابك دونهم* * * أ ترى لعظم جرائمي سبقوني
أ وجدتهم لم يذنبوا فرحمتهم* * * أم أذنبوا فعفوت عنهم دوني
إن لم يكن للعفو عندك موضع* * * للمذنبين فأين حسن ظنوني
و كانت وفاته سنة (٧٨٦)، اليوم التاسع من جمادى الأولى، قتل بالسيف، ثم صلب، ثم رجم [ثم أحرق بدمشق في دولة بيدر وسلطنة برقوق، بفتوى القاضي برهان الدين المالكي، وعباد بن جماعة الشافعي، بعد ما حبس سنة كاملة في قلعة الشام، وفي مدة الحبس ألف اللمعة الدمشقية في سبعة أيام، وما كان يحضره من كتب الفقه غير المختصر النافع.
وكان سبب حبسه وقتله، أنه وشى به رجل من أعدائه، وكتب محضرا يشتمل على مقالات شنيعة عن العامة، من مقالات الشيعة وغيرهم، وشهد بذلكجماعة كثيرة، وكتبوا عليه شهاداتهم، وثبت ذلك عند قاضي صيدا، ثم أتوا به إلى قاضي الشام فحبس سنة، ثم أفتى الشافعي بتوبته، والمالكي بقتله، فتوقف عن التوبة خوفا من أن يثبت عليه الذنب وأنكر ما نسبوه إليه للتقية، فقالوا: قد ثبت ذلك عليك وحكم القاضي لا ينقض، والإنكار لا يفيد فغلب رأي المالكي لكثرة المتعصبين عليه، فقتل، ثم صلب، ورجم، ثم أحرق ((قدس الله روحه) ).
سمعنا ذلك من بعض المشايخ ورأينا بخط بعضهم، وذكر أنه وجده بخط المقداد تلميذ الشهيد».
(انتهى).
قال الشهيد ((قدس سره) ): «فهذه اللمعة الدمشقية في فقه الإمامية إجابة لالتماس بعض الديانين».
وقال الشهيد الثاني(قدس سره)، في شرحها: «أي المطيعين لله في أمره ونهيه، وهذا البعض هو شمس الدين محمد الآوي، من أصحاب السلطان علي بن مؤيد، ملك خراسان، وما والاها في ذلك الوقت إلى أن استولى على بلاده تيمور لنك، فصار معه قسرا إلى أن توفي في حدود سنة خمس وتسعين وسبع مائة، بعد أن استشهد المصنف ((قدس الله نفسه) ) بتسع سنين، وكان بينه وبين المصنف (قده) مودة ومكاتبة على البعد إلى العراق، ثم إلى الشام، وطلب منه أخيرا التوجه إلى بلاده في مكاتبة شريفة أكثر فيها من التلطف، والتعظيم، والحث للمصنف (رحمه الله) على ذلك، فأبى واعتذر إليه، وصنف له هذا الكتاب بدمشق في سبعة أيام لا غير، على ما نقله عنه ولده المبرور أبو طالب محمد، وأخذ شمس الدين محمد الآوي نسخة الأصل، ولم يتمكن أحد من نسختها منه لضنته بها، وإنما نسخها بعض الطلبة وهي في يد الرسول تعظيما لها، وسافر بها قبل المقابلة فوقع فيها بسبب ذلك خلل، ثم أصلحه المصنف بعد ذلك بما يناسب المقام، وربما كان مغايرا للأصل بحسب اللفظ، وذلك في سنة اثنتين وثمانين وسبع مائة، ونقل عن المصنف أن مجلسه بدمشق في ذلك الوقت ما كان يخلو غالبا منعلماء الجمهور، لخلطته بهم وصحبته لهم، قال: فلما شرعت في تصنيف هذا الكتاب كنت أخاف أن يدخل علي أحد منهم فيراه، فما دخل علي أحد منذ شرعت في تصنيفه إلى أن فرغت منه، وكان ذلك من خفي الألطاف، وهو من جملة كراماته- قدس روحه ونور ضريحه-».
(انتهى).
أقول: ما ذكره الشهيد الثاني(قدس سره) ينافي ما ذكره الشيخ الحر من أن تأليف اللمعة الدمشقية في سبعة أيام، كان في زمان حبس الشهيد(قدس سره)، والله العالم.